الشدادي/ حسام دخيل ـ
بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى، الذي يصادف التاسع من شهر تموز الحالي، سجلت أسعار الملابس ومستلزمات العيد من حلويات، وغيرها ارتفاعاً ملحوظاً، وسط غياب شبة تام للحركة الشرائية في أسواق مدينة الشدادي جنوب الحسكة، بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطن، وانخفاض قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، وتخطي سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي حاجز الـ 4020 ليرة سورية للدولار الواحد.
ويقول خضر الإبراهيم، وهو مالك محل لبيع الألبسة النسائية في سوق الشدادي: إن الحركة تكاد تكون شبه معدومة في السوق، وكأن العيد ليس على الأبواب، على عكس الأعوام السابقة، حيث كانت حركة الشراء في مواسم الأعياد جيدة نسبياً، على عكس اليوم.
وأرجع الإبراهيم ضعف الحركة الشرائية في الأسواق إلى انعدام القدرة الشرائية للمواطن؛ بسبب انخفاض قيمة العملة السورية، وتدني الأجور، وارتفاع الأسعار بشكل عام، حيث يتجه المواطن إلى المواد الأساسية اللازمة للعيش، ويعدّ مستلزمات العيد من الكماليات.
بينما يقول المواطن باسم الحمد، وهو أب لأربعة أطفال: “إن تكلفة العيد باتت باهظة جداً، وإكساء عائلة مؤلفة من خمسة أشخاص يحتاج إلى أكثر من نصف مليون ليرة سورية على أقل تقدير، ناهيك عن التكاليف الجانبية من سكاكر، وحلويات العيد، والتي تتجاوز قيمتها الـمائة ألف ليرة سورية، واللحوم والخضار تتجاوز الـمائة ألف ليرة أيضاً، فضلاً عن سعر الأضحية في حال أرادت العائلة أن تضحي، هذا يعني إن متوسط احتياجات العيد يتجاوز الـمليون ليرة سورية، ومتوسط دخل الفرد لا يتجاوز الـ /260/ ألف للعامل في مؤسسات الإدارة الذاتية، والـ /200/ ألف للعامل الحر، فكيف يستطيع تأمين مستلزمات العيد؟”.
وقال المواطن جاسم المحمد، وهو أب لخمسة أطفال: “لدي خمسة أطفال الكبير يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، والصغير وصل للأربع سنوات، في حال أردت شراء ملابس العيد لهم، سأحتاج إلى عمل ثلاثة أشهر متواصلة، لذلك هذا العيد سيمر عليهم دون فرحة، والسبب الرئيسي ارتفاع الأسعار الكاوي للجيوب، والدخل المنخفض، والذي لا يؤمن حتى قوت اليوم”.
وأضاف المحمد “سنستعيض بملابس العيد الماضي، فنحن مجبرون على ذلك، تتفطر قلوبنا عندما نرى دمعة أحد أبنائنا تسقط، دون قدرتنا على تأمين ملابس العيد لهم، ولكن ليس باليد حيلة، حتى فرحة العيد باتت لأبناء الطبقة المخملية، أما نحن البسطاء فمحرومون من فرحة العيد”.
