قامشلو/ دعاء يوسف –
دعا عضو الهلال الأحمر الكردي “دلكش عيسى” منظمات الإغاثة الدولية والمنظمات الإنسانية، إلى تقديم الإغاثة الطارئة للمناطق المنكوبة في الشمال السوري، جراء الزلزال المدمر، الذي ضرب تركيا وسوريا، كما بين أن الهلال الأحمر الكردي على أتم الاستعداد، لتقديم المساعدة للمناطق المتضررة، في حال وجود طريقة للوصول إليهم.
لقي آلاف الأشخاص مصرعهم، وأصيب آخرون، وانهارت العديد من المباني، فيما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن ناجين وسط الأنقاض، جراء الزلزال القوي، الذي بلغت قوته 7.7 درجات على مقياس ريختر، وضرب جنوب شرقي تركيا وسوريا، ما أسفر عن مقتل، وإصابة المئات في شمال وغرب سوريا في ساعة مبكرة من صباح الإثنين المنصرم، في وقت تصدت فيه فرق الإنقاذ في ظل الأمطار الغزيرة، بحثاً عن ناجين وسط أنقاض المباني المنهارة، بالإمكانات المتاحة.
واستجابة لحالة الطوارئ، التي تعيشها المنطقة، نتيجة الهزات الارتدادية للزلزال، والتي من المتوقع أن تستمر، نصب الهلال الأحمر الكردي بالتعاون مع الإدارة الذاتية وهيئة الصحة، خياماً في أماكن مختلفة من مناطق شمال وشرق سوريا، لإيواء الأهالي أثناء خروجهم من منازلهم في ظل الظروف الجوية القاسية، والهطولات المطرية تحسباً لأي طارئ إن استمر حدوث للهزات الأرضية.
نصب الخيام تحسباً لأي طارئ
وخلال تواجدنا في ملعب 12 أذار في مدينة قامشلو، الذي نُصبت فيه أربع خيم، التقت صحيفتنا “روناهي” عضواً في الهلال الأحمر الكردي “دلكش عيسى” والذي حدثنا عن الوضع المأساوي الذي حل بمناطق عدة في سوريا جراء الزلزال: “سقطت العديد من الأبنية على رؤوس قاطنيها، وما يزال عدد الضحايا في ارتفاع، والهزات الأرضية مازالت مستمرة”.
ونوه عيسى إلى: “أن مناطق شمال وشرق سوريا لم يصبها ضرر كبير، فقد استشهد ستة أشخاص في حي الشيخ مقصود بحلب جرّاء الزلزال، بالإضافة إلى عدد من الجرحى والمصابين، ولكن ارتدادات الزلزال مازالت مستمرة؛ ما أسفر حالة رعب وذعر عند المواطنين بعد فاجعة المناطق المنكوبة على كامل الأراضي السورية؛ ما جعل المواطنين يلجؤون للشوارع خوفاً من سقوط الأبنية”.
وتابع حديثه: “كان من واجبنا تأمين الملجأ للمواطنين في هذه الظروف الراهنة، وتماشياً مع الحالة الكارثية، التي تعم سوريا بشكل عام، سارعنا إلى نصب خيم لإيواء الأهالي في حال تكررت الهزات الأرضية، وتحسباً لأي طارئ”.
وعن إقبال الناس إلى الخيم، التي نصبت في ملعب 12 أذار في قامشلو، قال عيسى: “لقد نصبنا أربع خيم في ملعب 12 آذار، وقد وجدنا أن هذا العدد قليل، فقد أصبحت الخيم مكتظة بالمواطنين ليلة أمس، كما قمنا بتزويد الخيم بوسائل التدفئة، ونعمل على زيادة عددها في الملعب”.
الإنسانية أولاً بعيداً عن المصالح
في ظل انعدام الإمكانات مقابل هول الكارثة، التي حلت بالمنطقة، بقي الكثير من المواطنين تحت الأنقاض، حيث يعمل الأهالي وحدهم في إخراج الضحايا والجرحى، كما هو الحال في منطقة الجندريسه بعفرين، التي يسارع الأهالي لإخراج الجرحى والشهداء بالحفر مستخدمين أيديهم، وسط صعوبات كبيرة والحاجة لمعدات ثقيلة للإنقاذ، ولا يختلف الحال كثيراً في المناطق الأخرى، التي سقطت مبانيها جراء الزلزال كحلب وغيرها، لتواجه سوريا الكارثة وحدها، مع غياب الإغاثة الدولية والإقليمية.
وأشار عيسى خلال حديثه إلى هذه الأماكن بقوله: “إن العديد من المناطق السورية تعرضت إلى فاجعة الزلزال، كحلب وإدلب، وقد شاهدنا أن الإغاثة، التي يتلقاها المواطنون قليلة، وذات إمكانات بسيطة، ولايزال البحث عن الناجين تحت الأنقاض مستمراً في ظل الظروف الجوية القاسية، والهطول المستمر للأمطار”.
كما نوه عيسى، أن الإنسانية واحدة، ويجب ألا تختلف من دولة لأخرى، حيث تعرضت المساكن في سوريا لضربات جوية، وقصف خلال الحرب؛ ما أضعف العديد من المباني.
وناشد عيسى منظمات الإغاثة الدولية، والمنظمات الإنسانية بالتحرك الفوري لتقديم جهود الإغاثة، والمساعدات الإنسانية اللازمة لمواجهة تداعيات هذه الكارثة من منظور إنساني بعيد عن أي تسييس.
واختتم عضو الهلال الأحمر الكردي “دلكش عيسى” حديثه: “نحن الهلال الأحمر الكردي، على أتم الاستعداد لتقديم الدعم الإنساني لأهلنا المتضررين في المناطق المنكوبة كلها، في مناطق سوريا كافة، المتضررة جراء الزلزال لإنقاذ الأهالي، وتخفيف معاناتهم”.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن وزارة الصحة، ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 430 وإصابة 1315 آخرين، في حصيلة غير نهائية يتم تحديثها تباعاً.
