سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

النضال الأيديولوجي للمرأة يثمر بمواجهة الفكر السلطوي الذكوري المبني على العنف

روناهي/ عين عيسى ـ

“الثورة الحقيقية، التي تقودها المرأة …هي الثورة التاريخية”، بهذه العبارات لفتت نساء مؤتمر ستار بمقاطعة كري سبي إلى أهمية مناهضة العنف ضد المرأة، وأهمية تحرير فكرها مجتمعياً وشعبياً، لتتمكن من الخروج من قوقعة النمطية، والتأثير المجتمعي إلى قيادة التغيير الشامل للمجتمع.
وعليه تحولت الثورة النسوية، التي تقودها النساء السوريات بمناطق شمال وشرق سوريا أملا للنساء في المنطقة، لمواجهة الذهنية الذكورية، وسياستها العدائية ضد وجودهن في الحياة؛ لذا التفت العديد من النساء حول تلك الثورة، وقدمن الدعم والمساندة لها، من خلال تنظيم العديد من النشاطات، والفعاليات، للتنديد بالعنف ومناهضته عالمياً.
وقد شكلت الجرائم المرتكبة بحق النساء محفزاً لقيام نهضة حقيقية فكرياً وعملياً، وخاصة بعد استشهاد الشابة “جينا أميني” واندلاع ثورة قلبت الموازين لمواجهة نظام الملالي في إيران، وسرعان ما توسّعت رقعة الاحتجاجات، التي قادتها الحركة النسائية، وألهمت قلوب النساء والأحرار حول العالم، فشاركت فيها شخصيات إيرانية وعالمية، دعمت الثورة التاريخية، وعبّرت عن تضامنها في نضال المرأة ضد السلطات الإيرانية التي ترى حرية المرأة خطراً على وجودها، وبناء على ذلك بادرتها بممارسات قمعية وبتصعيد للعنف غير المسبوق.
مواجهة العنف بتصعيد النضال
 وبهذا الصدد أجرت صحيفتنا لقاءات مع نساء بمؤتمر ستار في مقاطعة كري سبي/ تل أبيض، حيث تقول الإدارية هدلة حج مسلم: “الثورة النسائية، التي أُقيمت في روجهلات كردستان إيران، مثال يُحتذى به، ويختزل الحديث عن أيديولوجية مناهضة العنف، بعد أن استقطبت انتباه عديد من الدول في العالم، وهي نتيجة حتمية لممارسات العنف ضد المرأة في مناطق ميزوبوتاميا، لذلك أصبحت قضية مناهضة العنف ضد المرأة هي المتصدرة للقضايا المجتمعية في كل مكان، فأصبحت قضية العنف الممارس ضد المرأة مثارا للحوار والمناقشة في حملة تضامنية عالمية واسعة لمساندة ثورة المرأة”.
فيما نوهت هدلة: “هنالك ردة فعل كبيرة تحصل في كل مكان من العالم؛ للتضامن مع المطالبة بحرية المرأة وإنصافها من الظلم، فعلى سبيل المثال عندما حصلت حادثة استشهاد “جينا أميني” على يد السلطات القمعية في إيران، أقدمت عشرات النساء على قص شعرهن احتجاجاً على الجريمة، التي ارتكبت بحقها، مرددات هتافات وشعارات للتعبير عن رغبتهن في التغيير والعيش بحرية وكرامة، والمطالبة بحقوقهن كاملة”.
وأنهت الإدارية “هدلة حج مسلم ” حديثها بتذكير النساء بضرورة تصعيد نضالهن الأيديولوجي ضد الذهنية السلطوية، التي تعنّف المرأة، وتغتصب إرادتها، كما فعلت انتفاضة “Jin.. Jiyan.. Azadî” التي بعثت أملا للتحرر عند النساء في دول عديدة من العالم، وزادتهن ثقة وعزيمة، وعدم الاستسلام مهما كانت الأسباب والضغوطات.
الثورة تبدأ بتغيير ذهنية المرأة
 من جانبها لفتت العضوة بالمؤتمر “رقية محمد ” إلى “أنَّ الأصوات النسائية بدأت ترتفع عالياً للمطالبة بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات بمختلف أنواعها بحق النساء في أصقاع العالم، والتنديد بها، والتأكيد على نبذها والقضاء عليها. إلا أنه وعلى الرغم من هذه الجهود الجبارة، ما زال يقع عنف مستمر ومتواصل لا يمكن توصيف تداعياته”.
وأردفت: “المشكلة الحقيقية في المجتمعات الذكورية تكمن حين الحديث عن حرية المرأة، يكون تهمة تحاكم عليها المرأة، وهذا ما أدى إلى غياب العديد من النساء عن المشاركة في أي عمل من حقهن المشاركة فيه، وبهذا التصور ضد المرأة تمنع المساعدة من أي أحد يقدم مساعدة للنساء، أو المساهمة في تمكينهن وتعزيز مشاركتهن بالشكل، الذي يجعلهن فاعلات ومؤثرات في مجتمعاتهن، وحتى وإن حصلت مبادرات لهذا الغرض يُعمل على إفراغها من جوهرها، وأهدافها”.
وشددت رقية، على أهمية تغيير عقلية المرأة والرقي بفكرها لأن مكمن الخطأ هو عدم معرفة المرأة بقدراتها وإمكاناتها، والتصرف دائماً بعاطفة كونها الأم والمربية، والطرف الوحيد، الذي يجب أن يقدم تنازلات على حسابها، لذلك يجب العمل دائماً على تحرير فكر المرأة أولاً، حتى نتمكن من وجود امرأة قادرة وقوية في كل بيت.
واختتمت عضوة مؤتمر ستار في مقاطعة كري سبي “رقية محمد” حديثها، بأن “المرأة بمجتمعاتنا قطعت أشواطاً عديدة في إطار النضال المحتوم لمحاربة العنف الممارس ضدها، ولكن يجب التأكيد دائماً وفي كل محفل على أهمية تحقيق التغيير عملياً، والمرأة قادرة على إحداثه كما فعلت في مناطق شمال وشرق سوريا وهي الآن تقود مجتمعها نحو العدالة، والديمقراطية الحقيقية، التي تطمح إليها الشعوب كافة”.