الغلاء يطغى على أسواق سري كانيه

تقرير/ عبد الحميد محمد –

روناهي/ سري كانيه ـ يغزو الغلاء الملحوظ أسواق مدينة سري كانيه، وتتصدَّر مشكلة ارتفاع الأسعار، وغلاء المعيشة قائمة المواطنين وتثقل كاهلهم. وبين حين وآخر تشهد السلع ارتفاعاً جنونياً؛ بحجة ارتفاع أسعار صرف العملة الأجنبية، وعدم استقرارها ما يخلق فجوة شاسعة وتؤثر على المستهلك ذوي الدخل المحدود.

يشتكي الأهالي في سري كانيه من ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية كافة؛ بشكلٍ مفاجئ وخصوصاً ارتفاع أسعار اللحوم التي تجاوزت الحد المعقول بالنسبة للمواطنين ذوي الدخل المحدود, حيث سجل سعر الكيلو غرام الواحد للحم الأغنام /4000/ ليرة سورية، بعد أن كان سعره /2500/ ليرة، ويعزو باعة اللحوم هذا الارتفاع بالأسعار إلى ارتفاع أسعار صرف العملة الأجنبية، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الأغنام؛ وذلك بسبب هطول الأمطار والذي من شأنه توفير المراعي في عموم الشمال السوري, وهذا ما يعتبره البعض دافعاً ومحفزاً لانخفاض سعر الماشية كون المرعى يجنب الرعاة شراء المواد العلفية.

تراجعت بنسبة 50%

وأجرت صحيفتنا “روناهي” استطلاعاً لمعرفة المزيد عن أسعار بيع اللحوم في مدينة سري كانيه واللقاء مع أحد باعة اللحوم أحمد إبراهيم الذي حدثنا عن إقبال المواطنين على شراء اللحم قائلاً: “لقد تراجعت مبيعاتنا بنسبة 50 % تقريباً، وهذا ما أجبرنا على تقليل الكمية التي كنا نشتريها بشكلٍ يومي، ونتمنى أن تعود الأسعار كما كانت”.

وبدوره أفادنا المواطن والحقوقي عزيز الخليل بأن الأسعار المعقولة تعتبر عوناً لذوي الدخل المحدود، وهؤلاء هم الشريحة الأكبر في مجتمعنا؛ نتيجة الظروف السابقة التي أثقلت كاهل المواطن، وطالب بوضع حد لهذا الارتفاع في الأسعار.

أما بالنسبة لأسعار الفروج؛ فبلغت سعراً قياسياً يتراوح ما بين /850 ـ 900/ ليرة سورية، وبخصوص الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الأسعار والتدابير والإجراءات التي ستتخذ لمكافحة هذا الغلاء الذي يغزو أسواق سري كانيه؛ أكد رئيس قسم الضابطة التموينية وحماية المستهلك في بلدية الشعب بسري كانيه حسن برو على أنهم متابعون وبشكلٍ حثيث جميع الباعة في السوق، وأشار إلى ورود شكاوي من المواطنين بخصوص ارتفاع الأسعار، ونوه برو إلى أنه يتم التنسيق مع لجنة الاقتصاد والمجلس الصحي بشكلٍ دائم بخصوص أي مخالفة وقمعها سواءً بالسعر أو الجودة.

إجراءات فعلية بخصوص تصدير المواشي

وأضاف برو قائلاً: “نحن اليوم اتخذنا إجراءات فعلية بمنع تصدير الأغنام وبيعها خارج المقاطعة، تطبيقاً للقرار الذي اصدرته الهيئة العامة للتموين، وهذا سينعكس بشكل إيجابي على سعر المواشي، وسيساهم تلقائياً في انخفاض سعرها للحد المعقول”.

أما بالنسبة للدواجن؛ فتندرج ضمن قائمة المواد المستوردة، والتي غالباً ما يتحكم بها التجار، وأكد رئيس قسم الضابطة التموينية وحماية المستهلك في بلدية الشعب بسري كانيه حسن برو على أنه يتم دراسة اتخاذ تدابير لازمة للتجار لعدم تحكمهم بالأسعار, وأضاف: “ومن هنا تكمن الضرورة الملحة في متابعة الإدارة الذاتية لمسيرة الإصلاح والتقدم في خدمة المواطنين، وأن تقوم في المرحلة القادمة باستصلاح المداجن والتشجيع على بنائها؛ والاستثمار فيها من أجل تقليل فاتورة الاستيراد، التي أصبح يتذرع بها التجار ويستردونها اضعافاً من المواطن”.