الكُرد في كازاخستان: تعليم اللغة الكردية من الأولويات

مركز الأخبار ـ

دعا المعلم روسلان دوريشوف جميع العائلات لإرسال أولادها إلى المدرسة لتعلم اللغة الكردية والحفاظ عليها، حيث يعيش حوالي ستة آلاف كردي في كازاخستان كما أن اللغة الكردية مدرجة ضمن نظامهم التعليمي، ويحاول أبناء الشعب الكردي في كازاخستان حماية الهوية الكردية.

نزح الكرد قسرياً إلى العديد من البلدان هرباً من ظلم الفاشية التركية، حيث كانت كازاخستان إحدى وجهاتهم، فمنذ سنة 1926 هاجر العديد من أبناء الشعب الكردي في باكور كردستان إلى ناخجيفانا الواقعة ضمن حدود الاتحاد السوفيتي والتي كانت مستقلة حينها، لكن في سنة 1937تم نفيهم إلى كازاخستان من قبل الاتحاد السوفيتي، ويعيش الآن حوالي ستة آلاف كردي في مدن مختلفة في كازاخستان.

تدريس اللغة الكردية في المدارس رسمياً

مع مرور الوقت حاول الكرد حماية لغتهم وثقافتهم وسعوا لأن يتلقوا التعليم حسب الظروف المتاحة في كل حين، وفي عام 2000 طلبوا من الدولة إدراج اللغة الكردية ضمن النظام التعليمي وتدريسها، حيث تمت الموافقة على طلبهم خلال نفس العام، فالمادة الكردية كانت تُعطى في المدارس كدرس اختياري.

روسلان دوريشوف هو أحد أساتذة اللغة الكردية في منطقة جامبول في كازاخستان، وتنحدر أصوله من مدينة وان في باكور كردستان، ونزح إلى كازاخستان منذ سنة 1996، وتحدث لوكالة روج نيوز عن التعليم باللغة الكردية في كازاخستان فقال: في قرية قاسقابولاق التي يوجد فيها 30 معلماً ومعلمة يدرسون باللغات الروسية والإنكليزية والكازاخية والكردية، ومدير المدرسة هو كرديٌ أيضاً، يُدرّس الأولاد بمساعدة الإنترنت والكتب الموجودة.

وأكد دوريشوف: إن مقاربة الدولة الكازاخستانية جيدة جداً بالنسبة للكرد، ويوجد نائب كردي ممثل عنهم في البرلمان أيضاً، موضحًا أن الحكومة في كازاخستان تسمح بالتعليم باللغة الأم في حال وجود نسبة كبيرة من الأقليات.

 وأضاف: في البداية لم تكن الكتب متوفرة، لذلك كنا نعاني حينها، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي قام البروفيسور الكردي المشهور في كازاخستان كنياس إبراهيم، بإعداد الكتب، كُتبت جميع حقائق وتاريخ الكرد في تلك الكتب، وسمحت الدولة الكازاخستانية بطبعها ونشرها.

على الكُرد الاتحاد للحصول على حقوقهم

وأشار روسلان دوريشوف بقوله: نحن نعلم الطلاب خلال دروسهم أسماء الحيوانات والطبيعة والأشياء كلها باللغة الكردية، تدريس اللغة الكردية للأجيال مهمة للغاية كي لا تمحى الهوية الكردية، ونحن كمعلمون لم يدرس جميعنا باللغة الكردية، فنحن أيضاً درسنا باللغة الكازاخية والروسية، والآن نتعلم اللغة الكردية ونعلمها للأجيال، عدد الطلاب كان 300 طالباً وطالبة ولكن الآن بقي 115، بسبب بطالة العائلات وعدم توفر فرص العمل هنا، تهاجر العائلات من القرى إلى المدن التي تدرس فيها أيضًا اللغة الكردية.

وأشار دوريشوف إلى التعليم باللغة الكردية في مخيم مخمور بالقول: سُعدنا جداً بوجود اللغة الكردية في مخمور حيث شاهدنا عدة فيديوهات عن المخيم وسُعدنا جداً بأن اللغة الكردية محمية ومصانة في مخمور، تُعطى دروس الكيمياء والفيزياء وعلم الأحياء والمواد الأخرى جميعها باللغة الكردية، والأطفال في مخمور محظوظون جداً لتوفر هذه الفرصة لهم بأن يدرسوا بلغتهم الأم الكردية، ونحن أيضاً نريد مستقبلاً أن نكون مثل مخمور حيث نتعلم لغتنا جيداً ونعلمها ونحميها، نريد أن نطوّر أنفسنا مثل معلمي مخمور ونعلم أولادنا، يجب أن يعلم كل كردي أن لغتنا هي الأفضل”.

ودعا المعلم روسلان دوريشوف في ختام حديثه جميع الشباب لأن يتبنوا لغتهم وقال: أدعوا جميع العائلات أن يعلموا أولادهم باللغة الكردية ويتحدثوا بها، أملنا وطلبنا هو أن نتحد ككرد جميعاً ونحرر وطننا بوحدتنا هذه.