تُحيك ملابس الصوف إلى جانب عملها في تعليم الأطفال لغتهم الأم

قامشلو/ رشا علي –

المعلمة نورهان يوسف تعمل على تعليم الأطفال لغتهم الكردية في النهار، وفي الليل تصنع أشكالاً وأنواعاً جميلة من الصوف وبدقة عالية وألوان مميزة وجذابة، أحبت الأعمال اليدوية منذ صِغرها وتعلمت حياكة الصوف من والدتها وأخوتها عندما كانت تبلغ من العمر عشرة أعوام.

وكان لصحيفتنا “روناهي ” لقاءً مع إحدى المهتمات بحرفة حياكة الصوف والتي تُعرف باسم نورهان يوسف من قامشلو، حيث تقوم إلى جانب عملها تعليم الطلاب اللغة الكردية في النهار العمل على حياكة الصوف ليلاً، وتحيك الألبسة النسائية والرجالية وغيرها، بالإضافة إلى أغطية الأدوات المنزلية، تصنعهما بإبرتها وخيطها الحرير.

أربعون عاماً وما زلتُ أعمل في مهنتي

تحدثت المعلمة نورهان عن حبها وشغفها بمهنة حياكة الصوف والتي ورثتها من والدتها، عندما كانت في العاشرة من عمرها: “لقد تعلمت هذه المهنة قبل 40 عاماً، ولم أبتعد عنها طيلة هذه السنوات وما زلت مستمراً في مزاولتها”.

كانت تشعر بإحساس جميل وغريب يغمرها عندما كانت تشاهد والدتها تصنع الملابس الجميلة والسترات من الصوف، ومنذ ذلك الحين بدأ حبها للصناعات اليدوية وخاصةً مهنة حياكة الصوف، فبيَّنت نورهان: “أفضل شيء هو أن يخلق المرء شيئاً مثيراً ومميزاً ويجلب الاهتمام من صنع يديه”.

فتوضح لنا نورهان بأن حياكة الصوف بالإضافة إلى جميع الأعمال اليدوية لا يمكن إتقانها إلا إذا وجِد الحب والعاطفة تجاهها، وبأن المرء يستطيع تطوير نفسه عن طريق الإرادة والتصميم.

الحفاظ على ثقافة الحِرف اليدوية

وتشير نورهان إلى أنه لو أتيحت لها الفرصة، فأنها ستقيم مشروعاً خاصاً بها، لأنها محترفة بعملها وتستطيع أن تصنع كل ما يُطلب منها وتنجزه بوقت قصير وقالت: “جميعنا نشعر بجمال وروعة العمل اليدوي، وخاصةً الأحذية والملابس الصوفية التي تستخدم للحماية من البرد في فصل الشتاء، فيجب علينا أن نعمل من أجل الحفاظ على ثقافة الحرف اليدوية من الذوبان والضياع”.

على الرغم من رغبة المعلمة نورهان في فتح مشروع خاص بها، إلا إنها لم تتمكن من تحقيقه بسبب عدم وجود إمكانية مادية وفرصة مناسبة، لذلك لم تستطع اتخاذ الخطوات في سبيل تحقيق هدفها، مؤكدةً بقولها: “إذا تلقيت المساعدة من أحد ما، فسأُنشئ مشروعاً للحِرف اليدوية، لأن معظم الأهالي يحبون الملابس المصنوعة يدوياً من الصوف ويفضلونها عن اللبس العادي وخاصةً في فصل الشتاء، ويستعملونها أيضاً لتزيين منازلهم وكأغطية للأدوات المنزلية والمقاعد، وهي تعطي منظراً جميلاً بسبب ألوانها المميزة”.

وذكرت المعلمة نورهان أنها عندما تزوجت هي وأخواتها، صنعت والدتها لهن أشكالاً مختلفة من الصوف مثل الوسائد والمفارش والعديد من الأشياء الأخرى الجميلة والمتنوعة، وأشارت إلى أنها عندما بدأت العمل بهذه المهنة كانت تصنع الملابس لنفسها، ولكن الآن بعد أن أصبح لها أحفاد تصنع ألبسة الصوف التي يريدونها ليرتدوها في فصل الشتاء.

الصعوبات والمشاكل

أما بالنسبة للصعوبات والمشاكل التي تعاني منها المعلمة نورهان في عملها بحياكة الصوف هو آلام في أسفل الظهر نتيجة قضاء ساعات للعمل على حياكة الصوف، وأردفت نورهان: “نعم هناك صعوبات تعترض طريقي دائماً ولكن لأن هذا العمل نابع من حب وشغف المرء به فلا شيء يقف عائقاً أمام الاستمرار بالعمل، هناك آلات تقوم بصناعة الألبسة الصوفية ولكنها ليست أفضل من الصنع اليدوي الذي تجد به روح المرء أثناء العمل به من امتزاج الألوان المتناسقة، وحسب طلب كل فرد واللون والموديل الذي يرغب به”.

واختتمت المعلمة نورهان يوسف حديثها مشجعة جميع أصحاب الحِرف اليدوية للاستمرار في العمل والإصرار على ممارسة المهنة التي يفضلونها ويحبونها، لأن العمل يتطور بالحب والعطاء.