قامشلو/ دعاء يوسف –
الحوار حول قضية إنصاف المرأة في الدراما النسائية بمناطق شمال وشرق سوريا حسمه ظهور ممثلات مؤثرات، ومخرجات بلغن درجة عالية من الكفاءة المهنية، فهل نجحت المرأة في طرح قضايا المرأة وإنصافها فيما قدمته من فنٍّ راق على خشبة المسرح..؟!
عملت المرأة في المجالات كافة في مناطق شمال وشرق سوريا؛ لتثبت جدارتها، واضعة بصمتها الخاصة، مهما كانت المهنة التي تمارسها، واليوم أصبح للمرأة ظهور بارز على خشبة المسرح، وفي مجال صناعة الأفلام، لترسم معالم المرأة الحرة.
امتازت الفترة الأخيرة بتطور المرأة في مجال الفن والمسرح، فقد عملت على إنتاج أعمال ترقى إلى مستوى الفن والإقناع من المتابعين لعمل المرأة في المسرح؛ حتى استطاعت أن تجعل خشبة المسرح المنبر، الذي تطرح به قضيتها للعالم.
التخلص من نطرة المجتمع الدونية
أسهمت التجارب النسائية في عالم صناعة السينما، في بلورة حضور المرأة وراء العدسة، وأثبتت وجودها مخرجة قادرة على التميز والمشاركة في المهرجانات السينمائية في العالمين العربي، والغربي.
والاهتمام بقضايا المرأة، والنهوض بها أمر يشهده العالم، فهي دعوة للتحرر، أي بمعنى التحرر من قيود كثيرة نتيجة موروثات اجتماعية بالية، وأغلب هذه الضغوط على الأنظمة خاصة العربية، جاءت من الخارج، ما دفع كثيرًا من النساء في قطاعات المجتمع المختلفة إلى التمرد على واقع مفروض عليهن، ومن بينهن المبدعات في مجال الدراما، اللاتي حاولن استكمال مسيرة التمرد على الماضي، خاصة الكاتبات، والمخرجات والممثلات، واستطعن أن يعبرن بشكل قوي عن مشكلاتهن، واليوم بتن يطرحن القضايا التي تتعرض لها المرأة، ويغض الطرف المجتمع عنها، في وقفة شجاعة ضد القيود التي فرضها عليها المجتمع فترة طويلة.
قفزة نوعية
وللتعرف على تطور المسرح في روج آفا، وانخراط المرأة فيه، التقت صحيفتنا بالرئيس المشترك لكومين المسرح خليل تحلو، فحدثنا عن الإبداع، الذي شهدته خشبة المسرح بعد ثورة روج آفا: “لقد دخل المسرح مرحلة جديدة بعد الثورة، فتحول من فرق وقتية تقدم عروضها في المناسبات الوطنية، إلى ساحة تعرض إبداع، وموهبة الممثلين، والكتاب والمخرجين، حتى أصبح للمسرحيين مظلة تحويهم، وهي كومين المسرح”.
وبتقدم المسرحيين والمخرجين والكتاب، نستطيع القول: إن المسرح أصبح له جذور، وأساس يستند عليه، فيطرح قضايا المجتمع، إلا أنه لم يتقدم بالشكل اللازم، كما نوه خليل تحلو: “إن القصص التي يعرضها كتابنا مازالت تحتاج لنصوص أقوى، وارتباط بالواقع، الذي تعيشه المنطقة، لذلك مسرحياتنا لم تعالج كل قضايا المجتمع”.
ورغم النقص، الذي يعاني منه المسرح، ولكننا اليوم نرى أكثر من 15 فرقة في كل سنة، تتقدم للمهرجانات التي تقام، وعن تطوير المسرح بيَّن تحلو أنهم يحاولون أيجاد طرق جديدة؛ لتقوية رقعة المسرح، مثل: فتح ورشات تمثيلية لتجهيز ممثلين جدد، وخاصة في المدارس، والجامعات معلقاً على الأمر: “لابدّ أن يكون المسرح في كل زاوية، وكل مرحلة عمرية في شمال وشرق سوريا، وأن يكون له معهد خاص؛ ليتخرج منه مختصو المسرح، من ممثلين، وكتاب، ومخرجين، وحتى الديكور، والمكياج”.
وتطرق تحلو إلى المرأة في المجال المسرحي، التي استطاعت أن تثبت نفسها، ولكن العادات والتقاليد وقفت عائقاً أمام تقدمها في مجال التمثيل، واختتم الرئيس المشترك لكومين المسرح خليل تحلو حديثه، بأن كومين المسرح يسعى لقفزة نوعية خاصة، وذلك عن طريق عروض مسرحية بخشبة متنقلة في الطرقات؛ لإيصال الرسالة، التي يقدمها لجميع أفراد المجتمع: “إن مسارحنا تُحبس في صالات مغلقة، ولكننا نسعى لتقديم عروضنا في الأحياء والطرقات، والمدارس والحدائق، فبذلك تصل رسالة المسرح للمجتمع؛ ليرقى، ويزدهر”.