سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الغلاء يحرم أهالي مناطق حكومة دمشق من كسوة العيد وحلوياته

إعداد/ شانا جودي_

كسوة العيد وحلوياته “رفاهية” بعيدة عن متناول ذوي الدخل المحدود في مناطق حكومة دمشق، فأسعار ملابس العيد تقفز للضعف مع اقتراب حلوله، وأسعار الحلويات متخطية عتبة الـ 200 ألف ل.س للكيلو الواحد من أصناف عديدة، أي ما يعادل راتب موظف لشهرين.
تعاني آلاف العائلات في دمشق، وغيرها من المدن الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق، من فقدان قدرتها على تأمين كسوة العيد وحلوياته لأبنائهم، في ظل ارتفاع أسعار الألبسة بنسبة 200 ـ 300 في المائة عما كانت عليه في السنة الفائتة 2022، وهذا الارتفاع لا يتناسب مع دخل معظم السوريين (فمتوسط الرواتب والأجور لموظفي حكومة دمشق 120 ألف ليرة).
الكثير من الأهالي يشكون من الغلاء “الكبير” وحرمان أطفالهم من بهجة العيد هذا العام، ويقول السوري “مازن الصفدي“، من مدينة إدلب شمال سوريا، لإحدى الوكالات المحلية: “في العادة، ترتفع أسعار الملابس مع نهاية شهر رمضان ضعفاً واحداً أو أقل من ذلك، هذا ما اعتدنا عليه، إنما هذا العام ارتفعت ثلاثة أضعاف، بل أكثر”.
وأرجع ضعف قدرة الناس الشرائية لمستلزمات العيد إلى سوء الواقع الاقتصادي، وإلى تدني مستوى الدخل، وإلى غلاء المنتجات بأشكالها كافة، وما زاد المعناة هذه الزلزال، الذي ضرب المنطقة أوائل شهر شباط الفائت.
الغلاء يسرق بهجة العيد
ويؤكد: “خلال العيد الماضي لم أشتر لي ولأطفالي ألبسة، ولن أشتري هذا العام أيضاً… في كل سنة وضعنا أسوأ من سابقه، ويتزامن هذا العيد مع ارتفاع الإيجارات، وأسعار الملابس، والمواد الغذائية بشكل كبير، خاصة بعد وقوع الزلزال، إذ لجأ عدد كبير من المتضررين لمناطقنا، وارتفع الطلب على كل شيء، وارتفعت الأسعار في الوقت ذاته”.
وفي تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية الموالية لحكومة دمشق، أكد على ارتفاع الأسعار في مناطق سيطرة حكومة دمشق أيضاً بنسبة وصلت 300% لأسعار الملابس، ما أدى لتراجع التسوق وشراء حاجات العيد. وحسب التقرير، بدت حركة التسوق في أسواق المدينة الرئيسية أقل بكثير مما هو متوقع مع دخول شهر رمضان نصفه الثاني، حيث ينشط التسوق للعيد، وخصوصاً للألبسة، كما يتزامن موعد العيد مع بدء موسم الملابس الصيفية.
وفي تفاصيل الأسعار، شرح التقرير: “بلغ متوسط سعر البنطال الجينز النسائي 85 ألف ليرة ذي الجودة المتوسطة، أما الكنزة النسائية فسعرها بين 45-70 ألف ليرة، ووصل سعر القميص النسائي بجودة متوسطة إلى 65 ألف ليرة”.
“وكذلك الأمر للألبسة الرجالية، وصل متوسط سعر البنطال إلى 80 ألف ليرة، والتيشيرت 50 ألف ليرة، والقميص 60 ألف ليرة”، وفق التقرير.
وهذه الأرقام جميعها لا تتناسب مع متوسط رواتب موظفي حكومة دمشق الشهري، إذا لا يتجاوز150 ألف ليرة سورية (21 دولاراً).

الاستغناء عن حلوى العيد
يتكرر غياب حلويات عيد الفطر التقليدية عن موائد السوريين المقيمين في مناطق حكومة دمشق هذه السنة أيضاً، بسبب ارتفاع أسعارها، إلى جانب أسعار المواد الغذائية الأخرى منذ اليوم الأول من شهر رمضان.
موقع “أثر برس” المقرّب من حكومة دمشق، نقل عن رئيس “الجمعية الحرفية للحلويات والبوظة” بدمشق بسام قلعجي، أن أسعار الحلويات: “ارتفعت منذ العام الماضي، وحتى اليوم بنسبة 100 في المائة”، مرجعاً السبب إلى دخول أصناف ومكسرات مثل الفستق الحلبي، الذي وصل سعر الكيلو منه إلى أكثر من 225 ألف ليرة سورية، إضافة إلى ارتفاع كلفة اليد العاملة.
نسبة مبيع الحلويات 30 في المائة
وأوضح قلعجي، إن الإقبال على شراء حلويات عيد الفطر “السعيد” ضعيف جداً. وقال: “بالكاد نستطيع القول، إن نسبة المبيع 30 في المائة فقط، فارتفاع الأسعار حرم الناس من متعة شراء الحلويات، التي يعدُّ وجودها أساسياً لمثل هذه المناسبات”.
وأضاف: “لا توجد أنواع يمكن أن تباع بالقطعة إلا (قطعة وربات بقشطة) التي سُجل سعرها أربعة آلاف ليرة، في حين سجل قرص العجوة الصغير ثلاثة آلاف، والكبير ستة آلاف، وهناك قطعة الهريسة، التي تصنف ضمن الحلويات الشعبية وسعرها يوازي 2000 ليرة؛ علماً أن حجم القطعة يلعب دورا بتكلفتها”.
وأكّد قلعجي أن معظم محال الحلويات: “باتت تعمل بخسارة، أو قد لا تحصل على الربح المطلوب، ومع ذلك تجني وزارة المالية الضرائب كاملة حتى لو لم تعمل تلك المحال”، مشيراً إلى “أن حرفيين كُثراً تركوا المهنة وأغلقوا محالهم، وسافروا إلى خارج البلاد”، وفق ما نقل المصدر.
وكان الأسد قد أصدر، الثلاثاء 11 نيسان الجاري، مرسوماً يقضي بصرف منحة مالية لمرة واحدة، بمبلغ مقطوع قدره 150 ألف ل.س (أي نحو 19 دولاراً)، للعاملين والمتقاعدين في حكومة دمشق، وهو مبلغ لا يغطي حتى ربع احتياجات الفرد، في الوقت الذي بات فيه متوسط تكاليف معيشة أسرة مؤلفة من خمسة أفراد يصل إلى أكثر من خمسة ملايين (722 دولاراً).