ينهمك عبد السلام الحبيب (54 عاماً)، وهو من سكان مدينة أريحا بريف إدلب شمال غربي سوريا، برفقة خمسة من أولاده بصناعة “الشعيبيات” في محله للحلويات بالمدينة، إذ ما تزال تحافظ على أسعار مقبولة بالنسبة لغيرها من الأصناف.
يقول إنه يتقن إعدادها منذ أكثر من 35 عاماً، فقد تعلمها “أباً عن جد”.
ويضيف أن دخله من بيع الشعيبيات ساعده في الإنفاق على عائلته المؤلفة من تسعة أشخاص رغم الحرب وأزماتها.
ويعتبر أنها من المهن القليلة التي “لم تتأثر كثيراً بالحرب”.
وتشتهر أريحا بصناعة الحلويات الشعبية، وقامت محالها بتطوير الأصناف وتنويع الأسعار لتكون مطلب العديد من السكان والمسافرين. ووفقاً لأصحاب خبرة في المهنة، فإن صناعة الشعيبيات في أريحا تعود لأكثر من مئة عام مضت، حيث كانت العائلات تصنعها في المنازل عن طريق شوائها في الأفران أو التنور.
أول مدينة طورت الشعيبيات
وكانت أريحا أول مدينة طورت هذه الحلوى في إدلب وربما في سوريا، لتباع في محال الحلويات، بالإضافة لتخصص محال ببيعها دون غيرها من الحلويات، بحسب “الحبيب”.
وتتعدد أشكال وأنواع حلوى الشعيبيات، فمنها المصنوعة بالجوز وبالقشطة وبالقريشة وبالفستق الحلبي والسمن العربي وغيرها.
وتمر صناعة الشعيبيات بعدة مراحل، تمر بالعجن والتقطيع والتوريق والحشو، لتأتي بعدها مرحلة إدخالها للفرن ليتم شواؤها ووضع القطر عليها لتصبح جاهزة للتقديم.
ومنذ أربعة أشهر، افتتح رامي العبد الله (42 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح من ريف حماة الشمالي، محلاً لبيع الشعيبيات في مدينة معرة مصرين شمال إدلب ليؤمن من خلاله مستلزمات عائلته المؤلفة من خمسة أشخاص.
ورغم وجود محلات خاصة بصناعة الشعيبيات في معرة مصرين، إلا أن “العبد الله” يُفضل شراء ألف قطعة من أريحا في كل يوم هذا الشتاء وبيعها في محله.
يقول إنه ينوي افتتاح محل آخر، بعد أن حظي مشروعه بالنجاح.
ويقول سكان وباعة في إدلب إن حلوى الشعيبيات هي الوحيدة التي لم يطرأ على سعرها أي تغيير بعد انخفاض قيمة الليرة التركية، إذ ما زالت تُباع القطعة الواحدة بليرتين ونصف الليرة التركية (ما يقارب 700 ليرة سورية).
ويقول مصطفى النبهان (34 عاماً)، وهو من سكان مدينة إدلب، إن المناسبات لا تكتمل إلا بوجود الشعيبيات على موائد الزائرين، وخاصةً في الأعراس وحين قدوم مولود جديد.
ويشير إلى أن السعر المقبول وإتقان صناعتها وعدم ارتباطها بأفراح أو مناسبات محددة، زاد من إقبال السكان على شرائها.
وكالات