تركيا تقتلنا… الفرات ينحسر!

 مثنى عبد الكريم-

الفرات، ذلك النهر الخالد عبر التاريخ والموجود قبل الوجود الطوراني بآلاف السنين، نهر الخير والعطاء يواجه اليوم الحقد الفاشي التركي العثماني الطوراني، فتركيا قررت أن تحارب الفرات العظيم بذاته وتقضي على شعبه دون تمييز بين الأعراق في هولوكوست جديدة، تثبت مدى سادية النظام الحاكم العثماني، وتؤكد الحقيقة التاريخية أن العثمانية الفاشية التركية الطورانية هي نظام حقود أجوف من كل مبادئ الاخلاق بل وأشد عداوة للإنسانية من أي مثال تاريخي، ها هو الحقد الطوراني أيها السيدات والسادة يتجلى اليوم متجسداً بحرب قذرة بعد المقاومات البطولية والانهزامات التي مُني بها هذا المحتل العثماني، إنها حرب تستهدف كل الوجود الحياتي على طول الشريط الفراتي، نعم حرب المياه، حيث تعمد تركيا إلى قطع مياه نهر الفرات وتحويلها إلى الأراضي البور هناك بعد ان امتلأت سدود الفاشية ليستمر مسلسل حرب المياه، والأدهى من هذا الأمر أن كل ما يجري من سطور وفصول هذه الحرب القذرة يجري أمام أعين العالم جميعه ووسط صمته وتغاضيه عن الأمر، وكأن كل من في هذا العالم تآمر على شعبنا العظيم كعظمة فراته، وكأن كل العالم يريد تركيع هذا الشعب الجبار وجعله يدفع ثمن انتفاضته ومطالبته بحريته وكرامته وإرجاعه إلى حظائر الطاعة للسلطة والدولة وأساليبها المختلفة، بل وجعله مضرب مثل لباقي شعوب العالم.

لو نظرتم أيها السيدات والسادة إلى خرائط غوغل وبحثتم عن البحيرات قبل سنوات عندما كان الإرهاب المتطرف يسيطر على المنطقة وقارنتموها بخرائط اليوم لوجدتم من سيكون الإرهابي الحقيقي ومن يدعم الإرهاب ويغذي منابعه، فهل بعد كل هذه الأدلة شك على إرهاب النظام الحاكم وشراكته بسفك دماء السوريين؟! هل بقي لدى أي أحد شك؟

الفرات يا شعوب العالم وشعبنا بدأ ينحسر والبحيرات بدأت تجف وقد وصلت لمستوى خطير جداً يهدد بكوارث بيئية وكوارث إنسانية بدءًا من التلوث الذي بدأ ينتشر نتيجة انخفاض وانحسار مياه البحيرات والنهر مروراً بخطر انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، وقد يصل الأمر لحد انقطاع مياه الشرب وري المزروعات، وهذا يعني مجاعة كبرى، فلا زراعة بدون ماء ولا علف للحيوانات بدون زراعة ولا طعام للبشر.. فهل سنصمت؟ لن أتكلم عن الإدارة ومدى جاهزيتها أو غياب التخطيط الواعي والاستعداد لمثل حالات الطوارئ هذه، فقد تحدثنا كثيراً حول هذا الأمر وإنهم أيضاً يتحملون المسؤولية أمام الشعب بغياب الدراسة المستقبلية لأي كارثة قبل وقوعها، ولكن سأتحدث عن دور شعبنا اليوم بالضغط عبر وسائل التواصل الاجتماعي والحملات الإلكترونية وتحويل المسألة إلى قضية رأي عام عالمي لعلنا نحرك ضمير وصوت هذا العالم الصامت والمتفرج وبليد الأحاسيس.

لنطلق حملاتنا تحت شعار #تركيا_تقتلنا… #الفرات_ينحسر ولنكن على قدر مسؤولية حماية أبنائنا وحضارتنا وشعبنا بل ووجودنا ككل، فالشعب السوري لن يركع وسينتصر الحق وستهزم الفاشية الطورانية بكل معانيها، لننطلق يا شعبنا العظيم بهذه الحملات ولنكن جميعاً شركاء بالنصر في حرب الفرات، ولنقل كلمتنا ولنسمع صوتنا للعالم أجمع، فالخطر يحدق بنا ويقترب منا بسرعة ولتدركوا جميعاً ماذا يعني انحسار نهر الفرات! وأي خطر سنواجه وسيواجه الوطن؟