القيادية أفيستا روج تدعو إلى توحيد النساء في جميع أنحاء العالم ضد الذهنية الذكورية

قامشلو/ رشا علي ـ

دعت القيادية في وحدات حماية المرأة أفيستا روج إلى تشكيل اتحاد المرأة على مستوى العالم أجمع فبالنضال المشترك ستتلاشى الذهنية الذكورية السائدة في المجتمع وستفشل مؤامرات المحتل.

انتشرت صدى مقاومة المرأة في شمال وشرق سوريا من خلال الانتصارات التي حققتها وحدات حماية المرأة YPJ والتي واجهت الذهنية الذكورية السائد في المجتمع والمتمثلة اليوم لدى الاحتلال التركي ومرتزقة داعش، لتصبح هذه الوحدات نموذجاً للحماية والدفاع الذاتي في مواجه أي خطر يحدق بالمجتمع ككل وبالمرأة بشكل خاص، وتوحيد الصف النسائي ضمن هذه الوحدات منحتها قوة أكبر لنصل إلى نتيجة هي أنه بتضامن المرأة في جميع أنحاء العالم ستتحقق الحرية في المجتمع ككل.

النضال ضد الذهنية الذكورية

وحول أهمية تشكيل وحدات حماية المرأة ودورها الكبير في مقاومة الإرهاب والاحتلال وحماية نساء المنطقة التقت صحيفتنا “روناهي” مع إحدى قياديات وحدات حماية المرأة “أفيستا روج” حيث أشارت في بداية حديثها إلى أن نضال المرأة هو ضد الذهنية الذكورية في المجتمع قبل أن يكون ضد المحتل وبينت بقولها: “أن الذهنية الذكورية والتي وجدت قبل خمسة آلاف عام، أصبح الرجل محتلاً ومسيطراً على جميع المجالات الحياتية ومن أجل أن يبقي المرأة من دون أية حقوق. فقبل سبع آلاف عام، النظام الذكوري وعن طريق الالاعيب والهجمات استطاع توجيه ضربة لنظام المرأة، وكان هذا أول انكسار للمرأة، وبعدها عن طريق الأديان السماوية تعرضت المرأة للانكسار الثاني، لتضعف إرادة المرأة، إلا أن المقاومة استمرت في جميع المجالات، ولكنها لم تستطع تغير الذهنية الذكورية، فجاءت ثورة روج آفا لتشرق شمس الحياة من جديد نحو التخلص من ذهنية مجتمع أراد كسر إرادة المرأة”.

الرد الأنسب على الفهم الخاطئ

كان الفهم الخاطئ الذي رسمها المجتمع الذكوري سائداً إلى زمن ليس ببعيد، ومنها أن المرأة غير قادرة على الدفاع عن نفسها وحماية أرضها ومن أجل كسر هذه الذهنية كان لابد من المقاومة والنضال لذا كان حمل السلاح بالنسبة للمرأة ثورة بحد ذاتها ضد الذهنية والفكر الخاطئ، حيث عبرت القيادية عن ذلك بقولها: “يقولون بأن المرأة تستطيع فقط أن تعمل في مجالات محددة ولا تستطيع الدفاع عن الأرض وبأن الرجال فقط يستطيعون فعل ذلك، وأردوا من هذا كله حصر دور المرأة في مجالات محددة لتكون ضعيفة لا تقوى على حماية نفسها ووجودها”.

بانتصارها على داعش غيرت الموازين

من أجل أن تستمر الحياة لأي كائن كان، يجب أن يحمي نفسه، فالنظام الكوني يعتمد على الحماية في استمراريته وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة فإن لم تستطع حماية نفسها لن تتمكن من العيش، كما أوضحته القيادية. وأضافت “وحدات حماية المرأة اثبتت هذا الشيء، ففي مسيرتهن النضالية يواجهن الكثير من المتاعب، لأن أفكار المجتمع كان ضد وجود كيان خاص للمرأة، إلا أنها حملت السلاح ضمن وحدات حماية المرأة وناضلت وانتصرت على إرهاب داعش، ومثالها كان دحر داعش في مدينة كوباني، حيث كانت جميع القوى تخشى من داعش واجرامهم، لكن YPJ قاومتهم وانتصرت عليهم، ومنذ ذلك الوقت آمنت جميع نساء العالم بقوة YPJ وانضم المئات من النسوة إلى صفوفها، ومن هنا أثبتت بأن المرأة قادرة على حمل السلاح وبإمكانها أن تصبح قائدة وتنتصر”.

ولفتت: “من أجل تشكيل جيش خاص بالمرأة يجب أن تكون هي القائدة، وأن يكون لهذا الجيش أسس سليمة، إذا لم يتحقق ذلك فإنها ستتحول إلى جيش سلطوي، وإن كانت المرأة هي القائدة ستكبر معها قوة المرأة وستستطيع حماية المرأة في جميع أماكن تواجدها وعملها، فجميع نساء شمال وشرق سوريا يحتذون بوحدات حماية المرأة الآن”.

النضال المشترك هو الحل

رغم انتصارات المرأة وتقدمها مجالات الحياة كلها إلا أن الجرائم المرتكبة بحقها لازالت مستمرة وأرجعت القيادية أفيستا سبب استمرار هكذا جرائم إلى “مع الأسف إلى يومنا هذا هناك جرائم قتل تحصل بحق المرأة وتعنف، أنها نتيجة الذهنية الذكورية في المجتمع، عندما يشاهدون بأن قوة المرأة ازدادت يمارسون بحقها العنف، هذه الجرائم التي تحصل سببها خوف الرجل من قوة المرأة ونضالها وتحررها، فمن أجل أن يقف في وجه حريتها يرتكب جريمة القتل”.

وللحد من الجرائم التي ترتكب بحق المرأة دعت افيستا إلى تنظيم واتحاد جميع النساء: “من أجل إيقاف هذه الجرائم يجب علينا نحن النساء أن ننظم أنفسنا، وأن نكون في كل مكان من أجل حماية المرأة، ويجب أن يكون نضالنا مشتركاً في كل مكان، في الغرب يدعون بأنهم ديمقراطيون وأحرار ولكن هناك يحدث جرائم بحق النساء، إذا أصبح هناك اتحاد لنساء العالم ستحل جميع مشاكل المجتمع”.

يبنى المجتمع الحر بتنظيم المرأة

ذهنية المحتل التركي تمثل الذهنية الذكورية التي تجعل المرأة هدفاً بإبقائها ضعيفة لا دور لها في المجتمع، وتخوفه من تنامي قوى المرأة يزيد من مؤامراتها ضدها إلى أن جميع المخططات التي يرمي إليها المحتل ضد المرأة تفشل، ولن يستطع فرض سلطته، فالسلطة تقوى عندما يكون هناك عبيد وتتلاشى بتلاشيه، هذا ما أكدته القيادية.

ومن مقولة القائد عبد الله أوجلان “إذا أردت أن تجعل المجتمع حراً ومنظماً عليك أن تنظم المرأة”، أكدت القيادية أفيستا بأن قوة المرأة هو أساس تغير المجتمع نحو الأفضل ونحو الحرية.

واختتمت القيادية في وحدات حماية المرأة “أفيستا روج” حديثها: “النظام التركي قائم على إبادة النساء، كما أنها تمارس الحرب الخاصة ضد النساء، وتقابل هذه الهجمات مقاومة عظيمة من مقاتلات YJA – Star ونساء الكرد وجميع نسوة شمال وشرق سوريا، أنهن مقاتلات عظيمات لهن تاريخ طويل من الكفاح والنضال، وأثبتن للعالم بأن المرأة تستطيع مقاومة الاحتلال”.