أكد عضو اتحاد مثقفي عامودا بشير ملا نواف أن دولة الاحتلال التركي تستهدف الوجود الكردي سواء في باشور أو باكور أو روج آفا، وشدد على ضرورة توحيد الكرد لمواجهة الاحتلال والتصدي له، ودعا الأحزاب الكردية إلى العمل على توحيد الصف الكردي..
تحاول دولة الاحتلال التركي إنهاء وجود الشعب الكردي عبر ممارساتها واتفاقياتها ومخططاتها، حيث صعدت في الآونة الأخيرة هجماتها على عموم كردستان، وآخرها على مخيم مخمور في باشور كردستان وراح ضحيتها ثلاث نساء، وكثفت الهجمات على مناطق الدفاع المشروع، وتساعدهم بعض القوى الكردية وتم حشد قواتها العسكرية في قضائي رانيا وسوران وتحديداً في منطقة زينه ورتي بباشور كردستان.
الهدف خلق الفتنة وضرب المكتسبات الكردية
وحول هذا الموضوع؛ تحدث عضو اتحاد مثقفي عامودا بشير ملا نواف لوكالة هاوار قائلاً: “لدى الاحتلال التركي تجارب كبيرة في وضع المخططات القذرة بالشرق الأوسط، وبخاصة حكومة أردوغان الحالية برئاسة حزب العدالة والتنمية. تعمل الآن الدولة التركية المحتلة على وضع مخططات ومشاريع مشابهة لاتفاقية سايكس بيكو لخلق فتنة وتقسيم الكرد، وفشلت على مدى أربعين عاماً في كسر إرادة الشعب الكردي في المقاومة والصمود، وقد برزت ملامح هذه المخططات عبر الهجمات الأخيرة على مخيم مخمور ومناطق الدفاع المشروع وشمال وشرق سوريا، بمساعدة الحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق الذي قام بتأسيس قواعد بالقرب من قواعد حزب العمال الكردستاني لتسهيل تنفيذ المخطط التركي”.
ونوه بشير ملا نواف أن الدولة التركية المحتلة تحاول القضاء على كافة الحركات التحررية التواقة إلى الحرية والديمقراطية عبر مشاريعها القذرة والألاعيب المفبركة التي تُحضرها لتوسع نفوذها في المنطقة، وأكد: “وعلى الرغم من استخدام أردوغان كافة الإمكانات التي يمتلكها من الناحيتين العسكرية والدبلوماسية؛ لم يستطع الوصول إلى مبتغاه في السيطرة واحتلال الشريط الحدودي في شمال وشرق سوريا، والقضاء على حركة التحرر الكردستانية؛ وهذا ما دفعه للعودة مرة أخرى إلى الساحة في باشور كردستان وإبرام مخططات قذرة هناك”.
وأضاف: “لدولة الاحتلال التركي عدّة أهداف من هجماتها الأخيرة على مناطق باشور، الأول خلق اقتتال كردي – كردي بين الأحزاب الكردية الثلاثة هناك، حركة التحرر الكردستانية، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني- العراق، وتكرار ما حصل في تسعينيات القرن الماضي، والتي تُعد نقطة سوداء في التاريخ الشعب الكردي حتى الآن، والهدف الثاني هو القضاء على القوى الكردية والمكتسبات التي تحققت في المنطقة من خلال الهجمات المتكررة على مخيم مخمور وعلى جبل قنديل ومناطق شمال وشرق سوريا”.
على الكرد الوقوف في وجه الأطماع التركية
وأكد بشير ملا نواف: “إنّ هذه المخططات تشكل خطراً كبيراً على مستقبل القضية الكردية، ويجب على الشعب الكردي والذي هو صاحب أكبر تجربة تاريخية وضع مرحلة التسعينيات نصب أعينه، إذا حققت الدولة التركية المحتلة مبتغاها في باشور كردستان؛ فإن القضية الكردية سوف تعود قرناً إلى الوراء”.
وأعاد بشير ملا نواف بالذاكرة إلى الوراء موضحاً أن للحزب الديمقراطي الكردستاني تاريخ طويل مع الهجمات التركية وقال: “علينا أن نتذكر بأن الحزب الديمقراطي الكردستاني صاحب أكبر امتحان وتاريخ طويل مع تركيا، كان له نصيب كبير من انتهاكاتها، وكرست دولة الاحتلال التركي جميع إمكاناتها لمنع حدوث أي تغيير في العراق منذ التسعينيات عبر تقديم الدعم لنظام صدام حسين؛ لأنها كانت تعلم بحدوث فراغ في المنطقة وهذا الفراغ سيساهم في تأسيس مرجعية كردية في المنطقة”.
وأوضح أن دولة الاحتلال التركي وضعت اقتصاد باشور كردستان تحت سيطرتها وتتحكم به كيفما تشاء، وتهدده في حال منعها عن تنفيذ مخططاتها بخلق أزمة اقتصادية في الإقليم، بقوله: “هناك أدلة كثيرة على الدور التركي وضغطها على حكومة باشور كردستان وعند إقرار انتخابات حول استقلال باشور كردستان، دولة الاحتلال التركي هي التي وقفت بوجهها وهددت مسعود البارزاني بالقول: إن حنفية باشور كردستان في يدنا، ونستطيع إغلاقها ونخلق أزمة في كبيره فيها”.
لا بد من عقد مؤتمر وطني كردستاني
وشدد ملا نواف على ضرورة تحرير الحزب الديمقراطي الكردستاني نفسه من القيود التركية، من استغلال حكومة باشور وضعت جميع مقدرات البلاد تحت نفوذها، فقال: “على الحزب الديمقراطي الكردستاني التوحيد مع باقي الأحزاب الكردية والشعب الكردي، فالشعب الكردي بجميع شرائحه بانتظار عقد مؤتمر وطني لتأسيس مرجعية كردية شاملة، إن لم يتوحد الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الأحزاب الكردية في هذا الوقت الحساس، فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني سوف يحرق نفسه، وسيخسر تاريخه”.
وبين بأن المعاداة بين الأخوة لا تجلب سوى الخراب، “لذا يجب على الحزب الديمقراطي الكردستاني أن يكون صاحب موقف جاد تجاه المخططات التركية، وعدم التورط والوقوع بفخ الألاعيب التركية؛ لأن هذه الألاعيب إن تمت فإنها لن تؤثر على الحزب العمال الكردستاني والاتحاد الوطني الكردي فحسب، بل سيكون لها نتائج كارثية على الحزب الديمقراطي الكردستاني أيضاً، والشعب الكردي برمته”.
واختتم عضو اتحاد مثقفي عامودا بشير ملا نواف حديثه بالقول: “على الحزب الديمقراطي الكردستاني مراجعة نفسه والعودة إلى الوراء ولو لبضع سنوات؛ عندما حاول داعش تنفيذ المخطط التركي بالدخول إلى هولير، لم يستجب أحد لنداء مسعود البارزاني سوى حركة حرية كردستان وقوات الدفاع الشعبي، ولولا تدخلهم لاحتلت هولير من قبل داعش. وعلى الشعب الكردي البدء بحملات ضد المخططات التركية الهادفة إلى خلق فتنة وحرب أهلية بين الكرد؛ لأن مخططاتها ليست مقتصرة على حزب أو جزء كردستاني معين فحسب، بل تستهدف الشعب الكردي بأكمله”.
