سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تحية لك يا شهيدة ولمن دفعك للشهادة

بيريفان خليل –
تحتفل نساء العالم أجمع باليوم العالمي للمرأة هذا اليوم الذي دوِّن في التاريخ بعد نضال مرير قادته المرأة من أجل الحصول على حقوقها المشروعة تلك الحقوق التي سلبها منها الرأسماليون في زمن السلطة. فالمظاهرة التي سارت بها نساء أوروبا تحت شعار «خبز وورود» وذلك الحريق الذي نشب في معمل النسيج من قبل رأسمالي أراد قتل النساء الرافضات الذل والمطالبات بحق رفع أجور العمل كل هذه الأحداث وغيرها من صور النضال والمقاومة أجبرت الدول الأوربية للاعتراف بيوم عالمي خاص بالمرأة تبرز فيها ما حققته المرأة على جميع الأصعدة فتحصد نتاج نضالها الدائم بالاحتفال بهذا اليوم العظيم.
لن ننكر بأن كل من كلارا زتكين وغيرها من النساء أمثال زنوبيا وعشتار وخنساء حققن انتصاراً عظيماً ورفعن راية النصر والحق وتغلبن على النصر إلا أن ما نشاهده اليوم من مقاومة المرأة لا تقل أهمية عما فعلته تلك النساء في الأزمنة الغابرة الذي من شأنه دون يوم تاريخي لها.
نخص في كتابنا هذا المرأة في الشمال والشرق السوري التي بدأت بنهضة جديدة رفعت من شأنها بالدفاع عن وطنها بكل السبل فتقدمت في جميع مجالات الحياة ولعل المجال العسكري والسياسي الأهم ضمنها لأن المرأة كانت تستبعد كثيراً في هذين المجالين، إلا أنها أثبتت العكس في الشمال والشرق السوري فمواجهتها لأعتى وأشرس أعداء الإنسانية؛ مرتزقة داعش خير دليل على أنها بصمت بطابعها في هذا المحفل وبرهنت أنها لم تعد كما كانت سابقاً مغتصبة وعبدة.
فاليوم عندما يتكلل يوم المرأة العالمي بانتصارها على داعش وهزيمتهم في المنطقة نصل إلى نتيجة مفاداها أن المرأة في الشمال والشرق السوري ورغم الظروف الصعبة في الحرب والأزمة التي لازالت عالقة في المنطقة إلا أنها كانت قوامة وفي مقدمة من صارعت الصعاب وتفوقت ونجحت في أن تنثر بمنجزاتها على تراب وطنها، فزرعت كل وردة من ورود انتصارها في كل بقعة من بقاع الشمال والشرق السوري، وروت بدمائها تلك الورود لينعم أبناء منطقتها بسلام وطمأنينة.
نعم كما ذكرت آنفاً كان اليوم العالمي للمرأة في هذا العام له لون جديد في الشمال والشرق السوري كان لون المقاومة والانتصار، المقاومة في عفرين والانتصار على مرتزقة داعش، لذا أصبحت مثالاً تحتذي به نساء العالم أجمع لما حققته من بطولات وملاحم عظمية.
وعلى الرغم من كل هذا لن ننسى بأنه لازال هناك من النسوة ممن لم يتعرفن بعد على حقوقهن ولازلن يعانين من ظلم الرأسماليين والسلطويين لذا ما علينا فعله هو الوقوف معاً في وجه كل متغطرس يحاول سلب حقوق المرأة والنضال من أجلهن لتقف النساء أجمع بصف واحد ويحققن المزيد من الإنجازات ويتقدمن بخطواتهن نحو طريق الحرية لها ولمجتمعها، فالتاريخ سيشهد وسيكتب ما فعلته المرأة من أجل ذاتها ومجتمعها، فلتكوني خير من كتب عنها التاريخ ودوِّن اسمها ليبقى خالداً «صانعة الحق ومحققة السلام».