القابلات القانونيات الماهرات يضمنّ سلامة وراحة الأم خلال الحمل والولادة

الحسكة/ آية محمد –

أوضحت القابلة القانونية “سهام محمد مصطو”، أن صحة وحياة ملايين من النساء والأطفال حديثي الولادة تعتمد على الرعاية الصحية ذات جودة عالية المقدمة من القابلات القانونيات أثناء الولادة وما بعدها.

القابلات القانونيات ينقذن الأرواح، فالقابلات المدربات جيداً قادرات على اجتناب نحو ثلثي مجموع وفيات الأمهات والمواليد الجدد، وفقاً لأحدث تقرير صادر عن حالة القبالة في العالم. القابلات قادرات على تقديم 90 في المائة من الخدمات الأساسية الإنجابية والصحية للأمهات والمواليد أيضاً.

ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المهنة الإنسانية لواهبات الحياة كان لصحيفتنا “روناهي” لقاء مع إحدى القابلات القانونيات في مدينة الحسكة “سهام محمد مصطو” قابلة قانونية من مدينة الحسكة، مستعدة دائماً لتجاوز الصعاب من أجل القيام بما يمليه عليها واجبها وبذل ما يفوق المهام الموكلة إليها لتوفير رعاية قبالة ذات نوعية جيدة للنساء وحديثي الولادة.

تقديم خدمات صحية متكاملة للنساء

 للقابلة دور مميز جداً في متابعة الحمل، إذ تقوم بالفحوصات اللازمة كلها (كقياس ضغط الدم، والوزن، والزلال وغيرها…) وتضيف إرشادات خاصة لكل فترة من فترات الحمل من حيث الاهتمام بالتغييرات الفيزيولوجية والنفسية، التي تمر بها المرأة الحامل، الاهتمام بالتغذية الصحيحة والفعاليات الجسدية، التي تستطيع القيام بها في كل فترة من فترات الحمل.

تعمل سهام في مستوصف الكلاسة الصحي بمدينة الحسكة، وهي تستقبل يومياً الكثير من الحالات الطبيعية والمعقدة. وعن الخدمات التي تقدمها القابلات في المستوصف تبين سهام: “تقدم القابلات التقييم البدني، والتثقيف الصحي، والرعاية أثناء الزيارات المجدولة دورياً، حيث تمنح الأمهات رعاية شاملة تساعدهن على اتخاذ القرارات عن دراية ومعرفة، وعادةً ما تكون زيارات ما قبل الولادة عبارة عن ثماني زيارات على الأقل موزعة على أشهر الحمل”.

وأضافت سهام: “تمنح القابلات الوقت الكافي للإجابة على تساؤلات الأم، وتقديم الدعم النفسي لها، ومساعدة الأم في اتخاذ قراراتها المتعلقة بالولادة، ورعاية الطفل؛ وذلك عن طريق تقديم معلومات عن الاختبارات الطبية المختلفة والخيارات المتوفرة، وتقديم بعض التوصيات”.

وأردفت سهام: “نساعد الأمهات على التكيف مع تغيرات الحمل الجسدية والنفسية، كما نقوم بتجهيز الأمهات للولادة، وذلك بشرح التمارين الرياضية، والاستعدادات اللازمة لها، والتركيز على الرعاية الوقائية”.

وزادت: “وبالتعاون مع الأطباء، نقوم بتحويل الحالة لهم إذا لزم الأمر، كما أننا ندعم الولادة الطبيعية بدون تدخلات طبية، إلا إذا استدعت الحالة ذلك، دون أن يكون هناك خطر محقق على حياتها أو حياة الجنين”.

القابلات في المراكز الطبية العامة… مصدر أمل

وفيما يخص الصحة النفسية نوهت سهام: “لا يقتصر دوري كقابلة على الرعاية الطبية، بل أقوم أيضاً بدور توعوي فيما يتعلق بالصحة النفسية للمرأة، فأقوم بدعم المرأة نفسياً في مرحلة ما قبل الحمل، حيث أقف بجانبها في هذه المرحلة من خلال التوعية والتثقيف، خصوصاً عن دور التوتر والإجهاد في تأخر الحمل في الكثير من الأحيان، وخلال الحمل أيضاً حيث تبين أن بعض أعراض الحمل الشديدة قد تحدث بسبب إجهاد نفسي وتوتر، وفي مثل هذه الحالات تحتاج المرأة لرفيقة وصديقة تخبرها بما تشعر لكي ترتاح من هذه الأعراض المزعجة”.

وتابعت “أما بعد الولادة أقوم بتعريفها باكتئاب بعد الولادة وأعراضه وأسبابه، وعن الدعم الذي تحتاجه، يحدث اكتئاب ما بعد الولادة أو حالات كآبة ما بعد الولادة، والتي تكون أقل حدة، بسبب التغير المفاجئ في الهرمونات، دوري هو معرفة علامات الاكتئاب ومساعدة المرأة للقيام بالتواصل مع الطفل بنجاح، والسيطرة على مشاكل الرضاعة الطبيعية لتكون تجربة خالية من الإجهاد”.

واختتمت القابلة القانونية “سهام محمد مصطو” حديثها: “أحب عملي نظراً لما يقدمه من خدمة إنسانية عظيمة، وأسعد عندما أرى البسمة في وجوه الناس، وعندما تحصل المراجعات على مطالبهن، نريد أن يعرف الجميع أن القابلات يقمن بمهمة جليلة وسامية لخدمة بنات جنسهن، وأن دورهن ليس بهين فهن بطلات مجهولات يقدمن خدمة ما قبل الحمل، وأثناء الحمل، وبعد الولادة”.

والجدير ذكره، تقوم القابلات القانونيات بدور أساسي في توفير رعاية صحية ذات الجودة العالية للنساء أثناء الولادة في الظروف كلها على مستوى العالم. واعترافاً بدورهن الحيوي، تحتفل أكثر من خمسين دولة حول العالم في الخامس من أيار من كل سنة باليوم العالمي للقابلات القانونيات، ليسلط الضوء على عملهن المنقذ للحياة في مختلف أنحاء العالم.