سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

جمع الكمأ في البادية السوريّة.. مِهنة محفوفة بالمخاطر

في أكبر أسواق مدينة حماة السورية، ترتفع أصوات باعة ينادون على “الذهب الأصفر”، في إشارة إلى الكمأ الذي يُشكل مصدر رزق لسوريين يخاطرون بأرواحهم لجمعه من الصحراء غير آبهين بخطر الألغام المتناثرة أو بنيران مرتزقة داعش.
في سوق الحاضر، يعرض محمد صلحة (31 عاماً) أكياساً من الكمأ لبيعها، بعدما جال مدة أسبوع في مناطق صحراوية قريبة من قريته العلية في ريف حماة الشرقي.
ويقول بينما يزيل التراب عن الثمار لوكالة فرانس برس: “إنها لقمة مُغمّسة بالدماء. نجازف بأرواحنا وأجسادنا لنحصل عليها لكننا لم نعد نكترث لأننا نريد إطعام أبنائنا”.

ويضيف “أخرج يومياً من منزلي، ولا أعرفُ ما إذا كنتُ سأعود إلى زوجتي وابنتي”.
ويُقطف الكمأ الصحراوي، المعروف بجودة أنواعه في سوريا، عموماً بين شباط، ونيسان، وغالباً ما يواجه المدنيون خلال موسم جمعها خطراً يتمثّل بألغام زرعها داعش أو نيران مرتزقته المتوارين في مناطق صحراوية واسعة والذين يُنفذون هجمات دموية مباغتة.
منذ شهر شباط، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 130 شخصاً في البادية السوريّة خلال جمعهم الكمأ، غالبيتهم بنيران داعش.
ويُباع الكمأ بسعر مرتفع، ما يفسّر إقبال المواطنين في المناطق الريفية على جمعه لبيعه في ظل ظروف اقتصادية صعبة مع حرب مستمرة منذ 12عاماً.
في سوق حماة، يترواح سعر الكيلوغرام الواحد بين خمس دولارات و25 دولاراً، وفق جودة الثمار وحجمها.
ويوضح صلحة “نجني أرباحاً كبيرة خلال شهري موسم الكمأ، لكننا أيضاً نضع أرواحنا على كفوفنا”.
ويتابع “نطلق عليه الذهب الأصفر لأن ثمنه مرتفع مثل الذهب، ويصعب الحصول عليه”.
في السوق حيث يفترش عشرات الباعة الأرض، تتصدر صناديق الكمأ ما عداها من خضار وفواكه. بين الفينة والأخرى، يصرخ أحدهم “مزاد، مزاد”، فيتجمع حوله تجار يريدون شراء كميات كبيرة، ليبدأ المزاد على خمسين كيلوغراماً يحظى بها من يقترح السعر الأعلى.
يفتتح عمر البوش مزاده بسعر 32 ألف ليرة (4,5 دولارات) للكيلوغرام الواحد، ليختتمه بعد أقل من ربع ساعة بسعر 61 ألف ليرة (9 دولارات).
ويقول البوش (52 عاماً): “ثمة عائلات تفضّل شراء الكمأ على اللحمة” موضحاً أن “سعره يختلف بحسب جودته، ولدينا نوعيات تناسب ذوي الدخل المتوسط”.
وبحسب تجار، فإن الكمأ الأغلى ثمناً هو الكمأ الأسود الذي تشتهر به مناطق البادية في ريفي حلب وحماة، وبسبب امتداد البادية السوريّة المترامية الأطراف، تنتج سوريا أنواعاً مختلفة من الكمأ.
وبادر عدد من التجار، وفق ما يشرح جمال الدين دكاك (51 عاماً) وهو تاجر جملة من دمشق، إلى شراء النوعيات الجيدة من المحاصيل وتصديرها بشكلٍ فردي الى العراق ولبنان. كذلك، جرى تصدير كميات إلى الخليج عن طريق التهريب عبر الأردن.
وتشهد أسعار الكمأ ارتفاعاً هذا العام بسبب خطورة جمعها.
مصدر رزق
ويشرح يوسف سفاف (43 عاماً) وقد جلس خلف بسطة عرض عليها ثمار الكمأ “هناك ألغام وقطّاع طرق وأراضٍ واسعة ينتشر فيها الدواعش، تضحّي الناس بحياتها من أجل بعض المال كي تُعين نفسها”.
ويشتري سفاف بضاعته من بدو يرتادون المدينة صباح كل يوم، وفي حوزتهم كميات مختلفة من الكمأ، ويشرح بانفعال “هناك على ملابس بعض البدو بقع من الدماء، ثمة من خسر أفراداً من عائلته خلال جمع الكمأ، واستمرّ في ذلك، لأن لا خيار لديهم، يريدون العيش، وأنا أعذرهم”.
ورغم التحذيرات الأمنية من الجهات المختصة، يزدهر جمع الكمأ. وأشار إلى وجود “العديد من القطاعات مزروعة بالألغام والعبوات الناسفة”.
قبل ثلاث سنوات، فقد جهاد العبد الله (30 عاماً) إحدى قدميه بانفجار لغم بينما كان يقود شاحنته أثناء جمعه الكمأ في قرية السعن في ريف حماة الشرقي، وبات منذ ذاك الحين يستعين بعكّازين معدنيين من أجل التنقل.
لكنه يواصل رغم ذلك أحياناً جمع الكمأ، وإن كان يخصص الجزء الأكبر من وقته في مثل هذا العام لبيع المحصول الذي يجمعه أشقاؤه من الصحراء.
“أستمرُ بعملي”
ويقول لوكالة فرانس برس بينما يفترش الأرض قرب بسطة يعرض عليها الكمأ في السوق: “لم يعد لديّ ما أخسره بعدما فقدت قدمي، وأنا مستمر في عملي لتأمين قوت يومي”.
وتعدّ الأجسام المتفجرة وضمنها الألغام من الملفات الشائكة المرتبطة بالحرب السوريّة، التي توشك على إنهاء عامها الثاني عشر، ولا يبدو خطر التصدي لها سهلاً في بلد يشهد نزاعاً معقداً أودى بنحو نصف مليون شخص، واتبعت خلاله أطراف عدّة استراتيجية زرع الألغام في مختلف المناطق.
وتشكّل الألغام المتروكة في أراضٍ زراعية وبين المناطق السكنية خطراً دائماً على المزارعين والمارة ورعاة الماشية. ويعيش نحو 10,2 ملايين سوري في مناطق مزروعة بالألغام، ما أسفر عن مقتل 15 ألف شخص تقريباً بين 2015 و2022، وفقًا للأمم المتحدة.
بينما ينتظر بيع غلّته للعودة الى منزله، يشبّه العبد الله جمع الكمأ بـ “لعب ورق الشدة”، قائلاً: “تربح مرة وتخسر مرة، إنها مقامرة وأنا رضيت بها”.
وكالات
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle