تهديدات واغتيالات… وحملة أمنية واسعة في دير الزور

 قامشلو/ رؤى النايف ـ

بعد تزايد نشاط الخلايا النائمة التابعة لمرتزقة داعش وخلايا أخرى مرتبطة بجهات أمنية سوريّة وإيرانية وبدعم روسي، تزايدت حالات الاغتيال واستهداف المدنيين ولا سيما العاملين ضمن مؤسسات الإدارة المدنية في دير الزور، لذا بدأت قوى الأمن الداخلي بإطلاق حملة أمنية واسعة النطاق للرد على تلك الخلايا وتفكيكها.

تهديدات.. واغتيالات

وآخر حالات الاغتيال طالت “مؤيد الرياش” وهو عضو المجلس التشريعي في دير الزور في بلدة الجزرة الواقعة بالريف الغربي لإقليم دير الزور، وذلك باستهدافه من قبل مسلحين مجهولين كانوا يستقلون دراجة نارية “يعتقد إنهم من خلايا مرتزقة داعش” الأسبوع المنصرم، مما أدى لوفاته على الفور، وفي الأيام الماضية شهدت المنطقة عدة اغتيالات لأشخاص يعملون مع المؤسسات المدنية والعسكرية في الإدارة الذاتية المدنية بدير الزور، بعد بيان من  قبل مرتزقة داعش هددوا فيه بشكل مباشر كل منْ يعمل مع الإدارة، وفي سياق آخر قام مرتزقة داعش مساء الثلاثاء بتدمير عربة عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية في منطقة الكبر، مما أدى إلى مقتل عنصر وإصابة ثلاثة آخرين، وعلى خلفية هذه الاغتيالات أعلنت قوى الأمن الداخلي في 26 الشهر المنصرم حملة لتمشيط عدد من المناطق في الإقليم.

تكاثر الجهات المعادية

“بشار الصعب” عضو الإدارة العامة لقوى الأمن الداخلي في دير الزور، أكد عبر حديثه لصحيفتنا تصاعد وتيرة الاغتيالات والاستهدافات لعسكرين وعاملين تابعين للإدارة الذاتية في الإقليم وعلى وجه الخصوص في مناطق الريف الغربي في الفترة المنصرمة، مما أدى إلى اغتيال “مؤيد الرياش”، كما تم استهداف سيارة عسكرية بعبوة ناسفة مزروعة على إحدى الطرق في الخط الغربي، وعملية اغتيال مختلفة لأعضاء قوى الأمن الداخلي في مناطق الخط الجنوبي من دير الزور.

وأضاف بشار الصعب إن هذه الاغتيالات تأتي في وقت تزامن مع الانتخابية الرئاسية السوريّة، بالإضافة لمحاولة مرتزقة داعش إعادة بناء نفسهم في مناطق سيطرة النظام في دير الزور، كما أن حالة الانفلات الأمني الذي تشهده المناطق المحتلة من قبل تركيا والميلشيات التابعة لها، أثر في تصاعدها.

استقرارنا.. يُكثِر أعدائنا

“المناطق الأكثر استقراراً وتقدماً في سوريا والتي تتوجه لها الأنظار بشكل دائم هي مناطق شمال وشرق سوريا”، يربط الصعب خلال حديثه حالة الاستقرار النسبي في المنطقة مقارنةً بباقي المناطق السوريّة، ويتابع “مشروع الإدارة الذاتية في المنطقة الذي يُجسّد التقدم والديمقراطية والاستقرار ويثبت معاني التآخي بين الشعوب ويجسد دور المرأة في كافة الميادين وفي أولها الميدان العسكري، لذلك وبعد ذكر هذه المعطيات وتسليط الضوء عليها، فإن جميع الأطراف المعادية تحاول أن تتدخل في مناطقنا، وتسعى لضرب الأمن والاستقرار فيها وعلى وجه الخصوص إقليم دير الزور لأهميته الاستراتيجية وطبيعته الجغرافية وغناه بالثروات النفطية والطبيعية، بالإضافة إلى نهوضنا من خلال أعمالنا ومشاريعنا على كافة القطاعات الخدمية والصحية والعسكرية، في فترة وجيزة عجز حتى النظام السوري على تحقيقها”.

حملتنا مستمرة.. رغم الصعوبات

واختتم “بشار الصعب” من الإدارة العامة لقوى الأمن الداخلي في دير الزور، حديثه لصحيفتنا بقوله: إننا في قوى الأمن الداخلي نقوم بالرد على هذه الهجمات من قبل مرتزقة داعش والميلشيات الإيرانية والخلايا المرتبطة بمرتزقة الاحتلال التركي، حيث قمنا بإلقاء القبض على بعض أعضاء هذه الخلايا وسوف يتم الإعلان عنها عن طريق الإعلام الخاص بقوى الأمن الداخلي.

هذا وتستمر الحملة الأمنية واسعة النطاق التي تقوم بها قوى الأمن الداخلي بالتنسيق مع كافة الأقسام التابعة لها، ويتمحور عمل هذه الحملة الأمنية بمتابعة نشاط الخلايا وكشف أعضائها ودك أوكارهم، على الرغم من صعوبة العمل في منطقة ذات جغرافية متباعدة الأطراف وغنية بالحدود النهرية والحدود البرية وتعتبر ريفية يسهل فيها التهريب مما يساعد تلك الخلايا في تحركاتها ونشاطها، وهنا  يظهر الدور الحقيقي لقوى الأمن الداخلي وأهميتها، في منطقة هشة بدون مقومات كافية بعد أن استنزفت كافة مقوماتها أثناء سيطرة مرتزقة داعش وبعد تحريرها منهم بحسب حديث الصعب.