سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

دار المرأة في تل كوجر… يسعى لنشر الفكر الديمقراطي

تقرير/ ليكرين خاني –

بعد ثورة 19 تموز في روج آفا وشمال سوريا وانتشار فكر الأمة الديمقراطية التي كانت بمثابة بشرى تنويرية لكافة شعوب المنطقة، استطاعت المرأة العربية أن تتشرب من هذا الفكر وتخلع الثوب الأسود الذي كان يخيم على حياتها نتيجة سيطرة الأفكار والعادات المهترئة، وبفضل فلسفة وفكر القائد عبد الله أوجلان في نشر الفكر الحر بالعيش المشترك والحياة الحرة لكلا الجنسين، أرادت المرأة أن تعبِّر عن ذاتها وتثبت نفسها ضمن المجتمع ولاسيما المرأة العربية لأنها  في بعض المدن والمناطق ومنها بلدة تل كوجر عانت الأمرين من سيطرة العادات والتقاليد من جهة، وسيطرة الأفكار الظلامية والمرتزفة من جهة أخرى، وبعد تحرر المدينة من المرتزقة على أيدي أبناء وبنات الشمس (وحدات حماية الشعب والمرأة) أرادت المرأة العربية أن تنخرط ضمن هذه اللوحة الديمقراطية التي رسُمِت بدماء الشهداء، وحول هذا الموضوع قمنا بزيارة بلدة تل كوجر والتعرف على دار المرأة فيها ومعرفة أفكار النساء العربيات ومدى تقبلهن للفكر الديمقراطي حيث أعددنا التقرير التالي:
نور التنوير طل علينا منذ خمسة أعوام

 تأسس دار المرأة  في تل كوجر منذ خمسة أعوام، وكان تأسيسه بمثابة بشرى سارة لكافة النسوة في البلدة ومحيطها، بهذا القول بدأت الإدارية  في دار المرأة أميرة صالح حديثها معنا وأضافت: “نحن هنا ثلاثة نسوة نعمل سوياً في ثلاثة لجان ألا وهي لجنة الصلح والأرشيف والتدريب”، وتابعت أميرة بأنه في البداية لم يكن هنالك تقبل من قبل الأهالي لدار المرأة كونهم استخفوا بقدراتنا على حل المشاكل وعدم قبولهم لفكرة أن النساء قادرات على إدخال الصلح ما بين الطرفين وبطرق عادلة، أما الآن فالنظرة قد اختلفت كلياً بسبب حالات الصلح الكثيرة التي قمنا بحلها.
دار المرأة مفتوح أمام كل امرأة
وأشارت أميرة أن دار المرأة أبوابه مفتوحة دوماً لكل امرأة صاحبة قضية، فنحن نتلقى العديد من القضايا مثل الخلافات الزوجية وزواج القاصرات وتعدد الزوجات، ونسعى جاهدات أن نكن الطرف التوفيقي الذي ينوي الصلح ويجاهد في حل تلك القضايا من دون التطرق إلى المحاكم، أما في حالات زواج القُصر وتعدد الزوجات فنحيل القضايا إلى المحاكم المختصة وهذا ما ينبغي أن يحصل.
وأكدت أميرة من خلال حديثها قائلةً: “في الحقيقة كثُرت قضايا تعدد الزوجات في منطقتنا وهي ليست بجديدة ولكن قمنا بضبط هذه الحالات بجهود مضاعفة لنمحي وجود مثل هذه العقليات، نأمل أن نكون قادرات على ذلك وأن نُخرِج المرأة العربية من الظلام إلى النور، لأننا متذمرات من وضع النساء والفتيات اللواتي يتعرضن للعنف هنا بكل الطرائق ولا سيما زواج القاصرات فنحن نقوم بزيارة الكومينات ونحصي حالات زواج القاصرات وخاصةً ضمن هذه الفترة الأخيرة، حيث شددنا على هذا الأمر ونبذل كل ما بوسعنا للقضاء على هذه الظاهرة.”
القيام بحملات توعية بشكل ٍ دوري

كما أشارت أميرة صالح إلى كيفية توعيتهن لنساء المنطقة والأهالي قائلةً: “نقوم بحملات توعية وهذا موجود ضمن برامجنا بشكلٍ دوري، حيث نزور الأهالي في منازلهم إن أستوجب الأمر وندعو الفتيات إلى هنا لحضور المحاضرات التوعوية، حيث نستعين بكتب القائد الأممي عبد الله أوجلان لنكون قادرات على إيصال الفكرة بشكل واضح، وبفضل توعيتنا للنساء والفتيات والأهالي استطعنا أن نرفع  من نسبة التفهم للفكر الحر إلى 70% في المنطقة وهذه نسبة لا يُستهان بها، وقد لاحظنا أن الأهالي في الفترة الأخيرة هم من يطلبون منا أن نقوم بزيارتهم ودعوتهم لتلقي المحاضرات وأن يرسلوا بناتهم إلى المحاضرات لتوعيتهن”.
 كما أكدت أميرة على إنهن يحاولن تأمين فرص عمل  لكل امرأة راغبة في العمل لأنه هنالك نسبة كبيرة من النسوة  يترددن إلى المركز طلباً للعمل، وهذا لم يكن ظاهراً بينهن سابقاً إلا بعد انتشار الفكر الحر الذي دعا إليه القائد أوجلان.