سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مؤتمر اتحاد المرأة السريانية الخامس… تصعيد لنضال المرأة السريانية

روناهي/ قامشلو –

يقيم اتحاد النساء السرياني في سوريا كل عامين مؤتمراً لمناقشة أعماله وأخر الإنجازات، التي قام بها على الصعيدين المحلي والدولي، وأكدت الإدارية في الاتحاد النسائي السرياني في قامشلو “جورجيت برصومو”، أن المؤتمر هذا العام يحمل منعطفاً جديداً في التطور والتغيير، نحو رفع وتيرة نضال وثورة المرأة.
انعقد المؤتمر الخامس لاتحاد النساء السرياني في سوريا بمدينة قامشلو تحت شعار “المرأة قوة التغير لبناء حياة حرة ديمقراطية” بمشاركة أكثر من 100 مندوبة وعضوة في الاتحاد النسائي السرياني، وذلك يوم السبت المصادف لـ 25/5/2024 في جمعية عموم الأرمن لمناقشة أعمال المؤتمر على مدار عامين.
حضر المؤتمر ممثلات عن الهيئات ومؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا ومنظمات المجتمع المدني بالإضافة إلى عضوات منسقية المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، وعضوات هيئة المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية، وممثلون عن التنظيمات النسوية في المنطقة.
بدأ المؤتمر بدقيقة صمت، على أرواح الشهداء ثم ألقيت كلمة من مسؤولة الاتحاد النسائي السرياني في سوريا “إلهام مطلي” والتي تحدثت فيها عن الوضع في سوريا، وعرجت إلى الحروب التي راحت ضحيتها مئات الأرواح، وهجمات الاحتلال التي تعاني منها المنطقة.
 وبينت، أن المرأة استطاعت ضمن هذه الظروف تأسيس حياة ديمقراطية حرة: “عملت المرأة السريانية للوصول لمرحلة متقدمة في إبراز هويتها وكان ذلك بداية عام 2000”.
واختتمت مسؤولة اتحاد النسائي السرياني “إلهام مطلي” حديثها: “عاهدنا أنفسنا لنحافظ على المكتسبات، ونحن مستمرون في النضال ضد الظلم والاستعباد والتهميش، وكلنا أمل أن تحقق قرارات المؤتمر، في الوصول لقوة المرأة السريانية”.
تلتها كلمة مجلس المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا قرأتها “نجلاء تمو” وجاء في مستهلها تهنئة النساء في هذا المؤتمر، الذي انعقد ضمن الظروف الصعبة، التي تمر بها المنطقة بسبب هجمات الاحتلال التركي المستمرة.
فيما قرئت برقيات التهنئة من الهيئات والمنظمات النسائية داخل سوريا وخارجها، كما ألقيت كلمة من نساء مجلس بيث نهرين عبر تقرير مصور، وعرض سنفزيون عن أبرز أعمال اتحاد المرأة السريانية.
وتلا ذلك قراءة أعمال الاتحاد خلال العامين المنصرمين، ومناقشة النظام الداخلي للمصادقة عليه، وفتح الباب أمام الراغبات بالانتساب للمجلس وانتخاب رئاسة مجلس جديد للمؤتمر.
تحضيرات الاتحاد لمؤتمره الخامس
ويعقد الاتحاد النسائي السرياني مؤتمره كل سنتين، وفي صدد ذلك؛ التقت صحيفتنا “روناهي” الإدارية في الاتحاد النسائي السرياني في قامشلو “جورجيت برصومو”: “سيكون هذا المؤتمر منعطفاً جديداً في التطور والتغيير لما يناسب المرحلة الراهنة، واضعاً أمامه رؤية استراتيجية مستقبلية نحو رفع وتيرة العمل والنضال والتضحية والثورة على كل المفاهيم البالية وذهنية العادات والتقاليد المعرقلة لمسيرة حرية المرأة وتحررها من العقلية المتخلفة”.
وتابعت: “وسيصبح الاتحاد أكاديمية لتمكين وصول المرأة لمستوى راقٍ، يليق بها في المجالات والأطر كافةً، ولتأخذ دورها الفعال في المهام والمسؤوليات الموكلة إليها في مؤسسات تنظيم الاتحاد السرياني ومجالس، ومؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية، وكذلك لأخد دورها في مراكز صنع القرار، ووضع خطط وبرامج لمخيمات وندوات ومحاضرات ودورات تدريبية ثقافية، وتوعوية وتعليمية واجتماعية وتنظيمية، وأيضاً مهنية لتمكينها من الدخول في سوق العمل”.
وأضافت: “ناهيك عن العمل على فتح دور للمرأة في بعض الفروع لمتابعة قضايا المرأة ونشر الوعي الأسري والاجتماعي ومفهوم العدالة في المجتمع، بالإضافة إلى توثيق الروابط والعلاقات مع التنظيمات والحركات النسوية داخل وخارج سوريا من أجل التعارف، وتبادل الخبرات، والتجارب لتوحيد آلية الدفاع ورص الصفوف في قضية المرأة والقضايا الإنسانية والكثير من البرامج والنشاطات المستقبلية”.
المرأة السريانية وفاعليتها في مجالات الحياة 
وأثبتت المرأة السريانية فاعليتها في مجالات الحياة كافة، حتى وصلت إلى مرحلة تمكنت من إخراج جوهرها وطاقتها وقدراتها من خلال العمل المؤسساتي الخدماتي والعمل الجماهيري، حيث أنها تملك الإصرار على تحمل الآلام والصعاب للحفاظ على كرامة الأجيال القادمة، وهي مناضلة حقيقية تتحمل كامل المسؤولية إدراكاً منها لعظمة التضحيات التي قدمت.
واختتمت الإدارية في الاتحاد النسائي السرياني في قامشلو “جورجيت برصومو” حديثها: “فقسماً أمام دماء شهيدات وشهداء النضال، التي سفكت وروت تراب الوطن، سنرفع راية النصر على الظلم والاستبداد والقهر والإرهاب، إيماناً بولادة حياة حرة كريمة يعم فيها الأمن والأمان والسلام الدائم على وطننا وشعبنا بشكل عام”.
الاتحاد النسائي السرياني مظلة المرأة السريانية
هذا ومع ولادة مسيرة النضال القومي لتنظيم الاتحاد السرياني في سوريا، لعبت المرأة دوراً هاماً وأساسياً، حيث خطت خطوات متقدمة نحو مفاهيم التنظيم، ولعبت دوراً فعالاً في الأنشطة والفعاليات القومية والوطنية، والثقافية، والسياسية والجوانب الاجتماعية المختلفة، وعززت مكانتها حتى استطاعت تطوير نفسها خلال عام 2005 وتشكيل لجنة المرأة السريانية، وبعدها فقد بدأت بنشاطاتها الخاصة بالمخيمات، والدورات التدريبية والتثقيفية والتنظيمية، حتى وصلت إلى مرحلة استطاعت تأسيس تنظيم المرأة السريانية في سوريا، وقد عقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد النسائي السرياني بتاريخ ٢٠/٧/٢٠١٣، في مدينة ديرك بعد سنوات عدة من الجهود المبذولة.
وعدَّ المؤتمر التأسيسي للاتحاد النسائي السرياني الذي عقد في عام 2013، التنظيم النسائي الأول في تاريخ الشعب السرياني في سوريا، وانطلاقاً من المسؤولية القومية والاجتماعية، التي حملتها المرأة السريانية نحو تنظيمها وشعبها، أصبحت شريكاً حقيقياً وفاعلاً في الدفاع عن قضايا شعبها وحقوقه العادلة، حيث أصبح الاتحاد النسائي السرياني مظلة للمرأة كمنظمة جامعة، ومناصرة لحقوق المرأة السريانية الآشورية، والتي تعمل لهدف مشترك يسعى لنيل حقوقها بشكل تام، ومن أجل خلق مجتمع تعددي ديمقراطي حر وعادل، ومبادئ أساسية يتخذ فيها قيم ومواثيق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والقوانين المتعلقة بحقوق المرأة مبدأً له، ويحارب أشكال العنف، خاصةً ضد المرأة والأطفال، ونبذ كل أنواع التمييز العنصري والجنسي والديني والعقائدي، والوقوف ضد العادات البالية التي تقيد حرية المرأة، والارتقاء بالمرأة السورية والسريانية في المجالات كافة.