بريشتها وفنها عبّرت عن المرأة

تقرير/ دلال جان –

روناهي/ الحسكة: المرأة التي كسرت أطواق التبعية والانزواء والبقاء في الظل، باتت اليوم تُبدع وتخلق كل ما هو جميل ونابض بالحياة، وباتت تخلق من الجماد حياة ومن الصمت المميت موسيقا حالمة ومن مجرد أوراق ذابلة ربيعاً وسنابل فرح، وهكذا تنطلق للحياة بكل عنفوان.

إخلاص الهجو الفنانة التشكيلية التي ترسم لتعبر عن معاناة المرأة في المجتمع بريشتها وألوانها جسدت ما يختلج في نفسها من مشاعر وأحاسيس مكبوتة لتعبر عن المرأة بأجمل صورة فنية.

إخلاص فنانة من العراق هاجرت مع والدها من الموصل إلى سوريا هرباً من الحرب والدمار والقتل، تحمل إجازة في التاريخ، استقر بها المقام في مدينة الحسكة منذ ما يقارب الاثني عشر عاماً، تعبر عن مشاعر الحب والسلام، والمرأة، والأم والطبيعة، في لوحاتها الفنية، ويشعر الناظر إلى لوحاتها بحجم المعاناة التي عاشتها مع أسرتها، وقد أجرت صحيفتنا “روناهي” حواراً مع الفنانة إخلاص الهجو لتتحدث عن موهبتها في فن الرسم::

ـ كانت الهجرة من وطنك منذ طفولتك، هل تستطيع إخلاص الهجو التعبير عن مشاعرها آنذاك؟

لقد كانت الحرب والدمار والخوف مع انطلاقتي للحياة، حيث كانت لها تأثير كبير على شخصيتي، فقد كنا محرومين من الأمن والاستقرار والراحة، ولهذا كان لها تأثير كبير على الشخصية من جميع النواحي، وتعود الذكريات الحزينة أمام ناظري كشريط فيلم سينمائي حزين حتى الخاتمة كانت حزينة، الهجرة إلى خارج الوطن وحسرة العودة إلى الأرض والأهل مازالت ترافقني إلى هذه اللحظة، ولابد أن يكون لتلك الظروف والأوضاع تأثيراً على نفسيتي والفن الذي وجدت نفسي الجأ إليه للتعبير عن تلك الظروف بالرسم على اللوحة البيضاء، ولأفرغ كل أحاسيسي ومشاعري على هذه اللوحات.

ـ يغلب على لوحات إخلاص الهجو وجه المرأة الحزينة فما تفسيرك لطغيان هذا الحزن؟

تشكل قضية حرية  المرأة  الأساس الذي انطلق منه في رسوماتي، حيث تعاني المرأة دوماً معاناة أكثر من الرجل في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهي أسيرة للعادات والتقاليد، كما أن المرأة التي تشكل نصف المجتمع، وتبني النصف الآخر محرومة من كل حقوقها، المرأة والطبيعة لا ينفصلان عن بعضهما البعض، فهما شريكان بالعطاء ووهب الحياة للبشر، فالأم تمنح كل شيء لأبنائها وكذلك الطبيعة التي تُسخر كل شيء فيها لخدمة البشر، مع ذلك يتم التعامل معهما بأسوأ الأساليب، لهذا أحاول التعبير في لوحاتي على توضيح دور المرأة المشرفة والريادية في بناء المجتمعات، والعمل على إعادة هذه الدور، ومنحها القيمة المثلى.

ـ كيف تتعاملين مع اللوحة البيضاء من الواقع أم من الخيال؟

أعتبر اللوحة البيضاء هي الروح النقية والصافية للمرأة وعندما أضع تلك العينة الحزينة والقيود والسلاسل حول معصميها فأنني أعلن الحرب على الواقع المرير الذي تعيشه المرأة، وأعمل على الوصول بالمرأة إلى حيث الصفاء الأبدي، والمرأة التي أجسدها على اللوحة هي امرأة في كل منزل ومجتمع، فهي الأم والأخت والزوجة.

ـ إخلاص الهجو تعيش في روج آفا منذ سنوات كيف ترسمين لوحة المرأة في روج آفا؟

هناك حقيقة واضحة وضوح الشمس بأن المرأة في روج آفا تختلف عن المرأة في جميع المناطق الأخرى، فقد أوصلت بنفسها إلى مرتبة من العلو والسمو من خلال نضالها وثقافتها وإعادتها لترتيب بيتها النسوي، وقدرتها على تنظيم نفسها من خلال مؤسسات خاصة بها، واتخاذ القرار النسائي الذاتي الخاص بها، كما أن الأحداث التي شهدتها روج آفا والحرب على الإرهاب والتي كانت المرأة في مقدمة هذه الحرب أضافت على المرأة في روج آفا طابعاً يكاد أن يكون في مرتبة القديسات والآلهة، فهذه التضحيات الكبيرة من قبل المرأة جعلت من المجتمع البشري الذكوري بالعمل على إعادة التفكير بدور المرأة، وإفساح المجال أمامها لقيادة المجتمع كما كان  في العصور الغابرة.