بائعة الخضار بدمشق.. طموح للنجاح وتحدٍ للظروف

دمشق/هيلين علي-

عرفها سكان دمشق “ببائعة الخضرة النظيفة”؛ حيث تحمل الأم (سماح الأحمد) نازحةٌ من ريف دمشق، 45 عاماً خضرتها كلّ صباح إلى أحد أحياء المدينة حزمٍ وباقاتٍ من الخضرة العشبية كالبصل والبقدونس والجرجير والفجل والسلق؛ لتفترش بها الأرض وتنادي عليها بكلماتٍ تستقطب بها الزبائن ليجبروا بضاعتها ويشترون منها.

مشاريع صغيرة

تبادل الأم ذات التجاعيد التي أتعبتها الأيام الابتسامة مع الزبائن، تعيش ببيتٍ يكاد يسند نفسه حيطانٌ مترامية الأطراف إلا إنها وبعد تجربة النزوح والتهجير وحياة المخيمات تراه جنة وخاصة بأنها حولت تلك البقعة الصغيرة من الأرض لمصدر رزق لها.

تقول الكادحة سماح “أذهب كل سنة حين يبدأ موسم زراعة الخضار الشتوية وأشتري البذار من الصيدلية الزراعية وأجهز الأرض وأنظفها وأحولها لألواحٍ ترابية وخطوط أزرع بها ما أشاء وأسقيها بماءٍ نظيف”.

وأضافت بأنها تقوم وأولادها بتجهيز الخضرة في الصباح وتحملها بعد ذلك أسواق دمشق.

وتتابع الأم المزارعة بأنّها سعيدة بعملها فرغم كبر سنها إلا أنها تشعر بسعادة عندما تعيل عائلتها التي تحمل همها وكبرت المسؤولية لديها بعد وفاة زوجها لتصبح أماً وأباً حسب تعبيرها.

“مردود ضعيف”

“مرات قليلة أعود بقليل من الخضار للبيت أيام البرد والمطر مثلاً لكن غير ذاك أبيعها وأمضي” هذا ما  أوضحته الأم سماح عن عملها في البيع.

تشتري الأم سماح احتياجات بيتها من مواد تموينية وخبز وتأمينها وتعتمد على خضرتها في أغلب طبخاتها كالسلق والسبانخ والبقدونس والفول.

ولكل عملٍ صعوبات فشح الماء بالصيف يقف عائقا أمام نجاحها كما الشتاء الذي تساعد الأمطار على إنجاحه.

طموح ونجاح

وأضافت بأنها تستعمل روث الحيوانات كسماد طبيعي لتخصيب التربة وزيادة فاعلية إنتاجها. أسعار بسيطة وقناعة بالرزق والقبول ترتسم على ملامح أمٍ حملها أكبر بكثير مما تؤمنه لها جرز الخضرة الصغيرة.

الزبائن تشكرها لمنتجاتها

 تشيد مروة زرزور امرأة من سكان حي الصالحية اعتادت على شراء احتياجاتها من السوق والمجيء لهذه المزارعة لشراء الخضار العشبية منها لما وجدته بها من أمانة وسماحة ومراعاة لظروف الناس في المبيع رغم ضيق حالها فلا يشعر بالفقير إلا الفقير تقول: “أسعارها لا تقارن بالسوق وجميعنا نشتري منها”.

لم تعتد بائعة الخضرة على الرجوع ببقية ما تبقى معها للبيت من الخضار وإنما تقوم بتوزيعها على كل من تراه يستحقها مرددة في ختام حديثها: “لكي يبارك لي الله برزقي”.