قامشلو/ ميديا غانم –
من مكتبة صغيرة تضم عدة كتب لمكتبة عامة تحتوي العديد من الكتب الغنية وبشكلٍ خاص باللغة الكردية التي كانت مفقودة آنفاً، ولكنها لم تصل للمستوى المطلوب بعد؛ هذا ما يؤكده الإداري في المكتبة العامة ضمن مركز محمد شيخو للثقافة والفن متأملاً بإثرائها أكثر في الفترة المُقبلة.
المكتبة العامة في مركز محمد شيخو للثقافة والفن إحدى المكاتب العامة في مدينة قامشلو، افتُتحت من قبل هيئة الثقافة بإقليم الجزيرة منذ عام 2021 بعد توالي إقامة أربعة معارض للكتب في المدينة من قبل الهيئة.
![]()
تحتوي المكتبة على حوالي 1200 كتاب مختلف ومتنوع وبلغات عدة وهذا يعتبر عدداً قليلاً بحسب أدهم العمر الإداري في المكتبة العامة بمركز محمد شيخو للثقافة والفن.
تحتوي المكتبة على حوالي 1200 كتاب مختلف ومتنوع وبلغات عدة وهذا يعتبر عدداً قليلاً بحسب أدهم العمر الإداري في المكتبة العامة بمركز محمد شيخو للثقافة والفن.العمر بدأ العمل في أول مكتبة عامة تابعة للهيئة منذ عام 2016 حيث كان مقرها سابقاً في الحي الغربي بمدينة قامشلو، وكانت مكتبة صغيرة بالبداية محتوية عدداً قليلاً جداً من الكتب وآلية الطباعة كانت صعبة بسبب قلة المطابع آنذاك بحسب “العمر”.
وتابع العمر قائلاً: “من مكتبة صغيرة تحوي عدة كتب انتقلنا إلى هذه المكتبة في مركز محمد شيخو التي بات مقرها أكبر وعدد الكتب أكثر أيضاً، ولكن رغم ذلك حتى الآن هذا العدد لا يرضي القرّاء، فمازال عددهم قليلاً ونسعى في الأيام القادمة أن نجلب كتب أكثر”.
تحتوي المكتبة على كتب بلغات وعناوين متنوعة وعريقة ولكن الأبرز فيها مجموعات كتب باللغة الكردية، والتي كانت في السابق مفقودة وكان يصعب الحصول عليها، ويوضح العمر بأن الكتب باللغة الكردية الموجودة في المكتبة غنية جداً لمن أراد أن يستفاد منها ويتعمق باللغة مثل كتب جكر خوين وصالح حيدو وغيرهم من الكتّاب والشعراء المتألقين.
يؤكد العمر بأنهم وتشجيعاً على القراءة وضعوا طاولة ليستريح القرّاء أثناء زيارة المكتبة والقراءة فيها وأيضاً يعيرونهم الكتب إن طلبوا، مبيناً بأن أكثر فئة عمرية تزور المكتبة هي من 20 لـ30 سنة وأغلبهم شابات، وقيّم العمر الزيارات للمكتبة؛ بهدف الاطلاع والقراءة بقليلة.
وتشجيعاً على الكتابة يقومون بطبع الكتب للكتّاب بشكلٍ مجاني مبيناً بأن حركة الطباعة باتت أسرع من السابق نوعاً ما مما يساعدهم في طبع الكتب ولكنها ليست بالمستوى التي يطمحون إليها.
أما عن كيفية طباعة الكتب أوضح: “طبعنا حتى الآن حوالي 30 كتاب ونختارها حسب أهمية الكتاب وذلك حسب فائدتها للمجتمع، فنحن نطبع كتب تاريخية وثقافية أو عن الحب والوطن أو أيّاً كان اتجاهه فما يهمنا محتواه ومدى فائدته”. مشدداً على أهمية طبع الكتب بالمجان من قبلهم لتشجيع الكتّاب.
وفي كل عام يُقام معرض باسم الشهيد هركول ضمن مركز محمد شيخو للثقافة والفن وهي ظاهرة أدبية متميزة، يقام المعرض لأيام يكون الإقبال عليه كبيراً ويفتح المجال أمام العديد من الكتّاب لعرض كتبهم، وكان في المعرض الأخير قسم خاص بكتب ومجلات الأطفال أيضاً.
وحيال ذلك أوضح العمر: “المعارض التي تقام لها أهمية كبيرة وتعتبر ظاهرة أدبية فريدة في المنطقة، ولكن برأيي أسعار الكتب ضمنها ليس كما يُتطلب فسعرها غالي لا يستطيع المواطن هنا أن يشتريها بهذا الثمن، ولأن فكرة المعرض هدفها الأساسي أن تعرض الكتب بأسعار رمزية لتشجيع الناس على القراءة يجب أن يتم تدارك هذا الأمر في المعارض المقبلة”.
أما حيال عدد المكاتب الموجودة بيّن العمر بأن هناك عدة مكاتب عامة في المنطقة ومنها مكتبة أمارا ولكن أعدادها قليلة جداً، وتابع: “فإذا أردنا أن ننشر ثقافة القراءة يجب علينا زيادة عدد المكتبات العامة وإغنائها بالكتب المفيدة وبيعها بأسعار رمزية”.
وأشار العمر في حديثه إلى أن هذا الجيل بات بعيداً كل البُعد عن القراءة والثقافة، وقال: “القرّاء من هذا الجيل باتوا يحصون على الأصابع، فمعظمهم باتوا مشغولين بحياة مزيفة افتراضية ولا يهتمون بالثقافة وهذه آفة اجتماعية تفتك بالشباب الذين هم عجلة المجتمع نحو التطور لذا يتوجب الوقوف على هذا الأمر بشكلٍ جدي لأنه إذا استمر على هذا المنوال سنرى جيلاً مُقلِّداً لا يعرف تاريخه وتراثه وفارغاً من الداخل”.
واختتم أدهم العمر حديثه قائلاً: “نحاول توسيع المكتبة وإغنائها أكثر في الفترة المقبلة وأنا كُلي أمل أن يزداد الإقبال على القراءة والكتابة وسنكون عوناً لهم في ذلك قدر الإمكان”.
