سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تهنئة المسلمين بأعياد الأديان الأخرى

محمد القادري_

يقول الله سبحانه وتعالى، في كتابه الكريم: “لَا يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”
 بدأنا بهذه الآية الكريمة، لنبين أن الحكم في التواصل والبر مع غير المسلمين، أمر جائز ومباح، ولم يحرمه الله سبحانه وتعالى، لأن الإسلام في جوهره دين الإنسانية، والمحبة، والعدالة، ويعتمد على بناء الأخلاق في الإنسان، والأخلاق تأمرنا أن نكون طيبين مع جميع الخلق، إذا كان الله سبحانه وتعالى لم يأمر نبيه محمداً، صلى الله عليه  وسلم، واتباعه، بأن يقاطعوا المشركين، الذين لم يقوموا بقتالهم وكانوا مسالمين لهم قبل 1400 سنة، فكيف لنا اليوم، وفي عصر التواصل الاجتماعي، وانفتاح الديانات، والمذاهب، والطوائف على بعضها، أن نقول، لا يجوز أن تبارك المسيحي، أو الإيزيدي في أعيادهم، ولا يجوز السلام عليهم في الأزقة، والشوارع هذه النظرة المتحجرة، والمتشددة والعنصرية في الدين الإسلامي، هي من وضعها أعداء الدين، كي يشوهوا دين الإنسانية، والسلام والمحبة، ويصل بهم أخيراً، أن يكفروهم، ويستبيحوا دماءهم، ونساءهم، وهذا ما فعله داعش، وغيرهم من الحركات المجرمة، ونحن نقول: “إن أي إنسان له الحق في اتباع الدين الذي يريده، والاعتزاز به والفخر به، والاحتفال بجميع أعياده بكامل الحرية، ويجب على جاره، ومواطنه، أن يعايده ويبارك له أعياده، ويسلم عليه، لأن ذلك يؤدي الى نشر المحبة، وبناء مجتمع صحي وسليم”.