النساء والأطفال الأكثر تضرراً في حصار حكومة دمشق

هيفيدار خالد_

منذ سنواتٍ وسكان حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية وريف حلب الشمالي، يعيشون واقعاً مأساوياً صعباً في الحصار المطبق، الذي تفرضه حكومة دمشق بالتزامن مع هجمات دولة الاحتلال التركي، التي تستهدف الأخضر واليابس معاً. الأمر الذي يزيد ويفاقم معاناة مهجري مدينة عفرين المحتلة وعلى وجه الخصوص الأطفال والنساء باعتبارهم الفئة الأكثر تضرراً من هذه السياسات.

تعاني النساء في المناطق آنفة الذكر من صعوبات إنسانية صعبة للغاية لعدم توفير متطلبات ومقومات الحياة الأساسية، بدءاً من الوقود إلى المواد الغذائية، فالمعدات واللوازم الصحية الخاصة بالنساء والأطفال تكاد مفقودة بشكل كامل، منذ أسابيع ومهجرو عفرين يعيشون في مخيمات التهجير في عتمة كاملة، خاصة مع حلول ساعات المساء، ومع انخفاض درجات الحرارة تزداد مأساتهم أكثر فأكثر، وسط صمتٍ دوليٍّ مطبق حيال ما يتعرض له المهجرون هناك بفعل دولة الاحتلال وسياساتها الممنهجة ضد سكان المنطقة.

فقدان مقومات الحياة الأساسية كافة، وسط ظروف معيشة سيئة للغاية، لم يثنِ عزيمة السكان شيئاً، بل زاد إصرارهم إصراراً على التشبث بأرضهم والتمسك بالحياة الحرة، وعدم الرضوخ للعبودية أو الاستسلام أمام هذه السياسات، التي تحاول النيل من وجودهم الحتمي.

مشاهد النساء في المخيمات وهن يكافحن من أجل البقاء على أرضهن، وعدم تركها للاحتلال، ماثلة اليوم أمام مرأى ومسمع العالم، وكيف أنهن يبذلن قصارى جهدهن من أجل العودة إلى مدينتهن المحتلة. رغم ما فرضه الحصار عليهن من ضغوط نفسية واجتماعية، واقتصادية، قاهرة للغاية.

أما عن الأطفال فقد حُرِمَ معظمهم من التعليم بعد أن أغلقت المدارس أبوابها نتيجة فقدان وقود التدفئة وانقطاع التيار الكهربائي بشكل نهائي، بالإضافة إلى العديد من التحديات الأخرى، التي تهدد حياتهم نتيجة منع وعرقلة الحكومة لإدخال المواد الأساسية إلى المنطقة، وخاصة الأطفال حديثو الولادة، بعد أن أغلقت العديد من المشافي والمراكز الصحية العامة والخاصة، الأمر الذي يفتح المجال أمام انتشار الأمراض المزمنة هناك، وعلاوة على ما يشهده هؤلاء الأطفال من خوف عشعش في عقولهم بفعل هجمات دولة الاحتلال التركي، التي تمنعهم من العيش بأمن وسلام.

ومن أجل أولئك الأطفال والنساء الذين فُرِضَ عليهم عنوة العيش في ظروفٍ مأساوية لا يحتملها قلب بشرٍ فيه من الإنسانية والرحمة ولو ذرة، لا بد من فك الحصار الحكومي الخانق عن سكان حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية وريف حلب الشمالي، وتلبية كافة متطلباتهم في الحياة، للعيش بأمان وسلام، والتصدي لهجمات الاحتلال التركي ومرتزقته المأجورين، والتحلي بروح المقاومة والإرادة والعزيمة، التي ضربوا فيها دروساً للعالم أجمع.