الفنان أحمد الزهراوي: الغناء الفنيّ المتنوّع من أجمل ألوان التراث الشعبيّ

الطبقة/ عمر الفارس –

أحمد الزهراوي أحد الخامات الغنائية المميزة في مدينة الطبقة، يتميز بإتقانهِ للأساليب الغنائية كلها، مثل الموشحات والأغاني التراثية والشعبية، آخذاً بذلك الأشكال الفنية كلها، للفن الغنائي المتنوع.

برزت الأغاني الشعبية كأحد أجمل الوثائق الاجتماعية؛ لأنها تصور عادات الناس التراثية، وتقاليدهم الوراثية، التي تقوم بدور هام جداً، وهو الدور الترويحي، حيث يُعدّ الاستماع لهذهِ الأغاني الشعبية فرصة للراحة النفسية، والمتعة، وتذوّق الفن والموسيقا.

الغناء أداة التعبير المتفرّدة

في هذ السياق التقت صحيفتنا “روناهي” المغنّي أحمد الزهراوي الشهير في مدينة الطبقة، ليحدثنا عن الغناء الشعبي والتراثي، وعن مسيرتهِ الفنية في مجال الغناء والموسيقا، حيث وصف الغناء بالشكل الخاص المميز في التعبير، الذي يوجد في الثقافات والمجتمعات كلها، ولكن بأساليب مختلفة، وهو قديم منذ الأزل، وُجد مع القصائد والموشحات، التي اشتهر فيها عدد كبير من الشعراء والمغنين، العريقين عبر التاريخ، ويُصنّف كوسيلة خاصة للتعبير عن مشاعر الحب، أو المدح، أو لإيصال الغاية لأي جهة منشودة”.

بداية مشوارهِ الفنيّ

وتابع الزهراوي: “للغناء أنواع عدة، منها الأوبرا، والروك، والبوب، والراب، ونمط الأناشيد الدينية، والغناء التراثي، الذي يعدّ من أجمل الأغاني، يميز كل منطقة بتراثها وموروثها الشعبي الخاص، الذي انطلقتُ أنا شخصياً منذ بداية مشواري الفني عام 1995، باستخدام نمط الأغاني الشعبية، والقصائد الشعرية، والإنشاد الديني، وذلك في العشرينات من شبابي، ثم بدأت أطورُ مهاراتي الغنائية في مدينة حلب، ضمن مدرسة خاصة، على يد الفنان الكبير صفوان العابد، الذي كان لهُ الدور الأبرز في بداية مشواري الفني، ولاسيما في تعليمي نمط الموشحات الأندلسية، الذي يعدّ أسلوبًا فنيًا صعبًا من أصعب الفنون الغنائية”.

مشاركات فنيّة

وعن بعض المشاركات الفنية ذكر الزهراوي: “شاركت بشكل خاص في العديد من الحفلات الرسمية، والفعاليات والمهرجانات المقامة في مدينة الطبقة، بالتنسيق مع لجنة الثقافة والفن، منها مهرجان الأصالة والتراث، ومهرجان الثقافة والفن، في مشاركة جماعية مع فرقة بيت الأصيل، التي تغني أغاني شعبيةً تراثيةً سوريةً، باللهجات كافة، التي تميّز الأراضي السورية، إضافة للمشاركة الخاصة في أوبريت خاص مع فنانين مختلفين من المناطق السورية كافة”.

أعمال وبدايات

وأشار الزهراوي قائلاً: “فرقة بيت الأصيل، أثبتت جدارة وجودها وحضورها ضمن الفعاليات المقامة في مدينة الطبقة، حيث ضمّت عددًا من المغنين، والفنانين، والعازفين الكبار في مدينة الطبقة، مثل علاء الدين كنو، والعازف سردار وشادي الزبيدي، ومحمد الجاسم، وأحمد العلي، والفنان محمود حبوش، وسُمِّيت فرقة بيت الأصيل، لأنها تستهدف التراث الأًصيل للمنطقة، وسوريا بشكل عام، وتعطي النمط الغنائي الخاص بالموشحات، والشعر الفصيح بالطريقة التراثية الأصيلة”.

وعن بعض الألحان والأغاني، التي ألّفها بشكل خاص تحدث الزهراوي: “كانت من أجمل الأعمال الأنشودة، التي ألقيتها في بداية مشواري عام 2009 هي أغنية “صلوا على النبي المختار” التي حازت إعجاب كل من سمعها، بعد تسجيلها في فيديو كليب خاص، أما عن الأعمال المستقبلية، فهناك بوادر وخطط مستقبلية؛ لتسجيل أغنية جديدة سُمِّيت “يعني لماذا” وهي بموجب نمط الموشحات الشعرية الفصيحة الملحنة، التي تعطي رونقًا مميزًا للموسيقا، كما أسلفنا سابقاً”.

تحسينُ الواقعِ الفنيِّ

وطالب أخيراً الزهراوي بضرورة توجيه الاهتمام الأكبر للفن والموسيقا في المدينة؛ من أجل النهوض بالواقع الفني، وذلك عبر تكثيف المهرجانات الفنية، التي تبرز الفن في المنطقة، وعدم الاحتكار على الأعمال الفنية السنوية فقط، إضافة لدور المؤسسات الثقافية والتربوية كلها، في العمل على زيادة الوعي ضمن الجانب الفني، والموسيقي لدى الأطفال، والمهتمين في هذا المجال، لتصحيح الأفكار الخاطئة عن الغناء، وبالتالي تطوير المواهب الفنية واكتشافها مبكراً.