العملية التربوية تسير بالشكل الصحيح في الحسكة, فهل سيكون للجائحة رأي آخر؟

الحسكة/ آلان محمد-

العملية التعليمية بشمال وشرق سوريا أمام تحديات كبيرة لهذا العام, ولكن المدارس لتاريخ اللحظة تسير وفق المخطط الطبيعي, مع انتظار الإجراءات التي ستقررها هيئة التربية والتعليم فيما يتعلق بالتعامل مع الجائحة المتحورة الجديدة.

تشكل العملية التربوية والتعليمية القاعدة الأساسية في بناء المجتمعات المتحضرة, وتنمّي الإرث الثقافي لمجتمعٍ متكامل وصحي, ولكنها بحاجة لتوافر العديد من الشروط لضمان سيرها بالشكل السليم والطبيعي, ومع تردي الأوضاع الاقتصادية الراهنة, ماهي الصعوبات والتأثيرات على سير العملية التربوية؟

أثرت الجائحة الوبائية لفيروس كورونا, خلال العام المنصرم على سير العملية التربوية, وخلّفت الكثير من الآثار السلبية المباشرة على البنية التعليمية والطلبة والمدرسين, وتم تعطيل المدارس في أغلب مناطق شمال وشرق سوريا, وحتى في العام الحالي يتم الحديث من خلال الجهات الطبية والصحية المعنية بالجائحة عن انتشار أقوى وأشد من العام السابق, وعن سرعة انتشارهِ بحسب هيئة الصحة.

توحيد الهندام المدرسي وتأثير الوضع الاقتصادي

وبهذا الصدد التقت صحيفتنا روناهي, بالرئيس المشترك لمجمع المدارس في مقاطعة الحسكة, “محمد أحمد الأحمد” ليحدثنا عن تأثير الوضع الاقتصادي على العملية التربوية, حيث قال: “للظروف الاقتصادية الحالية أثر سلبي ومباشر على المجتمع كلهُ, وبات هذا الوضع يُشكل هاجسَ قلقٍ على الصعيدين المجتمعي والمؤسساتي”.

وتابع: “بالنسبة لنا يتمثل المجتمع بالطلبة والمعلمين والعملية التربوية وخلال العام 2022 انطلقت العملية التربوية والتعليمية مع كافة الظروف التي مررنا بها, ومنها توحيد اللباس الخاص بالطلبة وقد لاقى الرضى والقبول بالنسبة لأهالي الطلاب ولكن سوء الأوضاع المعيشية تشكل صعوبة بالنسبة للكثيرين في تأمين اللباس الخاص بالمدارس, وأيضاً انتشار جائحة كورونا من جديد على الواقع, وتعطيلها في العام المنصرم لكافة مفاصل التعليم, وألزمتنا بعطلة طويلة كادت أن تنسف العملية التعليمية برمتها, وحالياً نواجه عملاً صعباً آخراً وخطيراً وهو الوضع الاقتصادي المتردي, وغلاء المعيشة الغير مُحتمل”.

تلافي التأخير في الرواتب وتأهيل المدارس

من المعروف بأنّ المدارس كانت مستخدمة كمراكز لجوء وإيواء للمهجرين قسراً نتيجة الاحتلال التركي وبهذا الصدد بيّن الأحمد: “وعملنا جاهدين على إعادة المدارس للخدمة تحضيراً لهذا العام, ومع ذلك خصصت 15 مدرسة منذ أيامٍ قليلة لإيواء المهجرين من أهلنا في ناحية زركان”.

وزاد: “لكن مع تكثيف الجهود تمت إعادة تأهيل المدارس أيضاً وتحضيرها لاستقبال الطلبة, وتعرضنا في مرحلةٍ معينة من العام المنصرم لتأخير في توزيع رواتب المعلمين وعلى وجه الخصوص المعلمين المتعاقدين مع الإدارة العامة للمدارس, وذلك بسبب التأخير في تسليم الميزانية المخصصة للقطاع التعليمي, وهذا أدى إلى تأخير في تنفيذ الخطط المفروض تنفيذها في العام الفائت, مثل صيانة المدارس وتجهيزها, ولكن الهيئة العامة للمدارس تخلصت من العوائق وكافة المعلمين يستلمون رواتبهم وفق الوقت المحدد تماماً ومن دون أي تأخير”.

مؤكداً بأن هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية تقوم بكل ما يلزم لسير العملية التعليمية في سياقها الصحيح, وأشار الأحمد إلى الصعوبة المفروضة على السلك التربوي حالياً, بسبب الوضع الاقتصادي, وقال: “التعليم يمثل لنا خطاً أحمر, ولن تثنينا الظروف مهما بلغت من قسوة على توقيفه أو التهاون به”.

الأطفال هم أكثر عرضةً لآثار الوضع الاقتصادي المُتردي

وعن الكثير من حالات عمالة الأطفال وتركهم للمدارس, وتوجههم للعمل لكسب المال لتخفيف عبء المصاريف عن عوائلهم, قال محمد الأحمد: “في النظام الداخلي لهيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية قانوناً بالتعليم الإلزامي لسنِّ الخامسة عشر, ونحن ننسق حالياً مع قوى الأمن الداخلي لتطبيق هذا القانون على المتخلفين عن المدارس, وللذين أخرجوا أولادهم من المدارس عنوةً, وستتم متابعة هذا الموضوع أصولاً, ونتمنى أن تنتهي هذه الأزمات قريباً, مع العلم بأنّ العملية التعليمية في تطور دائم وتكثيف لدورات التأهيل للمعلمين, والتركيز على التعامل النفسي والإرشاد الصحيح للطلبة لتدارك الآثار السلبية والخطيرة التي يُخلفها الوضع الاقتصادي المتردي”.

والجدير بالذكر أن عدد العاملين الأعضاء في الإدارة العامة للمدارس في مقاطعة الحسكة ونواحيها يبلغ 9000 معلم/ـة وإداري/ـة.