عانت المرأة العربية قبل انطلاق ثورة روج آفا (19 تموز 2012) من الاضطهاد والتهميش، وأصبحت المبادئ التي حث عليها القائد عبد الله أوجلان في قضية تحرير المرأة طريقاً تسير عليه لنجاح ثورات الشعوب السورية الحرة، وحققت ثورتها نتائج ملموسة على الأرض، وأبرزت دورها أكثر في المحافل العالمية رغم النواقص والمشاكل التي تعيق ثورتها.
اتسم نضال المرأة العربية بعد ثورة روج آفا بعد مرور تسعة أعوام على اندلاع الثورة بحدوث تطورات هامة شهدتها المنطقة، حيث انعكس دور المرأة العربية ومشاركتها في الثورة على نجاح مبادئها ليصبح عملها الريادي نموذجاً يحتذى به، وطريقاً نحو حريتها المنشودة.
واستطاعت المرأة العربية الانخراط بالعمل الجبهوي، والالتحاق بالتنظيمات النسوية (الحزبية ـ التنظيمية) كمؤتمر ستار، ومنظمة سارة، ومجلس المرأة السورية، ولجان المرأة التي تشكل هيكلية أساسية في العمل الإداري والتنظيمي للإدارات الذاتية والمدنية في مناطق شمال وشرق سوريا، مما كان عاملاً هاماً في تطوير عملها التنظيمي، وتوسيع أفق تنظيم المرأة.
“الثورة” عرَّفت المرأة العربيَّة بذاتها
وتؤكد عضوة مؤتمر ستار سمعة ابراهيم بأن ثورة 19 تموز كانت حدثاً هاماً بالنسبة للمرأة العربية التي استطاعت أن تقطع أشواطاً مهمة لتندمج في المؤسسات والإدارات الذاتية والمدنية، التي كانت من نتائج هذه الثورة المباركة، من حيث بروز دورها بشكل كبير الذي أحدث نقلات نوعية مهمة بالنسبة لها، بعد أن كانت مهمشةً ومعطلةَ الدور بشكل شبه كلي، حتى مع وجود التنظيمات النسوية وما يعرف بـ (الاتحاد النسائي) سابقاً، فهذا التنظيم لم يكن يخدم تطلعاتها وطموحاتها الرامية لأن تكون مشاركة بشكل فعلي وحقيقي، فكان في الشكل عملاً نسائياً، ولكن مضمونه وعمله يفرض الذهنية الذكورية، وعمله مختصر على تنمية مواهب بسيطة وليست جوهرية تمس فكرة “تطوير المرأة ذهنيًّا” أو حماية وصون حقوقها.
وتضيف سمعة بأن التنظيمات النسوية التي تشكلت بعد ثورة 19 تموز أحدثت فرقاً كبيراً وفعالاً يهدف لتوعية وتطوير المرأة فكرياً وذهنياً، وهذا الأمر هو الأهم، وحثها على المطالبة بحقوقها رغم الاصطدام بعوائق أبرزها (العادات والتقاليد البالية ـ الذهنية الذكورية السلطوية)، وهذه العوائق تفرض ذاتها وخصوصاً في المجتمعات العربية، وهي أكثر وطأة إذا ما قورنت بالتجربة الواسعة التي خاضتها المرأة الكردية أو الآشورية أو السريانية.
وأوضحت سمعة: “المرأة العربية كانت تناضل للوصول إلى حريتها والوصول إلى ذاتها، لذلك كانت تعمل وتقاوم قبل أن تنطلق ثورة 19 تموز في (البيت ـ العمل ـ المجتمع) لكسر هذه الذهنية الذكورية البحتة والأحادية المهيمنة في مجتمعاتنا، وخاصة العربية منها، وبعد أن تعرفت على فكر وفلسفة القائد أوجلان أصبح نضالها أكثر فاعلية وتنظيماً، فاندمجت في القوات العسكرية، وفي الإدارات الذاتية والمدنية، وتسعى للوصول إلى مبتغاها الهادف لبناء المجتمع السليم الذي تأخذ فيه المرأة مكانها الطبيعي”.
ثورة المرأة العميقة
استطاعت المرأة العربية أن تخطو خطوات مهمة عقب اندلاع ثورة 19 تموز، لتصل إلى مرحلة متقدمة من التنظيم والمشاركة في اتخاذ القرارات بالرغم من العوائق التي واجهتها.
تبيّن عضو لجنة المرأة في الإدارة المدنية بالطبقة سمر شهابي أن النساء في شمال وشرق سوريا أصبحنَ مثالاً لنساء العالم أجمع، وتقول: “إنَّ ما حققته المرأة الكردية، وهي الريادية في مجال تحرير المرأة، إلى أن وصلت أفكار ثورة 19 تموز إلى المرأة العربية، وكان اندماجها في بادئ الأمر بطيئاً وصعباً بسبب وجود العقلية العشائرية والعادات والتقاليد البالية والمتخلفة التي حدت من اندماجها في “ثورة المرأة” ثورة 19 تموز، لذلك بدأت المرأة في المناطق العربية منذ عام 2017 بعد دحر داعش من المناطق التي كان يسيطر عليها في الطبقة ثم الرقة، بتنظيم نفسها، وتأسيس التنظيمات الخاصة بها على مستوى القرى والمناطق ثم المدن”.
وأردفت بالقول: “كان هنالك تحدٍّ مهم بالنسبة للنساء في المناطق المحررة من رجس الإرهاب، وهو وجوب نشر التوعية الاجتماعية للخلاص من الأفكار التي تم زرعها في ذهنية المرأة والمجتمع، والحد من حالات العنف والظلم، وتنظيم المرأة على المستوى المجتمعي والمؤسساتي، حيث نجحت المرأة في هذا الإطار، إلى أن دخلت المجال السياسي، وأصبحت تضع قوانين تحميها”.
وتبيّن سمر: “الإنجاز الأهم للمرأة العربية في مناطقها هو وجودها كرئاسة مشتركة بعد أن كان القرار الأول والأخير مصادر من قبل الرجل، لذلك هي في الوقت الحالي تشارك في اتخاذ القرارات وإصدار أي قرار، لذلك بينت جدارتها، وهذا الأمر موجود على أرض الواقع، لأن لديها قدرة على التنظيم والعمل بكفاءة أكثر من الرجل، والعطاء بلا مقابل، والآن المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا وصلت إلى مراحل متقدمة من العمل السياسي والدبلوماسي لتكون سفيرة لكل النساء السوريات، وتوصل الصورة الحقيقية الواثقة والقوية للمرأة السورية”.
هل حققت المرأة العربية تطلعاتها بعد ثورة 19 تموز؟
من حيث انتهت سمر الشهابي بدأت الإعلامية ربا العلي: “بالتأكيد المرأة العربية حققت قفزات مهمة جنبتها الكثير من العوائق، فهي على المجال الشخصي تخوض تجربتها الخاصة في هذا الإطار، وتؤكد بأن التوعية والتنوير على كافة الأصعدة من الأمور الأساسية للوصول إلى الهدف من هذه الثورة”.
وتكمل ربا حديثها بالقول: “إن النضال الذي تخوضه المرأة العربية يحتاج إلى الكثير من العمل من النواحي الشخصية والعامة، فلا زالت المرأة العربية لا تعي تماماً ما هي ثمار نضالها الذي تعيشه الآن من خلال اندماجها بالمؤسسات واللجان والإدارات، فهنالك الكثير من العمل يجب أن يُفعَّل بالطريقة الصحيحة للوصول إلى (ثورة المرأة العربية) الصحيحة بالمعنى الحقيقي الذي تهدف إليه ثورة 19 تموز، وهي المعروفة بثورة المرأة بالمعنى الحقيقي والجوهري للكلمة”.
وتضيف: “على النساء والتنظيمات النسوية خاصة، أن تقتنع بأن المرأة ما تزال تفتقر إلى الغنى الفكري والتوعية، لذلك علينا أن نقنع أنفسنا بأننا لم نصل إلى المستوى الفكري المطلوب فيما يوافق معايير الثورة، خاصة (ثورة المرأة)، لكي يكون لدينا تقييم دقيق لمستوانا لنستطيع الانطلاق بالمرحلة المقبلة، فمثلاً إلى الآن هنالك تحكّم من قبل الذهنية الذكورية بفكر وشخصية المرأة، وهذا الأمر يعرضها للنواقص”.
وتوضح ربا بأنه يمكن أن تؤثر المرأة أكثر في ثورة روج آفا بالتوعية والتطوير الفكري والذهني، واتخاذ مبدأ حريتها أساساً لها، عليها أن تقضي على الذهنية الثانوية والاقتناع بأنها المسؤولة والمعنية أكثر بإدارة المجتمع فكريّاً واجتماعيّاً وسياسيّاً وغيره.
وتؤكد عضوة مؤتمر ستار سمعة ابراهيم بأن ثورة 19 تموز كانت حدثاً هاماً بالنسبة للمرأة العربية التي استطاعت أن تقطع أشواطاً مهمة لتندمج في المؤسسات والإدارات الذاتية والمدنية، التي كانت من نتائج هذه الثورة المباركة، من حيث بروز دورها بشكل كبير الذي أحدث نقلات نوعية مهمة بالنسبة لها، بعد أن كانت مهمشةً ومعطلةَ الدور بشكل شبه كلي، حتى مع وجود التنظيمات النسوية وما يعرف بـ (الاتحاد النسائي) سابقاً، فهذا التنظيم لم يكن يخدم تطلعاتها وطموحاتها الرامية لأن تكون مشاركة بشكل فعلي وحقيقي، فكان في الشكل عملاً نسائياً، ولكن مضمونه وعمله يفرض الذهنية الذكورية، وعمله مختصر على تنمية مواهب بسيطة وليست جوهرية تمس فكرة “تطوير المرأة ذهنيًّا” أو حماية وصون حقوقها.
تبيّن عضو لجنة المرأة في الإدارة المدنية بالطبقة سمر شهابي أن النساء في شمال وشرق سوريا أصبحنَ مثالاً لنساء العالم أجمع، وتقول: “إنَّ ما حققته المرأة الكردية، وهي الريادية في مجال تحرير المرأة، إلى أن وصلت أفكار ثورة 19 تموز إلى المرأة العربية، وكان اندماجها في بادئ الأمر بطيئاً وصعباً بسبب وجود العقلية العشائرية والعادات والتقاليد البالية والمتخلفة التي حدت من اندماجها في “ثورة المرأة” ثورة 19 تموز، لذلك بدأت المرأة في المناطق العربية منذ عام 2017 بعد دحر داعش من المناطق التي كان يسيطر عليها في الطبقة ثم الرقة، بتنظيم نفسها، وتأسيس التنظيمات الخاصة بها على مستوى القرى والمناطق ثم المدن”.
من حيث انتهت سمر الشهابي بدأت الإعلامية ربا العلي: “بالتأكيد المرأة العربية حققت قفزات مهمة جنبتها الكثير من العوائق، فهي على المجال الشخصي تخوض تجربتها الخاصة في هذا الإطار، وتؤكد بأن التوعية والتنوير على كافة الأصعدة من الأمور الأساسية للوصول إلى الهدف من هذه الثورة”.
