السويداء… محتجات من ذوات الاحتياجات الخاصة يطالبن بحقوقهن

يستمر الحراك السلمي في مدينة السويداء السورية في يومه الـ 108 على التوالي بمشاركة نسوية واسعة للمطالبة بالحرية والديمقراطية والتغيير السياسي، وليثبتن للعالم، أنهن دعائم الحرية والمجتمع.

بعد أكثر من ثلاثة أشهر على بدأ حراك مدينة السويداء السورية تحتشد النساء كل يوم دون كلل للمطالبة بإقامة حكومة ديمقراطية تحترم الحقوق المدنية للمواطنين، وعلى رأسها حقوق المرأة، التي سلبت منها خلال العهود السابقة.

لم يغب عن العين دور النساء الفعال في الحراك السلمي لمدينة السويداء، ففي كل يوم يؤكدن على إصرارهن لكسر جميع القيود، التي كبلهن بها المجتمع وحكومة دمشق، حيث تجمع العشرات من أبناء المدينة، وبمشاركة من ذوي الاحتياجات الخاصة بالحراك في ساحة الكرامة يوم الجمعة المصادف الأول من كانون الأول.

خرجت إلى الساحة بكرسيها المتحرك للمشاركة بالحراك والمطالبة بحقوقها المسلوبة دلع أبو الفضل، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة والتي أكدت أنها على الرغم من وضعها الصحي الحرج، وعدم قدرتها على السير دون كرسي متحرك، إلا أنها مصرة على المشاركة مع نظيراتها في هذا الحراك السلمي، والمطالبة بتحسين الوضع المعيشي عموماً وأوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة على وجه الخصوص، الذين يعانون من ارتفاع تكاليف العلاج والعناية وغياب القوانين المنصفة لهم، مشيرة إلى أن ثمن الكرسي الكهربائي المتحرك يتجاوز أربعة ملايين ليرة سورية، وهو ثمن باهظ بالإضافة لثمن الطعام والشراب، الذي تعجز في كثير من الأحيان على تأمينه.

وقالت: “نطالب بمدارس خاصة لنا، وكراسي مريحة ولباس وتغطية مصاريف ذوي الإعاقة، حكومة دمشق تغفل عن كثير من مطالباتنا، يجب عليها أن تنظر إلى أوضاعنا، التي تزداد سوءًا يوم بعد يوم دون أي تحرك أو حلول تذكر”.

من جانبها قالت المحتجة رانيا عريج: “مطالبنا مشروعة نريد العيش بحرية وكرامة، وأن نحصل على حقوقنا المدنية، لقد حرمنا من أبسط مقومات الحياة على عكس ما يتم تداوله في باقي المدن بأن السويداء تنعم بالحقوق، كل شخص في هذه الساحة جاء ليطالب بحقوقه، التي كان من المفترض أن تقدم له دون أن يطلبها، مدينتا فقدت كل شيء، وعلى رأسها الأمن لقد بتنا نخاف على أولادنا عندما يرتادون المدارس، من أن تحصل لهم أمور خطرة تدعو للقلق، فقد زادت حالات الاختطاف والاعتقال”.

وأضافت “هذا الحراك السلمي ضرورة ملحة ليعبر الناس عن رفضهم للانتهاكات الواسعة، التي عمت مدن البلاد وليس السويداء فقط، وللمطالبة بالحقوق المدنية والإفراج عن المعتقلين المدنيين والسياسيين”، وفي ختام حديثها دعت النساء للمشاركة في هذا الحراك والنزول إلى الساحات، وإعلاء صوتهن وإبراز دورهن والمطالبة بحقوقهن.

 وقالت سلام النبواني إحدى المحتجات: إن “الفكرة الرئيسية من مشاركه النساء في الحراك أنهن جزء لا يتجزأ من المجتمع، ومطالبهن لا تختلف عن مطالب باقي أفراد المجتمع، إلا أنهن يتحملن الكثير من الأعباء والمسؤوليات، وبالرغم من ذلك فهن في الخندق نفسه مع باقي أفراد المجتمع، ويؤكدن أن دورهن سيكون موجها للحصول على حقوق الجميع دون استثناء”.

وأكدت: “إن هذا الحراك انطلق من مبدأ السلمية، وسيبقى كذلك على عكس ما يتم الترويج له، فالمحتجون جميعهم خرجوا للمطالبة بحكومة أكثر ديمقراطية، تمنح المدنيين حقوقهم، وتحقق لهم حياة كريمة، ومستوى أفضل من الحياة لأننا نستحق ذلك”.

كما تطرقت لظاهرة انتشار المخدرات في السويداء: “أصبح وجود هذه المواد أمراً طبيعياً؛ لأن فساد حكومة دمشق طفح على السطح، وأن رئيس الحكومة لم يقدم أي خدمات تذكر للمواطنين؛ لذلك هو ليس جديراً بأن يبقى في السلطة”.

وبهذا العرض لمشاركة النساء في الحراك الشعبي في السويداء نجد أن “المرأة في السويداء، تشارك جنباً إلى جنب بالمناسبات السياسية، والاجتماعية، وستستمر في حراكها حتى تحقيق مطالبها المشروعة”.

وكالة أنباء المرأة