قامشلو/ دعاء يوسف –
تألقت المرأة الكردية في معرض الكتاب الكردي، الذي أقيم في مدينة قامشلو، لتتميز بحضورها وبمشاركتها في الفعاليات التنظيمية، والثقافية، والفنية، التي ترافقت مع فعاليات معرض الكتاب الكردي، لتكون عنصر إبداع قيم في الحضور وفي المشاركة، لأنها العنصر الملهم للأدباء والشعراء على مرّ العصور، وتكون القلم المبدع إنتاجاً أدبياً واعداً.
أضفت المرأة في معرض الكتب الكردية، الذي أقيم في مركز محمد شيخو بتاريخ 15 أيار الجاري بمناسبة يوم اللغة الكردية رونقاً ونشاطاً، فكان لها مشاركة، وحضور من مناطق مختلفة؛ من إقليم الجزيرة، والشهباء وعفرين.
ويعد هذا المعرض الأول من نوعه، الذي ينظم بهذه المناسبة، فرصة للنساء الكاتبات، اللائي عرضن نتاجهنّ الأدبي، وبلغتهن الأم، على أمل أن يتكرر في أعوام قادمة.
بدأت فعاليات المعرض بتاريخ 15 أيار، ودام ثلاثة أيام على التوالي، بمشاركة أكثر من عشرة آلاف كتاب، وخمسة عشر دار نشر، ومؤسسات، ليبلغ عدد العناوين الموجودة 2524 عنواناً.
كاتبة بين أروقة المعرض
واقفة بين نتاجها الأدبي في المعرض، وملامح السعادة لا تفارق وجهها، لتكون ممتنة، لإقامة هذا المعرض بحيث تكون فرصة لها لإظهار ما أبدعته، وبلغتها الأم.
ياسمين مشايخ إحدى الكاتبات المشاركات في المعرض، كانت بداياتها بالكتابة منذ نعومة أظفارها، وقتذاك كانت تكتب باللغة العربية، ما إن قامت ثورة روج آفا، انضمت إلى جيل الكتاب في اتحاد المثقفين: “عندما قرأت كتابات زملائي شعرت أنهم يعبرون عن ذاتهم، وكيانهم بتلك الحروف والكلمات الكردية، ويرسمون هويتهم الضائعة”.
الكتابة بلغة الأم معبرة أكثر كما جربته ياسمين “وبالرغم من كتابتي لخواطري باللغة العربية، إلا أن لغتي الأم اللغة الكردية، عبرت عن ثنايا واقعي وخطط قلمي، أحزاني ومشاكل يومي الشاق أكرسها على بضع ورقات حالمة بغد أفضل”.
انطلقت ياسمين من ذاتها، راسمة واقعها، فكان والدها الداعم الأساسي لها، لإكمال الطريق، وزاد تشجيعه لها عندما بدأت الكتابة بالكردية، واليوم ياسمين تقف بين كتبها، وإبداعاتها، والتي عدت معرض الكتب الكردية خطوة كبيرة لتطوير الثقافة والأدب: “فيما سبق لم نستطع التحدث باللغة الكردية، أما اليوم فالكتب الكردية تزداد شهرتها، وتتوسع آفاقها، لنصبح قادرين على النطق جهراً بها دون خوف”.
واختتمت ياسمين حديثها بتشجيع النساء على القراءة، والكتابة، ليخرجن من القالب الجامد، الذي صنعه لهن المجتمع: “إن الفئة الشابة تسلك الطريق الخاطئ، ولا سيما النساء، فتضع حدوداً لإبداعها، لتأسر نفسها في زوبعة المجتمع، والإنترنت، ولن تستطيع التغلب على الصعاب، التي تواجهها إلا بالقراءة، وبالتعلم فتبني من نفسها شخصية قادرة على أن ثبت نفسها”.
اللغة الكردية تكسر قيود العبودية
وبدورها حدثتنا الشاعرة حسينة أحمد عن أهمية معرض الكتب الكردية بالنسبة للمرأة: “وجدت العديد من المعارض في روج آفا، والتي حوت العديد من الكتب العربية، والسريانية، والكردية، أما في هذا المعرض تتألق الحروف الكردية فقط، لتتوسط ساحة المعرض كتابات المرأة، التي تكلمت عن الثورة والحرب، عن السلام وعن مجتمع عانى ويلات الحروب؛ لتكون هي صوته، موصلة الحكاية للجيل الجديد، فأن توضع كتابات المرأة على رفوف هذا المعرض، لهو أنجاز كبير لها”.
والشاعرة حسينة، مثل الكثير من الأدباء، الذين كتبوا الكردية بحروف عربية، ليعيدوا كتابتها مرة أخرى، بعد تعلمهم اللغة الكردية.
وبينت حسينة: إن إقبال الكتاب على اللغة الكردية في ازدياد، ورفوف معرض الكتب الكردية تشهد على ذلك: “حروف اللغة الكردية ستجسد معاناة شعب مضطهد، وتلامس قلوب الكرد”.
وعلى الرغم من مشاركة المرأة بالفعاليات الأدبية بمستوى جيد، إلا أنها لم تصل للمستوى المنشود، كما أوضحته حسينة في ختام حديثها: “إن المرأة ملمة بالثقافة، والكتابة، وقد أثبتت وجودها في هذا المعرض، إلا أنها لم تحرر بشكل كامل قلمها من قيود المجتمع، كما تحررت اللغة الكردية، التي كسرت قيود العبودية والقمع، فمازالت المرأة بحاجة للكثير من المطالعة، والقراءة الفعالة لتطوير ذاتها، وشخصيتها”.
