بدران جيا كرد: “الحوار البَنّاء وتحرير المناطق المحتلة خيارنا الاستراتيجي”

حاوره/ صلاح إيبو

أكد نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا بدارن جيا كرد أنه لا يمكن تحقيق أي تطور أو استقرار بوجود الاحتلال في أيّ منطقة من المناطق السورية، وأشار إلى أنهم كإدارة ذاتية لديهم إصرار على الحل والاستقرار. وأضاف: “ونحن نعمل ونناضل من أجل إخراج الاحتلال التركي من أراضينا، وعدم مساسه بهوية مناطقنا الأصيلة وضمان عودة كريمة لأهلنا المهجّرين قسراً من ديارهم”.

أعادت الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا التأكيد على جهوزيتها للحل السياسي السوري، بما يخدم أبناء سوريا كافة، ويحافظ على وحداتها. ولكن؛ ما تزال النظرة الشمولية للنظام السوري البعيدة عن الواقع هي العائق الأكبر أمام بدء حوارٍ جاد وبنّاء بين الإدارة الذاتية والنظام السوري.

 وفي هذا الإطار؛ التقت صحيفتنا مع نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا بدارن جيا كرد في لقاء خاص؛ أكد فيه أن الإدارة الذاتية على تواصل متوازن مع جميع الأطراف الدولية؛ بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة الراهنة في سوريا، وأن مشروعهم لا يتعارض مع وحدة التراب السوري وتطلعات شعوبها، منتقداً في الوقت ذاته سياسات النظام السوري ونظرته للحل، وأشار إلى أن الدفاع عن المناطق التي احتلتها دولة الاحتلال التركي وتحريرها هو خيارهم الاستراتيجي الأهم في هذه المرحلة المصيرية. وكان نص الحوار كالتالي:

ـ النظام السوري غير جاهز للحل السياسي، برأيكم ما الذي يمنع النظام أو يجعله يبتعد عن بدء مفاوضات جادة مع الإدارة الذاتية الديمقراطية في هذه المرحلة الحساسة؟

طبعاً الإدارة الذاتية أبدت جهوزيتها ولاتزال من أجل الحوار والحل الوطني السوري، حيث إن مشروع الإدارة لا يتعارض لا مع وحدة سوريا ولا مع تطور الحل والاستقرار فيها. إصرار النظام على رؤية المشهد السوري على خلاف الواقع الموجود بحد ذاته مشكلة، ولا يمكن أن يخدم ذلك الحل في سوريا، نحن على يقين بأن الحوار الجاد والفعال هام وسيجلب معه تطورات هامة كذلك. نشعر بالأزمة الموجودة في سوريا من جوانبها كافة ونطرح رؤيتنا للحل، ونأمل في أن تكون دمشق منفتحة على ذلك؛ كون تقارب دمشق الإيجابي في هذا الإطار يحقق تطورات ستكون في خدمة سوريا وعموم مناطقنا وشعبها، حيث لا بد من التعامل مع الواقع الموجود على إنه عملي أم تجاهل، والخطاب السلبي لن يجلب أية حلول ونحن نلتمس عملياً ذلك، ومنذ حوالي التسع سنوات ولم تثمر السياسات المتبعة عن أية نتائج إيجابية.

 -ـ كيف يتم التوازن بين الوضع العسكري والسياسي حالياً، وكيف سيكون مستقبل العلاقة بين الإدارة الذاتية والقوى الدولية “روسيا وأمريكا” مستقبلاً؟

 القوى الدولية الموجودة في سوريا والمنطقة هي موجودة بحكم وجود جملة من الصراعات والتناقضات في المنطقة ولسنا جزءاً من وجود أي طرف في سوريا. لكن؛ كإدارة ذاتية نحن نريد أن يكون هناك حل واستقرار ونسعى لأن تكون هذه الأطراف موجودة للمساهمة في مكافحة الإرهاب وضمان الحل المستقبلي لسوريا مع التأكيد على وحدتها. نحن على توازن واتصال مع القوى كافة فيما يتعلق بدورنا وجهودنا السورية، ولسنا جزءاً من أي صراع أو خلافات موجودة بين أي طرف، على الصعيد السياسي دورنا قائم في هذا المجال ونركز على أن يكون الجميع في خدمة الحل السوري وبضرورة التواجد السوري دون إقصاء في أي مسار من مسارات الحل في سوريا.

 ـ الأوضاع الاقتصادية في سوريا عامة بدأت بالتدهور والانكماش؛ هل مضي النظام السوري في الحل العسكري وغياب رؤية سياسية واضحة لمستقبل سوريا من ضمن أسباب الانهيار الاقتصادي؟ وما هي الحلول المتوفرة بيدِ النظام السوري حالياً؟

طبعاً قلنا بأن جملة السياسيات المتبعة لم تثمر عن أي حل في سوريا من قبل النظام السوري، لا بد أن يكون المنظور المتبع إيجابي وواقعي وعملي. نحن أيضاً جزء من سوريا والوضع المتدهور في أي مجال من المجالات يهمنا ولا نريد في أن يكون بالشكل الذي يعرقل مسار حياة السوريين، نؤكد بأن الحوار هو مخرج هام ويحقق معه نتائج إيجابية في المجالات كافة، وهو حل استراتيجي هام دون الحلول الآنية التي لا تجلب سوى ترقيعات مؤقتة، حيث إن سوريا وشعبها اليوم بحاجة لما يحقق الاستقرار والحل الحقيقي والفعلي، ونرى ذلك يكمن في الحوار والانفتاح على المسارات المطروحة لخدمة سوريا ومنها رؤيتنا كإدارة ذاتية في شمال وشرق سوريا.

ـ في الذكرى الثانية للعدوان التركي على عفرين، ما هي خطط الإدارة الذاتية السياسية لإعادة تحرير كل من عفرين وسري كانيه وكري سبي من الاحتلال التركي؟

في ظل الحلول التي نطرحها على الدوام؛ لا يمكن تحقيق أي تطور أو استقرار بوجود الاحتلال في أي منطقة من المناطق السورية، بما فيها المناطق التي تم الحديث عنها، فكما أن الإرهاب وداعش يشكلان جزءاً مهماً في منع الاستقرار في سوريا؛ فإن تركيا تمثل المستوى ذاته في الخطورة على الحل والتوافق السوري. كإدارة ذاتية لدينا إصرار على الحل والاستقرار ونحن نعمل ونناضل من أجل إخراج الاحتلال التركي وعدم مساسه بهوية مناطقنا الأصيلة وضمان عودة كريمة لأهلنا المهجرين قسراً من ديارهم. خيار الدفاع عن المناطق التي احتلتها دولة الاحتلال التركي وتحريرها خيارنا الاستراتيجي وهو هدفنا الأول. وكل جهودنا ستكون في خدمة تحرير هذه المناطق باستمرار حتى تحريرها كاملة.

ـ ​هناك حديث عن انهيار الهدنة التركية الروسية في إدلب؛ هل سيؤثر العمل العسكري ضد المجموعات المتطرفة في إدلب وحلب على مستقبل الحل السياسي، وسط تمازج الملفين السوري والليبي اليوم؟

لا شك بإن مسار آستانا كان لشرعنة الوجود التركي في سوريا، حيث الجميع يعلم بأن دولة الاحتلال التركي هي من تمد وتدعم المجموعات الإرهابية من داعش والنصرة والمجموعات المرتزقة الأخرى. حتماً إدلب تمثل بؤرة إرهاب خطيرة وكذلك الدور التركي فيها أخطر. الآن بدأت عمليات توطين لمرتزقة في مناطقنا من مختلف المناطق التي تسيطر عليها تركيا، وحديث تركيا عما يسمى بالمنطقة الآمنة حسب الزعم ليس إلا لضمان جغرافية الحدود، كي تأوي الإرهابيين وعوائلهم هذا من جهة، ومن جهة أخرى بوجود تركيا لا يمكن الحديث عن أي حل سياسي لطالما هي موجودة وبهذه السياسات لن يكون هناك استقرار في سوريا، إلا إذا تخلت عن منطقها وتعاملها بهذا النهج وحينها لسنا ضد أي طرف يسعى بجدية في دعم الحل في سوريا. لكن؛ بالشكل الحالي مع احتلال ما يزيد من 10 % من مساحة سوريا من قبل دولة الاحتلال التركي ومع دعمها للإرهابيين وقيامها بفرض اللغة التركية، والتعامل بالليرة التركية، وربط المناطق المحتلة بالولايات التركية، وكذلك دعم المرتزقة وإعادة تأهيل أعضاء من داعش لا يمكن الحديث عن أي حلّ. أما بالنسبة للملف الليبي بغض النظر عن الخلافات والتوجهات الليبية الداخلية، فهو جزء من التدخل التركي الإقليمي ومحاولة من أردوغان في إعادة توزيع خريطة الإرهاب في المنطقة لضمان التحكم بها.