العملاء المخفيون… طابور خامس وحرب خاصة من نوع جديد

مثنى عبد الكريم –

حكايتنا اليوم ستكون عن الاستغلال وعن الطابور الخامس، وليس أي طابور أو مستغل، إنما الوجه الجديد من الطابورية والعمالة الدنيئة الخسيسة، سنحكي اليوم عن حالة بدأت بالانتشار وبقوة في ظل غياب رقابة عن هؤلاء العملاء الذين استغلوا ظروف الحرب والانشغال بما جرى من جائحة كورونا وقطع تركيا للمياه وحربنا على العملاء والتصدي للحرب الخاصة التي تمارس على شعبنا اليوم، هذه الحالة الشاذة البعيدة كل البعد عن أخلاقياتنا وقيمنا ومبادئنا نضعها اليوم بين يدي المعنيين والمسؤولين، ألا وهي أصحاب الوكالات للبيوت التي لم يرجع أصحابها لها فقاموا بتوكيل أشخاص يتواصلون معهم لتأجيرها وبالتعاون مع بعض أصحاب المكاتب العقارية من ذوي النفوس الضعيفة البشعة الذين بدؤوا يتواصلون مع أصحاب البيوت مستغلين غيابهم الطويل عن المنطقة وخاصة من إخوتنا من المكون العلوي والدرزي وبعض المكونات الأخرى ليزرعوا في نفوسهم الرعب من العودة بحجة أن هناك من يتهمهم بالتشبيح وغيره مما يدفعهم لبيع تلك البيوت لمن يتواصل معهم وبالتالي تغيير ديموغرافية منطقة كانت هي فسيفساء سوريا بجمال تنوعها وروعة العيش المشترك فيها، هؤلاء المرتزقة المأجورين العملاء يجب أن يقفوا عند حدهم ويجب وضع قانون ينظم عملهم وخاصة أنهم يستغلون المستأجرين ليرفعوا الإيجارات وليساهموا بخلق أزمة جديدة وكأن هذا الشعب ينقصه أزمات، هنا يحضرني سؤال أتوجه به لأصحاب المكاتب العقارية ولا أعمم، إنما أخص هؤلاء الذين يفتعلون الأزمة ويساهمون بعملية التغيير الديموغرافي، أسأل هؤلاء هل تقبل أن يفعل هكذا بأحد من أهلك؟!! إن قلت نعم أقبل فهذا دليل خسة ودناءة فقد أصبحت عبداً لجيبك ومالك، وإن قلت لا أقبل فكيف ترضى أن تفعل بالناس ما لا تقبله على أحد من أهلك، ألا يكفيكم ما عاناه الشعب من سنوات حصار ودمار وتشريد وتهجير وقتل ورعب حتى تأتوا أنتم لتزيدوها عليه!!

ألا يكفيكم ما جنيتموه من أرباح ومبالغ جُمعت بسبب خوف كاذب وتزييف للحقائق مارستموه!!!.

كفى لعباً وعبثاً ونقولها لكم باسم الشعب بأن ظلمكم له قد آن له أن يزول وآن لليلكم أن ينقشع عن فجر أمل جديد.

هذه الحكاية اليوم نضعها بين أيدي المسؤولين ليضعوا حداً لما يمارسه هؤلاء من حرب خاصة تشوه صورة إدارتنا وقيمنا أمام شعبنا في الداخل السوري. ولأهلنا في الداخل السوري نقول أنتم أهلنا ونحن أهلكم همنا همكم وإننا في شمال وشرق سوريا لا نفكر بمذهبية أو قوموية فأرض سوريا جمعتنا وسماؤها أظلتنا، شربنا من مائها، عشنا معاً، وكبرنا معاً فنحن شعب واحد لا تستمعوا لهؤلاء العملاء فقلوبنا قبل بيوتنا مفتوحة وأنتم جزء لا يتجزأ من الطبقة والرقة ومنبج ودير الزور والحسكة وقامشلو وكل حي وقرية وشارع في شمال وشرق سوريا، تعالوا واسمعوا منا ولا تسمعوا عنا فاختلافنا بالآراء ليس خلافاً بل جمالاً وستعود سوريا بأبهى حللها يوماً وسنسهر سوياً عرباً وكرداً وأرمناً وشركساً وسرياناً وعلويين ودروز وشيعة وسنة على ضفاف الفرات نحتسي كأس المحبة والسلام ونغني للأمل وللمستقبل.