تقرير/ ميديا غانم –
ـ خطوة مميزة قام بها بعض الطلبة الموهوبين والطامحين في تنشئة جيل مبدع، عبر مشروع هادف وهو افتتاح مركز Kêzxatûn، لنشر ثقافة قراءة الكتب وحب المطالعة لدى البراعم الصغيرة.
في زمننا هناك صعوبة كبيرة في التفاهم مع الأطفال، والأصعب كيف تكتشف قدراتهم والمواهب التي بداخلهم، فليست كل موهبة تظهر لوحدها والكثير من الحالات تلزمها المتابعة والاهتمام، لترى في النهاية طفل متمكن وجيل مُبشر ونواة للاعتماد عليه مستقبلاً.
مشروع مميز بثمانية أشخاص
ستة من طلاب جامعة روج آفا بقامشلو بالإضافة لشخصين آخرين، عملوا على تأسيس مركز Kêzxatûn، والذي بدأ بأول نشاط له في الشهر الحادي عشر من العام المنصرم قبل افتتاحهم للمركز، وفي الشهر الأول من العام الحالي افتتح هذا المركز الكائن في الحي الغربي بقامشلو، وحصل على الترخيص للبدء بعمله من هيئة الثقافة والفن بإقليم الجزيرة في الشهر الخامس من العام الجاري، وكان الهدف من تأسيس هذا المراكز هو إيجاد بديل للروضات ليتمكن الطلاب من إشغال أوقات فراغهم خاصة في العطلة الرسمية للمدارس في فصل الصيف، وعلى هذا الأساس هذه المجموعة الشابة والطامحة بدأت بمشروعها المميز.
زهور نسقيها بثقافة وفن الأجداد
مركز صغير ولكن ما يقام بداخله كبير وقيّم، وكيف لا وهو ويهدف لنشر ثقافة قراءة الكتب والقصص بين الأطفال، تلك الثقافة التي بتنا نفتقدها في مجتمعنا بشكلٍ كبير خاصةً بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وتحميل الكتب عبر النت، هذه المجموعة من الطلبة في جعبتهم مشروع هادف ويلزمه الدعم والمساعدة، ولمعرفة المزيد عنه قالت الإدارية في المركز سيماف حسن: “وجدنا من الضروري تأسيس جيل ينمو بداخله حب قراءة الكتب وكتابة القصص، والتعرف على فلكور شعبه وعلى ثقافة أجداده والثقافات الأخرى، بالإضافة إلى إننا وجدنا بأن هناك صعوبة لدى الأطفال في مجال الترجمة، ولذلك عمدنا لترجمة القصص لهم بأساليب منوعة منها بالحركات وأيضاً من خلال مسرحيات قصيرة”.
حول فعاليات ونشاطات المركز
وأضافت سيماف بأنهم يركزون على سرد ورواية القصص، فتابعت: “وهذا النشاط نقوم به بين الفترة والأخرى ويعتبر من الأساسيات بالمركز، كما اعتمدنا على مجلة “سورمي”، لتمدنا بقصص الأطفال، وكل مرة نقرأ قصة معينة لهم ومن بعدها نشرح لهم القصة وما بداخلها ونقوم بتوزيعها عليهم وهي فعالية شبه دائمة”. وأيضاً تحدثت سيماف بأنه في ليلة نوروز من هذا العام جهزوا بروشور مصغر عن قصة “كاوا الحداد” رمز نوروز برسوم مبسطة خاصة بالأطفال، ووزعوها على الأطفال، وقدموا مسرحية حول ذلك. وزادت بقولها حول نشاطات المركز بأنه في نهاية الموسم الدراسي قاموا بفعاليتين للأطفال الذين يتحدثون باللغة الكردية ومثلهم ممن يتحدثون باللغة العربية وكان عددهم حوالي 30 طفلاً من مختلف المدن بسوريا ممن نزحوا من جحيم الحرب بين المعارضة والنظام وظلم مرتزقة داعش من مدن إدلب وحلب ودير الزور إلى مدينة قامشلو، وقدموا لهم دفاتر صغيرة لكتابة مذكراتهم اليومية عليها.
صيف مليء بالمواهب والإبداع
ونوهت سيماف إلى أنه بعد نشاطات عدة بدأوا بمشروع صغير باسم صيف Kêzxatûn، والمشروع دام مدة شهرين وضم 30 طفلاً حيث تم تقسيمهم على ثلاثة مجموعات، كل عشرة أطفال منهم ضمن مجموعة، الأولى اختصت في كتابة القصص وعملوا قصة خاصة بهم وكانت بعنوان “لماذا الأسماك لا تطير”، والمجموعة الثانية تم تدريبهم على كيفية عمل رسوم للقصة، وهي نفسها اعتمدت كصور لقصة المجموعة الأولى، وأما بالنسبة لطباعة القصة والتي هي عبارة عن 900 نسخة فقد تولت هيئة الثقافة والفن مسؤولية الدعم في طباعة القصة.
وذكرت قائلةً: “عملنا على تعريف الأطفال على رسامين عالميين منهم “فان كوخ” وغيره بالإضافة لشخصيات محلية، ومنهم فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة كانت ترسم وتعمل في مجال التصميم، وكان هدفنا من تعريفهم بهذه الفتاة هو إدراكهم بأن الإعاقة لا تقف أمام الموهبة”.
تعريف الأطفال على ثقافات الشعوب الأخرى
وأشارت سيماف بأنه من ضمن فعالياتهم كان تعريف الأطفال على ثقافات الشعوب الأخرى منها الهنود حيث قمنا بتجسيد الشخصيات المختلفة أمامهم، والمجموعة الثالثة اختصت بلغة الموسيقى وتعلموا فيها النوتة الموسيقية والإيقاعات والأغاني الفلكلورية والتعرف على الموسيقيين العالميين، وفي أحد الجلسات تم تعريفهم بالموسيقار “موزارت”، حيث قام أحد أعضاء المركز بتجسيد شكله والتمثيل للأطفال.
وعن مشاريعهم قالت سيماف أيضاً: “نحضر الآن لأغنية بصوت الأطفال وهي عبارة عن مختارات من الأغاني الفلكلورية كما أننا نقوم بجولات برفقة الأطفال بزيارة أمكان معينة تزيد من معرفتهم الثقافية مثل قناة روناهي الفضائية”.
ونوهت بأنهم شرحوا للأطفال حول أهمية امتهان مهنة معينة في الحياة ولا تقتصر هذه المهنة على مهنة الطبيب، المهندس، المعلم بل هناك مجالات أخرى يمكن الإبداع فيها كالمجال الإعلامي والفن والرسم. ومن ضمن جولتهم زاروا معرض الكتاب بقامشلو الذي أقيم مؤخراً، وفرقة المسرح وكومين الفلم. ولتعويد الأطفال على النظام قاموا بتنظيف الحي الذي يتواجد في المركز، هذه النشاطات أسعدت الطلاب وزادتهم فرحاً، هذا ما أكدته سيماف في حديثها عن ماهية المركز والخدمات التي يقدمونها للأطفال.
تلقينهم بأسلوب قصصي لمعرفة الخطأ من الصواب
