المرأة في فكر القائد عبد الله أوجلان

حسين عبد الرحمن محمد (عضو مركز الدفاع عن الحريات)_

المرأة هي الزوجة والصديقة ورفيقة الدرب، ونور المكان والأساس لكل بيت وأسرة، والمرأة هي نصف المجتمع وأساس الإصلاح وتطور المجتمعات، فبصلاحها وتحررها يصلح المجتمع ويتحرّر، والمرأة هي نفس وروح الحياة التي تبعث السلام والراحة للمجتمع، صغيراً أو كبيراً فإن كانت المرأة عزيزة في أي مجتمع كان المجتمع عزيزاً، وإن كانت مسلوبة الإرادة، كان المجتمع ضعيفاً وذليلاً. المرأة الكردية بطبعها قوية مُتمردة على الظروف القاهرة لكسر القيود من أجل حريتها وحرية مجتمعها.

كانت المرأة الكردية على أطوار التاريخ تمر بمراحل مُظلمة وظروف قاسية وقاهرة، وعانت من السلطة الذكوريّة عليها والتحكم بحريتها وحياتها، وطمس دورها في بناء المجتمع والمشاركة في نهضته.

لقد أعطى القائد عبد الله أوجلان المرأة اهتماماً خاصاً في أدبياته وأيديولوجية حركة التحرر الكردستانية، فكان القائد يرى المرأة بأنها “هي الحياة وبأنها مفتاح الحياة”.

وفي موضوع المرأة الحرة، نجد القائد يطرح مواضيع المرأة من إطار العلاقات التقليدية إلى إطار الحياة بما تشمله من جهد، ونضال وكفاح، تحقق للمرأة أشياء خرجت من المقاييس التقليدية للحياة العادية، وخروج المرأة من زي الأنوثة وروح الأمومة والاستسلام للحياة الاعتيادية، إلى زي النديّة للرجل، ومعاركة الحياة والمساهمة في بناء المجتمع.

هذا كله سيتحقق للمرأة حسب فكر القائد عبد الله أوجلان، من خلال حرية الوطن، وهذا يكون بالتوازي مع قضية التحرر الوطني، وهنا يتجلى إنجاز ثورة داخل ثورة، وذلك من خلال تحرر المرأة من غُبن العبودية والتبعية.

لقد كانت هذه الخطوة /تحرر المرأة/ تدبيراً وقائياً تجاه إصابة الثورة بالهشاشة والرعونة، وكانت خطوة استراتيجية على صعيد إبراز طاقات المرأة الدفينة وصقلها وتطويرها، ويرى القائد عبد الله أوجلان أن المجتمع بما فيه من التخلّف والرجعية هو نتاج لسلب إرادة وحرية المرأة. إن المرأة الحرة تعني المجتمع الحر، وعندما تحصل المرأة على حريتها سوف يتحرر المجتمع برمته، وتحل القضية الكردية وسائر قضايا الشرق الأوسط.

ومن أفكار القائد عبد الله أوجلان، الحياة التشاركية كمفهوم شامل، يشمل العامل الثقافي والتعليمي والاقتصادي والعسكري، وهذا يتطلب تفانياً وتضحية وإصرار لتحقيق الحرية والعدالة، فالحياة النديّة ترفض مفهوم التملّك وتقييد الحرية الاجتماعية بين الجنسين على أساس العدالة والمساواة، وقد ظهرت جلياً هذه الأفكار التي نادى بها القائد عبد الله أوجلان عند تأسيس الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، فالرئاسة المشتركة اعتمدت على توزيع مهام الإدارة واتخاذ القرارات بشكلٍ جماعي، وتشجيع المرأة على المشاركة الفعالة في الإدارة والسيادة من خلال تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية بين الجنسين.

فالمرأة لعبت دوراً في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وشهدت تشكيل وحدات نسائية ضمن قوات الإدارة الذاتية من وحدات حماية المرأة والأسايش وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” وشاركت في مواجهة داعش الإرهابي وكان لها دوراً حاسماً في تحقيق الانتصارات وتعزيز الأمن والاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية، وبفضل فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان تم تحرير مناطقنا، وكان للمرأة دوراً رائداً في تحريرها وتنظيم نفسها في جميع المجالات، وأصبحت صاحبة القرار السياسي،  إلى جانب الرجل في الميادين كافة لتكون الشريكة في صنع القرار.