جل آغا/ أمل محمد –
على بُعد عشرات الأمتار من مدينة قامشلو وفي تلك القرية النائية “شورك” التي لا يوجد فيها سوى بضعة بيوت، يسكن أحمد نافع أوسي صاحب الواحدة والخمسين عاماً والذي يُعرف بالمنطقة بأنه مصلّح للأدوات الكهربائية ولا يتقاضى أجراً على عمله، أكثر من ثلاثين عاماً وأوسي يقصده الأهالي طالبين من خبرته في صيانة أدواتهم الكهربائية وكلمة “أهلاً وسهلاً” لا تُفارق فاهه.
صاحب اليد البيضاء ودعاوى المحتاجين
يحمل في صندوق العدة الخاصة بأدوات عمله، والتي لا تُفارقه أينما حلَّ وارتحل، العم أحمد أوسي والذي اشتهر في عموم المنطقة بأنه من الأيادي البيضاء التي تعمل بالمجان لكل من طرق بابه طالباً للمساعدة، التقت صحيفتنا به فحدثنا قائلاً: “عملي هذا هو هواية أعشقها منذ شبابي، في عمر العشرين بدأت أكتشف ميولي للتصليح، أولى الأجهزة التي قمت بصيانتها هي مسجلة ومذياع منزلنا، شعرت بفرحة عارمة كيف ذاك الجهاز المعطل الذي لا يصدر صوتاً عاد كسابق عهده ومن هنا أي قطعة في المنزل تعطلت كنت أُسرع لتصليحها”.
خضع أوسي لدورة تدريبية واحدة في حياته وهي دورة إلكترونيات في عمر العشرين، ليُضيف من خلالها الخبرة إلى هوايته وتابع: “ثلاثون عاماً وأنا أعمل في هذه المهنة دون أجر، أجري الذي أتقاضاه هو دعاوى الفقراء وكلمات الشكر التي تُقال لي، هنالك الكثير من الأهالي لا يملكون القدرة على إصلاح أدواتهم الكهربائية ومن هذا المنطلق فأنا أرغب في مد يد العون للمحتاجين، حتى غدوت معروفاً والجميع يطلب مني المساعدة”.
صعوبات المهنة وأوقات العمل
يعمل أوسي لأهالي قريته وأقاربه ولسكان القرى المجاورة له وزاد: “أُعاني اليوم ونتيجة تقدمي بالسن والعمل المستمر من أمراض في العين وأثّر ذلك على رؤيتي بشكلٍ واضح، أعمل في أوقات فراغي بعد العودة من عملي الخاص، الأجهزة التي أعمل عليها لا تستغرق مني سوى ساعة أو أقل، أصلح السخانات والتلفزيونات وحتى الأجهزة الحديثة وكل ذلك بمجهود شخصي نابع من المحبة لهذه المهنة”.