روناهي / قامشلو –
قدمت مديرية الثروة الحيوانية في إقليم الجزيرة في عام 2022، العلف واللقاحات والمازوت لمربي الثروة بمختلف أصنافها، ووفق الإمكانيات المتاحة؛ ما أسهم في تحسن هذا القطاع بعد عامين من الجفاف، وتُمثّل الثروة الحيوانية مكوناً هاماً من الأساس الحيوي للأمن الغذائي، والاقتصادي في إقليم الجزيرة.
تعد الثروة الحيوانية جزءً لا يتجزأ من اقتصاد مناطق شمال وشرق سوريا، كون المنطقة غنية بالثروة الحيوانية، وتعدّ مصدر عيش لكثير من أبناء المنطقة، ولكن في السنوات الأخيرة أدت التغيرات المناخية، وعدم انتظام الهطولات المطرية إلى تضرر الزراعة، والثروة الحيوانية، وأثرت سلباً على المزارعين، وعلى مربي الثروة الحيوانية، وواجه مربو المواشي صعوبة كبيرة في تأمين العلف؛ فضلاً عن أسعاره المرتفعة؛ ما دفعهم إلى بيع قسم من حيواناتهم؛ لشراء العلف للقسم الآخر، وهذا ما أدى إلى نقص الثروة الحيوانية في المنطقة بنسبة 40% خلال العامين المنصرمين.
العوامل الأساسية لنقص عدد الثروة الحيوانية
تراجع عدد الثروة الحيوانية في إقليم الجزيرة بشكل كبيرة، حيث بلغت نسبة الفروقات، التي حصلت في أعداد الثروة الحيوانية بإقليم الجزيرة نسباً ليست بقليلة، فنقصت عدد الأغنام بنسبة 30%، والأبقار بنسبة 40%، والدجاج بنسبة 50%، والأسباب الأساسية التي أدت إلى تراجع أعداد الثروة الحيوانية، كانت قلة الأمطار وتعرض المنطقة للتغيرات المناخية؛ ما أدى إلى حدوث الجفاف، وتأثر الثروة الحيوانية بشكل كبير، بالإضافة إلى أن الهجمات والتهديدات التركية، كان لها تأثير كبير أيضاً على الثروة الحيوانية، حيث أدت الهجمات إلى نزوح المواطنين بالإضافة إلى الذبح العشوائي للثروة الحيوانية.
أما عن وضع الثروة الحيوانية بشكل عام في عام 2022، ومقارنتها مع العام 2021، فالعام 2022 كان جيداً، ويتوضح ذلك من خلال التنظيم الإداري، والبدء بتوزيع الدورات العلفية، كما أن إنتاج الموسم البعلي لعام 2022 كان جيداً، وهذا ما ساعد مربي الثروة على الاستفادة منه وعدم تدهور وضع الثروة الحيوانية ودق ناقوس الخطر.
إحصائية عام 2022 لثروة الحيوانية
في إقليم الجزيرة، الذي يشتهر بتربية الماشية، من أغنام، وماعز، وأبقار، وجمال، وخيول، بالإضافة للجواميس والدواجن، فقد بلغت إعداد رؤوس الأغنام حسب إحصائية مديرية الثروة الحيوانية في هيئة الزراعة والري لعام 2022، 4465486 رأساً، والماعز 420680 ألف رأس، والأبقار 57259 ألفاً، إلى جانب سبعة آلاف و379 رأساً من الجمال، و6849 رأساً من الخيل، بينما وصل عدد الجواميس المسجلة 3756رأساً، يربي هذه المواشي 79 ألفاً و333 مربياً، بالإضافة إلى 466 مدجنة.
أما بشأن الدورات العلفية، التي تتوزع على مربي الثروة الحيوانية في إقليم الجزيرة، ففي عام 2022، تم الانتهاء من عملية توزيع الدفعة الأولى للعلف في مقاطعة قامشلو، وناحية الدرباسية والزركان والهول، أما في مقاطعة الحسكة، فقد تم الانتهاء من بعض قراها، وتستعد مديرية الثروة الحيوانية لتوزيع الدفعة الثانية لمقاطعة قامشلو، مع العلم أنه قد تم توزيع ثلاث دفعات من العلف للجواميس، ودفعتين للخيول بسبب قلة أعدادها.
أن الدورة العلفية تتم كل شهرين عند وجود مخزون وافر للمادة العلفية، ولكن بسبب قلة المخزون العلفي ضمن المستودعات، فيتم الدورة العلفية كل ستة أو سبعة أشهر، وهذا ما يشكل بدوره عبئاً كبيراً على مربي الثروة الحيوانية.
وحول الكمية، التي تُعطى لكل رأس، فيُقدم خمسون كيلو غراماً لكل رأس واحد من الأحصنة، والأبقار، والجمال، والجواميس، أما الماعز والأغنام، فيُقدم لكل رأس عشرة كيلو غرامات، وفي هذا العام تم توزيع نوع ثاني من العلف للثروة الحيوانية في منطقة الحسكة وهي غبرة القطن.
أما عدد المراكز والمستودعات العلفية فتبلغ ستة مراكز على مستوى إقليم الجزيرة، وتتواجد في قامشلو، وتربه سبيه، وديرك، وتل كوجر، والدرباسية، وفي الحسكة فيوجد مركزان، أن المشكلة الاساسية لا تكمن في افتتاح المستودعات العلفية، وقلة عددها في مناطق شمال وشرق سوريا، بل تكمن في تأمين مادة العلف، فكل مستودع يستوعب مادة العلف بطاقة 20 طناً وأكثر.
الدعم والتشجيع لتربية الثروة الحيوانية
ولتخفيف آثار الجفاف، عملت مديرية الثروة الحيوانية على توفير العلف للماشية وتقديمها للمربين، إلى جانب توزيعها أدوية بيطرية، ومازوت التدفئة للمداجن.
ووفق المديرية، فإنها قدمت خلال موسم 2021 -2022، 23 ألفاً و566 طناً من العلف (النخالة)، وكانت تقدمها في البداية بسعر 450 ليرة سوريا، لترفعها فيما بعد إلى 750 ليرة سوريا للكيلو غرام الواحد.
إلى جانب ذلك، قدمت المديرية 421 ألفاً و900عبوة من لقاح الجدري و212 ألف عبوة من لقاح (انترو) و209 آلاف لتر من دواء زيتي خاص بالالتهابات لدى الدجاج، وكل هذه الأدوية تقدم بالمجان للمربين، وبالإضافة إلى ذلك تم تأمين المواد المعالجة للثروة الحيوانية في عام 2022مثل خافضات الحرارة، والتسمم، والباستريلا.
كما وزعت مليوناً و485 ألفاً و935 لتراً من المازوت للمداجن.
الصعوبات والمعوقات
من أبرز الصعوبات، التي تواجهها الثروة الحيوانية هي قلة كمية العلف، التي تقدم من قبل المديرية لمربي الثروة الحيوانية، وكذلك قلة مساحات المرعى، كما أن الإدارة أيضاً تتلقى صعوبة في تأمين مادة العلف، وتنظيم الدورة العلفية، وهو السبب الرئيسي، الذي يؤدي إلى عدم انتظام الدورة العلفية، أما الحل الجذري لهذه المشكلة فيكمن في تحسن الموسم الزراعي؛ لأن الغذاء الأساسي للثروة الحيوانية هي الشعير والتبن، أما في السنوات الأخيرة فيعتمد على النخالة ولكن إنتاج النخالة في مطاحن إقليم الجزيرة لا تسد حاجة عدد الثروة الحيوانية في المنطقة.
وبخصوص المناطق، التي تربى فيها الثروة الحيوانية بشكل كبير، ففي مقاطعة قامشلو تتواجد الثروة الحيوانية أكثر في ناحية تل حميس وتل كوجر، وفي مقاطعة الحسكة الشدادي، ومركدة والهول، وذلك لكثر مساحة أراضيها المرعية.
مخططات والمشاريع المستقبلية
ومن مخططات ومشاريع مديرية الثروة الحيوانية في إقليم الجزيرة في الفترة المقبلة، افتتاح مشروع مدجنة بياض لتوفير البيض ضمن أسواق المنطقة وبأسعار مناسبة، إضافة إلى استمرار مديرية الثروة الحيوانية في توزيع الدورات العلفية، والأدوية، واللقاحات، والجولات على العيادات، والمستودعات، والمسالخ مستمرة، إلى جانب سعي المديرية إلى تطبيق الدورة العلفية بشكل نظامي.
