خابوري: الإدارة الذاتية تستمد قوتها من تكاتف شعوبها

الحسكة/ آلان محمد ـ

أكد ممثل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في مجلس التعاون الخليجي شفان خابوري بأن الإدارة الذاتية وقفت موقفاً محايداً من الحرب الدائرة في سوريا وانتهجت الخط الثالث، واعتمدت على شعوبها واستطاعت النهوض بمشروعها الديمقراطي وحافظت على بقاء مناطقها آمنة ومستقرة، وأشار إلى أنها لم تتأثر بالتجاذبات السياسية ونأت بنفسها عن كل ما من شأنه المساس بوحدة الأراضي السورية.

تتنوع الأهداف والمصالح الجيوسياسية للدول العظمى وتختلف في النوع والحجم، فسعي الصين للهيمنة الاقتصادية العالمية بات قاب قوسين أو أدنى، والتمدد الإيراني لاستكمال مشروعها في بناء الهلال الشيعي جارٍ على قدم وساق مع حجم تمددها في اليمن والعراق مروراً بسوريا وصولاً إلى بيروت، أما بالنسبة لروسيا فتتقاطع مصالحها مع دولٍ أخرى في الشأن السوري وتختلف معها بشأنٍ آخر، فعلى سبيل المثال لا الحصر اختلافها مع دولة الاحتلال التركي في ملف القوقاز واتفاقها معها في الملف السوري كمحورٍ رئيسي وشبيهٍ بالتحالف إلى حدٍ بعيد مع إيران والصين لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا في الملف السوري. مع سنوات الصراع الطويلة في سوريا واتجاهها بمسارٍ معقد وارتباط العديد من المجموعات المتناحرة والمتحاربة بجهات خارجية، تعمل وفقاً لأجندات تلك الدول وتأتمر بأوامرها بعيداً عن مصلحة الشعب السوري ووحدة أراضيه، كان للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا مسارٌ ثابت ومستقيم، وهو تغليب مصلحة الشعب وضمان وحدة الأراضي السورية كهدفٍ متجذر في أولوية سياستها، ودائماً كانت تطرح الحلول الهادفة إلى نهاية الصراع في سوريا، ولكن مع تعدد السياسات للدول المتحاربة بالوكالة على الأرض السورية كان هناك العديد من الانعكاسات السياسية التي أفرزتها تعددية المصالح والاتجاهات الخاصة بمصلحة كل دولة، وكانت تلقي بظلالها على الإدارة الذاتية من حيث الرضا الضمني عن النموذج الديمقراطي واحتضان الشعوب وفعالية البنية التحتية فيها من جهة، وعدم الاعتراف بشكلٍ مباشر ورسمي بها من جهةٍ أخرى.

وحدة الأراضي السورية وشعوبها كان الهدف

وللحديث أكثر عن هذا الموضوع التقت صحيفتنا بممثل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في مجلس التعاون الخليجي شفان خابوري فتحدث قائلاً: منذ بداية تأسيس الإدارة الذاتية اعتمدت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا الخط الثالث فاتخذت مساراً محايداً ارتبط بإرادة الشعوب الحرة في شمال وشرق سوريا، فهي لم تقف مع طرفٍ معين ضد آخر، وخلافاً لكافة الجهات المتناحرة والمتصارعة في سوريا التي كانت كل جهة فيها مرتبطة بداعم أو راعٍ إقليمي أو دولي، كانت الإدارة الذاتية تدعم وتمثل مناطقها بكل ديمغرافيتها وتنوعها الثقافي، واحتضنت شعوبها من عربٍ وكردٍ وسريان وآشور وغيرهم.

وأضاف خابوري: نجحت الإدارة الذاتية في تشكيل قوة ضاربة استطاعت من خلالها النهوض بمشروعها الديمقراطي المرتكز على وحدة الشعوب لتأسيس الإدارة الذاتية التي تعتبر النموذج الأنجح والأمتن في الجغرافية السورية، ومن خلال المراحل والتجارب التي مرت بها القوى السياسية من المعارضة والحكومة السورية في دمشق، كانت الإدارة الذاتية الوحيدة التي لم تتأثر بحجم التجاذبات السياسية ونأت بنفسها عن كل ما من شأنهِ المساس بوحدة الأراضي السورية وشعوبها.

الاعتراف السياسي بالإدارة الذاتية ضرورة ملحة

تعتبر قوات سوريا الديمقراطية المؤسسة العسكرية الرسمية للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وهي جزء من التحالف الدولي المؤلف من أكثر من سبعين دولة، وبالتالي هي تحظى بالتمثيل الرسمي للإدارة الذاتية ليس على الصعيد العسكري وحسب وإنما بالتمثيل السياسي أيضاً، وهناك الكثير من الإشارات الإيجابية لاعتراف دولٍ كثيرة بالإدارة الذاتية فيها، وسيكون لنا تمثيل دبلوماسي في تلك الدول.

وأوضح خابوري بقوله: إننا نعلم بأنّ هناك عدة جهات تحاول تعطيل العمل السياسي للإدارة الذاتية وانخراطها في منظومة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، مثل دولة الاحتلال التركي وغيرها التي تحاول، عبر عدوانها المباشر على مناطق شمال وشرق سوريا، وضع حجر عثرة في مسيرة الإدارة الذاتية السياسية والاقتصادية، وإذا أخذنا بعين الاعتبار حجم الحصار المفروض على مناطق الإدارة الذاتية وقدرتها على الثبات في وجه تلك العوامل السلبية، سندرك حجم التوازن الإداري والسياسي المكتسب من وقوف الشعوب في مناطق شمال وشرق سوريا مع الإدارة الذاتية وإيمانهم المطلق بوجوب الانضواء تحت كنفها.

واختتم شفان خابوري حديثه بالقول: يمكن لكافة المراقبين على الساحة الدولية أن يلاحظوا تزامن الاعتداءات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا مع تقدم الإدارة الذاتية على الصعيد السياسي، والغاية تحشيد أكبر عدد من الحلفاء الإقليميين والدوليين لتعطيل المشروع الديمقراطي واستمراره ولكن هذه المحاولات تبوء بالفشل في كل مرة.