المسرح الكردي… مرآة تعكس واقع المرأة في المجتمع

كوباني/ سلافا أحمد –

تألق المسرح الكردي في الأعوام المنصرمة وخاصةً بعد ثورة التاسع عشر من تموز بحضور لافت في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، والمرأة الكردية، التي بصمت بحضورها المبدع والناجح في المجالات، ومنها المسرح، حيث أصبحت مرآة للمجتمع لتوعيته وتثقيفه.

امتازت المرأة الكردية بتألق ومشاركة فريدة في المسرح في إقليم شمال وشرق سوريا، فعملت دون كللٍ أو ملل لإيصال مقاومة ونضال المرأة ومعاناتها للمجتمع، ومعالجة قضايا المجتمع، وسط العراقيل والصعوبات التي واجهاتها من الذهنية السلطوية.

وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح؛ التقت صحيفتنا “روناهي” عضوة كومين المسرح في مقاطعة الفرات “ليلى أحمد” التي حدثتنا عن تطور المسرح الكردي ضمن المجتمع: “بعد ثورة روج آفا في عام 2012 استطاع الشعب تنظيم نفسه في مختلف المجالات، ومن بينها المجال الفني والثقافي والمسرح، مما أتيحت الفرصة أمام الممثلين ومحبي المسرح لتقديم عروض مسرحية تحاكي واقع شعبهم ومناطقهم”.

المرأة والمسرح نضال… ومقاومة مستمرة

وأشارت ليلى إلى أن: “المسرح هو مرآة المجتمع التي تعكس حقيقة شعوبه، وأن للمسرح الكردي على مر الأعوام المنصرمة بصمة تاريخية في المنطقة”.

وأوضحت، بأن “التطور الذي حقق في المسرح في إقليم شمال وشرق سوريا، لعبت فيه المرأة دورها الريادي، فقد كان ثمنه مقاومة ونضالاً كبيراً بوجه الذهنية الذكورية والسلطوية، التي تجرد المرأة من حقوقها المشروعة”.

 وزادت: “لقد عانت المرأة الكثير حتى أن وصلت لهذه المرحلة التاريخية في تألق المرأة في المسرح، فالمجتمع لم يكن يتقبل فكرة التمثيل وخاصةً للمرأة، الجميع كان ينظر إليها نظرة دونية معيبة، لأنهم كانوا يعدون أن مكان المرأة هو منزلها وأن عملها هو تربية أطفالها، وألّا يحق للمرأة المشاركة بأعمال ونشاطات فنية”.

لافتةً: “رغم التطورات والمراحل التاريخية التي حققتها المرأة في مناطقنا، لايزال للمجتمع نظرته السلطوية للمرأة، وإننا لا زلنا نمر بضغوطات وتنمر من المجتمع، فإن المرأة في كوباني ما زالت تواجه العوائق في الرفض المجتمعي، في أداء الأدوار، التي تتطلب الجرأة”.

إصرار وعزيمة لإكمال المسيرة الفنية رغم التحديات

مؤكدة على عزيمتهنَّ لمواصلة مسيرتهنَّ الفنية رغم العوائق، التي يواجهنها في المجتمع: “لا زلنا مصممات أن نواصل مسيرتنا النضالية في إيصال معاناة المرأة، للمجتمع في مسرحياتنا المختلفة، التي تحاكي واقع المرأة المناضلة، والمقاومة والمظلومة في المجتمع، وسنواصل سعينا في حل القضايا والمشاكل العالقة في المجتمع في مسرحنا الحر والديمقراطي”.

وللاحتفال باليوم العالمي للمسرح في مقاطعة الفرات والذي يصادف السابع والعشرين من آذار الجاري، بينت عضوة كومين المسرح في مقاطعة الفرات “ليلى أحمد”، أن لديهم تحضيرات بخصوص هذا اليوم، والتي ستكون بتقديم عرضين مسرحيين بعنوان “انتهاكات، وهيفي يكتا”، في قاعة مركز باقي خدو للثقافة والفن.

والجدير بالذكر يصادف السابع والعشرون من آذار من كل عام اليوم العالمي للمسرح العالمي، بعد الإقرار عنه من الهيئة الدولية للمسرح، حيث تم الاحتفال به لأول مرة في 27 آذار 1962، ومنذ ذلك الحين، وفي هذا التاريخ من كل عام، يتم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح على نطاق عالمي واسع.