على أبواب الشتاء، يعود معظم اللبنانيين القاطنين في المناطق الجبليّة إلى التزوّد بجفت الزيتون للتدفئة، بدلاً من المازوت والحطب، بالرغم من أن الجفت ليس حدثاً استثنائياً في حياتنا، لكن تحليق أسعار الحطب والمازوت دون ضوابط كرّس عودة الجفت كمادة بديلة للتدفئة، لاسيّما أن العادة درجت في المناطق الغنية بالزيتون، أن تستعمل هذه المادة في شتاءاتها الباردة.
زيادة الطلب عليه هذا العام
يشتدّ الطلب على جفت الزيتون هذه الأيام كثيراً، و “قد ما بدك”، يقول “ميشال الحاج”، صاحب المعصرة الأهليّة في المنصورية (المتن)، وصحيح أنّ الناس يستخدمونه منذ وقت طويل للتدفئة، لكنّهم يطلبونه بكثافة هذا العام؛ بسبب الارتفاع الهائل في أسعار المحروقات، لا سيما المازوت، الذي وصل سعر الطن منه إلى نحو 1200 دولار، والحطب متره بلغ 120 دولاراً.
وقد جرت العادة أن يشتري التجّار جفت الزيتون من المعاصر لبيعه في المناطق الجبليّة للغاية نفسها، لكون الجفت من حصّة المعصرة، بخلاف محصول الزيتون، الذي يعود لأصحابه.
يحتوي جفت الزيتون بقايا الزيتون مع بعض الزيت، ويستخدمه الناس لإشعال الموقد والبابور. لكنّه بحسب الحاج يحتاج (الجفت) إلى بعض الحطب، والمواد الأخرى لمساعدته على الاشتعال.
تبلغ تكلفة الطن من الجفت ما يقرب من 50 دولاراً في المعصرة، يُضاف إليها تكلفة التعليب والتغليف، والنقل واليد العاملة وتكلفة أكياس الجنفيص، ليصل سعر 50 كيلوغراماً إلى نحو 120 ألف ليرة.
كذلك، يؤكّد “إيلي الشيخ” صاحب معصرة الشيخ الحديثة في الكورة، أنّ الطلب هائل على جفت الزيتون؛ بسبب ارتفاع أسعار المحروقات الجنوني: “فبدلاً من أن يحصل المرء بـ 11 دولاراً على الدفء بواسطة المازوت، يمكنه أن يحصل على الدفء نفسه بـ 3 دولارات من خلال الجفت”.
ويشرح أنّ الجفت يُنتج بشكل مسحوق، وهو مؤلَّف من لبّ الزيتون، وبقاياه الصلبة، وتقوم المعصرة بتنشيفه، وكبسه خلال فصل الصيف تحت أشعة الشمس.
