المرأة الديرية خط دفاع ضد المشاريع الفكرية التي تستهدف المجتمع

الحسكة/ آية محمد ـ

---

نوهت عضوة منسقية تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة دير الزور “شهرزاد الجاسم”، أن المرأة الديرية لعبت دوراً مهماً في الحفاظ على النسيج المجتمعي، وبأنها حققت إنجازات كثيرة وعظيمة، وأبرزها الدفاع عن حقوق المرأة، ومحاربة زواج القاصرات، حيث كان لها دور فعال في المشاريع الاقتصادية لدعم المرأة اقتصادياً.

وتعدُّ المرأة الركيزة الأساسية لأي مجتمع، ولها دور رئيسي لا يمكن الاستهانة به بأي حالٍ من الأحوال، لأن تترتب على المرأة مهام من شأنها تشكيل هوية المجتمع، وبناء أعمدته.

وفي مقاطعة دير الزور، برز دور المرأة ضمن المجتمع بشكل واضح خلال السنوات الماضية، إذ رافقت الرجل خطوة بخطوة في أغلب المجالات.

وفي هذا السياق تحدثت لصحيفتنا “روناهي” عضوة منسقية تجمع نساء زنوبيا في دير الزور “شهرزاد الجاسم“، والتي استهلت في بداية حديثها” “منذ عام 2012 تعرضت المنطقة لهجمات شرسة، استهدفت بشكل مباشر الأسرة، وكانت الغاية من ذلك تفتيت المجتمع، وإحداث تغييرات جذرية فيه؛ لتسهل السيطرة عليه، وهنا لابد أن نذكر أن ما تُسمى جبهة النصرة ومرتزقة داعش ذات الطابع العقائدي الطائفي، يحاولان استقطاب الشباب للانضمام إليهما، وهذا ما يولد خطورة كبيرة يجب الانتباه إليها في محاربة هذا الفكر المتطرف”.

المرأة سند المجتمع في مجابهة الأفكار الدخيلة  

وأكدت شهرزاد في تكملة حديثها: “وهنا كان للمرأة الدور الأساسي في المجابهة أو الاستسلام لهذه المشاريع، وكان تحديد الموقف يعتمد على مقدرات المرأة، وتمكينها الثقافي والاجتماعي، والفكري والاقتصادي، بل وحتى السياسي، فالمرأة لديها القدرات الجيدة، حيث أنها سند للمجتمع في مجابهة الأفكار الدخيلة عليه، وبهذا المعنى يجب على النساء عامة تثقيف نفسها كثيرا بأيدلوجية النضال لمحاربة الفكر المتطرف وتمييز الخطأ من الصواب”.

وأردفت شهرزاد، أن دور المرأة الديرية المثقفة برز بشكل أكبر من خلال التصدي لهذه المشاريع المستهدفة للمجتمع بالدرجة الأولى، خصوصاً أن دير الزور كانت مستهدفة بشكل مباشر من أصحاب هذه المشاريع، كدخول فكر مرتزقة داعش إلى المجتمع، حيث شغلت المرأة الديرية خط دفاع لهذه المشاريع الفكرية، التي تستهدف المجتمع.

المرأة الديرية بين العادات والتقاليد وكسر التنميط

وأضافت شهرزاد، بعد الثورة كانت المرأة وماتزال محاربة من أصحاب النفوس الضعيفة بالمجتمع، وبالرغم من محاربتها إلا أنها كانت تقاوم وتناضل وتسعى لتحقيق العدل والمساواة في المجتمع، وتسعى لتحقيق حريتها، وأخذ حقوقها المسلوبة منها لعدة سنوات.

وأشارت شهرزاد، إلى أنه وبالرغم من الجهود المبذولة من المرأة إلا أنها ماتزال ملتزمة بالعادات والتقاليد، والذهنية الذكورية السلطوية، التي تسيطر عليها وعلى قراراتها، فهي ماتزال تناضل وتحارب هذه الذهنية، وتبحث عن حريتها. “ونستطيع القول: إنها نالت هذا المطلب رغم الصعوبات، التي تواجهها”.

وعن الأحداث الأخيرة التي شهدتها مقاطعة دير الزور أوضحت شهرزاد: “نلاحظ في ظل الفوضى، التي حصلت مؤخراً في دير الزور، المرأة أثبتت جدارتها بإخماد الفوضى من خلال توعية المجتمع، وقد قاومت هذه الفوضى لأن لها دورها المهم في أرساء الأمن والأمان والاستقرار، والعيش المشترك”.

المرأة قوة تغيير في المجتمع

هذا وقد حققت المرأة بدير الزور إنجازات كثيرة وعظيمة، ومن أبرزها تنظيم نفسها وتنظيم المجتمع والدفاع عن حقوق المرأة، ومحاربة زواج القاصرات، وتعدد الزوجات وانتشار ظاهرة المخدرات، وأيضا كان لها دورها الفعال في المشاريع الاقتصادية لدعم المرأة اقتصادياً.

وتطرقت شهرزاد للصعوبات التي تواجه المرأة في دير الزور حيث بينت: “الصعوبات التي تواجه المرأة هي الذهنية الذكورية، والعادات والتقاليد، فهي ماتزال تقيد المرأة، وتقيد مجال تطورها، فهي تناضل، وتحارب هذه الصعوبات بشتى الطرق لتتخلص منها، وتحقق الحرية الكاملة للنساء”.

واختتمت عضو منسقية تجمع نساء زنوبيا في دير الزور “شهرزاد الجاسم” حديثها: “نعمل على التوعية بشكل أساسي، فالمرأة كانت مغيبة عن حقيقتها، وبالتوعية تثبت فعاليتها في المجتمع، وعلينا الوصول للنساء كافة، اللواتي لم يستطعن الخروج من بيوتهن ليشاركن في إدارة المجتمع بما يملكن من معرفة ومهارة، ونطالب بدعمهن من أجل الاستمرار بالعمل، وتأمين المشاريع الصغيرة التي تخدمهن”.

ولا يمكن إغفال دور المرأة في المجتمع، أو حتى الانتقاص منه، فدورها يماثل دور الرجل، بل ويزيد عليه، فهي المدرسة الأولى والمنارة والبوصلة، التي تحدد مسير النشء الذين يكّونون المجتمع، ويشكّلون هويته.