المحتل التركي يمضي قدماً بمخططه الاستعماري في كري سبي المحتلة            

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ

وصلت أعداد اللاجئين السوريين المرحّلين من الأراضي التركية صوب مقاطعة “تل أبيض/ كري سبي” المحتلة، إلى أعداد هائلة منذ إعلان المسؤولين الأتراك نيتهم ترحيل مليون لاجئ سوري، لتحقيق مخططهم الاستيطاني على الأراضي السورية.

منذ دخول تركيا بجيشها إلى الأراضي السورية، عام 2016، واحتلالها مناطق سوريا فيما تُسمى عملية “درع الفرات”، التي شنتها على مناطق الشمال السوري (إعزاز، جرابلس، الباب)، امتداداً لمقاطعة عفرين، ومقاطعتي كري سبي، وسري كانيه، بدأت تطبيق سياسية التغيير الديموغرافي فعلياً، بعد طرد سكانها الأصليين، معتمدة بذلك على فصائل المرتزقة السوريين، الذين أدخلتهم إلى مناطقها الحدودية.

ترحيل 12 ألف لاجئ سوري

مع احتلال تركيا مقاطعة كري سبي في التاسع من تشرين الأول في عام 2019م، وبمساندة مرتزقتها ممن يطلقون على أنفسهم “الجيش الوطني”، قامت بإدخال العشرات من عائلاتهم، وعائلات مرتزقة داعش الذين كانوا يتواجدون على أراضيها، إلى منطقة كري سبيه، وتسكينهم فيها، وفي مخيم عين عيسى.

وبنت العشرات من المستوطنات لهم بتمويل جمعيات متطرفة من جنسيات (شيشانية – باكستانية)، وأخرى خليجية (قطرية – كويتية)، بالإضافة لإسكانهم منازل المهجرين قسراً من تلك المناطق، وإطلاق يدهم بالاستيلاء على ممتلكاتهم من عقارات (أبنية – أراضي زراعية) لتثبيت تواجدهم فيها.

وتواصلت عمليات ترحيل اللاجئين السوريين منذ إعلان المحتل التركي، مطلع شهر نيسان من العام المنصرم، نيته بترحيل مليون لاجئ سوري من أراضي تركيا إلى المقاطعة المحتلة، وبدأت دفعات الترحيل تتدفق بشكل مرعب عبر البوابة الحدودية، فمع انقضاء العام، وصل عدد المرحلين إلى 12000 تقريباً، فاستمرت تركيا بالترحيل، وبشكل أكبر خلال العام الجاري، وخصوصاً بعد فوز أردوغان بولاية جديدة، حيث وصل عدد المرحلين حسب ما وثقته “وكالة أنباء هاوار”، عبر مصادرها حتى اللحظة إلى 27140 لاجئاً مرحلاً.

توطين جنسيات غير سورية بـ”كري سبي” المحتلة

ولم تقتصر عمليات تركيا ترحيل وتوطين اللاجئين على الجنسية السورية فقط، حيثُ وثقت “وكالة أنباء هاوار”، عدداً من اللاجئين المرحلين من “الجنسية العراقية”، مبينةً، بأن تركيا أدخلت إلى مقاطعة كري سبي المحتلة خلال الأشهر الثلاثة الاخيرة ٤١ عراقياً، موزعين كالتالي: (شهر تموز ٢٥ عراقياً على دفعتين ـ 16 عراقياً خلال الشهر الجاري)، وذكر المرحلون أثناء تسجيل بياناتهم على البوابة الحدودية “تل أبيض/ كري سبي”، بأنهم ذاهبون لعائلاتهم القاطنة  بالمقاطعة المحتلة، أي أن هنالك أعداداً أخرى من الجنسية العراقية استوطنت بمناطق المقاطعة المحتلة.

هذا وتسكن عشرات العوائل من مرتزقة داعش ممن فروا من مخيم “عين عيسى”، إبان الاجتياح التركي لمقاطعة كري سبي ٢٠١٩ في المقاطعة المحتلة، بعد أن احتضنهم المحتل التركي، وأسكنهم في منازل المهجرين قسراً، تمهيداً لتفريخ الإرهاب من جديد من تلك المنطقة.

استيلاء المستوطنين منازل المرحلين قسراً

هذا وذكرت المهجرة “سهام محمد“، خلال لقاء أجرته صحيفتنا “روناهي”، معها في وقت سابق وهي مهجرة تقطن بمخيم “كري سبي”، منذ قرابة خمس سنوات، بأن منزلها الكائن في الحي الشرقي من “تل أبيض/ كري سبي”، تقطنه عائلة من ضمن المرحلين، وهم من مدينة إدلب، وقد وطنتهم دولة الاحتلال ومرتزقتها في منزلهم.

وكشفت، بأن المعلومات الواردة إليها من مدينتها المحتلة، تبين بوجود أعداد كبيرة من المرحلين من تركيا، تم توطينهم في بيوت عوائل معروفة تحفظت على ذكر أسمائهم، والآن يتواجدون في مخيمات مناطق الإدارة الذاتية، بعد تهجيرهم قسراً من منازلهم، مبينةً، بأن “من تم توطينهم في مناطقنا استولوا على ممتلكاتنا كافة، وهم الآن يزرعون أراضينا، ويتصرفون بها كما يشاؤون”.

وانتقدت المهجرة “سهام محمد”، في ختام حديثها، صمت المجتمع الدولي إزاء ما تخطط له تركيا بتغيير ديموغرافية المناطق المحتلة، ومن ضمنها مقاطعة “كري سبي”، بهدف تحقيق مخططها الاستعماري على الأراضي السورية، وضمان ديمومة احتلالها واحتلال المزيد منها.