بعد قرار قطع المياه عن الشهباء… جهود حثيثة وتحديات للنهوض بالواقع

الشهباء/ فريدة عمر –

أوضح الرئيس المشترك للجنة المياه المركزية لمقاطعة عفرين والشهباء، سيدو سيدو، بأنهم يواجهون مصاعب عديدة في تأمين مياه الشرب للأهالي بعد قرار منظمة اليونيسف بقطع المياه بشكلٍ تام عن المقاطعة، وأكد أنهم يعملون على العديد من الخطط البديلة للنهوض بالواقع.

وتشهد مقاطعة الشهباء، على مدار ستة أعوام متواصلة، حصاراً خانقاً من قبل حكومة دمشق عبر حواجزها الممتدة على طول الطريق الواصل إلى المقاطعة، وتمنع دخول المواد والمستلزمات الأساسية إليها، والذي يزيد من معاناة سكان المنطقة، والتي تشكّل غالبيتها مهجري عفرين الذي اضطروا للهجرة قسراً من مدينتهم إبّان احتلالها بتاريخ 18 أذار من العام 2018 من قبل الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة، معاناة على كافة الأصعدة.

ولاستكمال ذلك، بتاريخ ١٥ شباط من العام الجاري، قامت منظمة اليونيسف، بقرار مفاجئ، بقطع المياه عن الآلاف من مهجري عفرين، الذين يقطنون في خمسة مخيمات /برخدان، سردم، العودة، عفرين، والشهباء/.

حيث أنها كانت تزوّد المخيمات بما يُقدّر بـ /٤،٧٥٠/ برميل بشكلٍ يومي، أي ما يعادل /١٤٢،٥٠٠/ شهرياً، وذلك بعد قرار التخفيض، حيث أنها خفّضت نسبة المياه عن المخيمات في صيف العام المنصرم، إلى جانب قطعها بشكلٍ تام عن جميع القرى والنواحي في المقاطعة.

قرار لا يخدم أهداف المنظمة

وبهذا الصدد، أشار لصحيفتنا الرئيس المشترك للجنة المياه المركزية في مقاطعة عفرين والشهباء، “سيدو سيدو”، بأن القرار المفاجئ لمنظمة اليونيسف بقطع المياه عن مقاطعة الشهباء قرار لا يخدم أهداف منظمتها: “في الوقت الذي تتعرض له المنطقة، إلى ظروف صعبة، بفعل هجمات الاحتلال التركي المستمرة، واستمرار الحصار الحكومي الخانق، فإن قرار منظمة اليونيسف يستكمل كل هذه السياسات والمخططات، ولا يخدم بأي شكل من الأشكال أهداف منظمتها”.

وأضاف: “إن هذا القرار ليس الأول، فخلال العام المنصرم تعمّدت منظمة اليونيسف على تخفيض كمية المياه التي كانت تزودها للأهالي ضمن المخيمات بالتزامن مع قدوم فصل الصيف وحاجة الأهالي إلى المياه بشكلٍ أكبر، كما قطعت بشكلٍ نهائي عن القرى والنواحي التابعة للمقاطعة، وخلال شباط الفائت وبشكلٍ مفاجئ قطعت المياه عن المخيمات وبذلك قطعت تزويد مياه الشرب عن المقاطعة بشكلٍ كامل”.

زيادة العبء وتفاقم المعاناة

وأكد سيدو، بأن هذا القرار ألقى على عاتقهم عبئاً إضافياً: “يوجد في مقاطعة الشهباء 18 منهلاً للمياه، تغطي كل قرى مقاطعة الشهباء، من ناحية تل رفعت حتى فافين. في حين توجد /170/ آلية لنقل المياه وتوصيلها إلى الأهالي، وهذه الآليات تحتاج إلى الكم الهائل من مادة المحروقات لإيصال المياه من المنهل إلى الأهالي، فيما أن مناهل المياه أيضاً تعمل على مادة المحروقات، لقد تم العمل خلال العام المنصرم على تنفيذ مشروع استخراج المياه من المناهل عن طريق لوحات الطاقة الشمسية، بدلاً من المولدات كحلٍ بديل، إلا أنه لم يمكن استكمال ذلك على كل الآبار”.

واستكمل: “حقيقة، إننا أمام مشكلة يستوجب علينا كيفية التعامل معها، لأن موضوع المياه موضوع جداً مهم ومن أهم أساسيات الحياة، وخاصةً إننا على مشارف قدوم فصل الصيف وحاجة الأهالي لاستهلاك المزيد من المياه، مع العلم أن المقاطعة تشهد بشكلٍ مستمر انقطاع مادة المحروقات نتيجة الحصار، وكل ذلك يؤثر على موضوع المياه لأن كل عملية المياه من استخراجها وتنقيتها وإيصالها إلى الأهالي تستلزم كميات هائلة من مادة المازوت”.

العمل لإيجاد حلول بديلة

 وأوضح سيدو، بأنهم يعملون على إيجاد حلول بديلة لإمكانية تحسين الواقع: “إننا في لجنة المياه كجهة مسؤولة بالتنسيق مع هيئة البلديات والهلال الأحمر الكردي، نعمل على عدة خطط بديلة، منها حفر آبار جديدة إلا أن ذلك لن يكون كافياً لأن منسوب المياه منخفض جداً، إلى جانب ذلك نعمل على ترميم العديد من المناهل الأخرى التي تعرضت للتخريب بفعل الزلزال والعديد من العوامل الأخرى، كما أن هناك دراسة أخرى لاستكمال مشروع إخراج المياه عن طريق لوحات الطاقة الشمسية، إلا أن ذلك ينظر إلى حسب الإمكانيات المتوفرة”.

وناشد الرئيس المشترك للجنة المياه المركزية في مقاطعة عفرين والشهباء، سيدو سيدو، الجهات المعنية بالقيام بواجبها: “إن ما تتعرض له المنطقة من ظروف صعبة، هي نتيجة سياسات بعض الأطراف التي تعمل لكسر إرادة سكان المنطقة وإدارتها، وهذا العمل لا يخدم الجانب الإنساني، فسياسة التجويع وحرمان الآلاف من المهجرين وسكان المنطقة من المياه وأبسط مستلزمات العيش قرار لا أخلاقي، لذلك على الجهات المعنية عدم الصمت والقيام بواجبها”.

والجدير ذكره، كانت منظمة اليونيسف تدعم المنطقة بأكثر من 2400 متر مكعب من مياه الشرب، لكن خفضتها إلى 1000 متر مكعب منذ 11 تموز عام 2021 بضغط من حكومة دمشق، من ثم قطعت المياه عن كامل القرى والنواحي، وبتاريخ 15 شباط من العام الجاري قطعت المياه بشكلٍ تام عن المخيمات ومقاطعة الشهباء كلياً.