أعلنت دولة الاحتلال التركي بدء عدوانها عصر يوم الأربعاء، بعد تهديد أردوغان في وقت سابق أن عملية عسكرية ضد قوات سورية الديمقراطية، قد تبدأ بأي وقت، وقال:” يمكن أن تكون اليوم أو في الغد”. بينما كان مواطنو شمال وشرق سورية مترقبون، لما يحدث لا سيما بعد الاتصال الهاتفي الذي دار بين الرئيسين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الدولة التركية المحتلة رجب طيب أردوغان.
وشن الاحتلال التركي وفصائل سورية موالية منضوية تحت اسم الجيش الوطني هجوماً على مناطق الإدارة الذاتية الواقعة في شمال وشرق سورية التي حذرت مراراً أن أي عمل عسكري من شأنه إنعاش داعش، خاصة وإن قوات الديمقراطية تملك أكبر سجناً للإرهاب في العالم، فضلاً عن مخيم الهول الذي يضم الآلاف من أفراد عائلاتهم، ويعد من أخطر المخيمات في العالم على الإطلاق.
بينما رأت الإدارة الذاتية أن تحرك الاحتلال التركي بالعمل العسكري لم يأخذ طريقه للنور لولا تلقّي أنقرة الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية. حين اعتبرته طعناً في الظهر في وقت لا زال داعش يستميت لإعادة دوران العجلة للوراء وتجميع خلاياه مجدداً في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعانيها قوات سورية الديمقراطية لصد العدوان التركي على مناطق شمال وشرق سوريا. ويبدو أن الطعنة الثانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية كانت واضحة للمتابعين لما في جلسة الأمن بالأمم المتحدة لم تعمد كلاً من الولايات المتحدة وروسيا اللتين منعتا من تمرير قانون يدين العمل العسكري.
وحاول دونالد ترامب إزالة اللائمة بغض الطرف عن العمل العسكري التركي؛ باستحضار التاريخ ليقول أن الكرد لم يساعدوهم في إنزال النور ماندي خلال الحرب العالمية الثانية. ليبرز للعالم الوجه البشع للسياسة القذرة. كيف لشعب أعزل حينها مقسماً لعدد من الدويلات أن يشارك بهذا الإنزال في مقابل دول عظمى من الحلفاء ممن يملكون القوة والسلاح آنذك. كما قد تخلى عنهم في السابق الاتحاد السوفيتي أبان تأسيس جمهورية مهاباد، فالتاريخ يستحضر مجريات ذاته وإنما بوجه آخر.
يبدو أن المصالح السياسية والاقتصادية بين الدول الكبرى مهما اختلفن لكنها في نهاية الأمر تتقاطع على مصالح الشعوب حين تتكشر عن نفسها بهذا الشكل المقذع، عندئذ يسهل على الإنسان معرفة كيف أنه ليس له من ثمن غالٍ أمام وحشيتها الرخيصة البشعة. حيث تتجلى بهذه اللعبة صراع التحالفات، كيف تآمرت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا اللدودتان المناوئتين بمصالحهما إزاء بعضهما البعض أمام بطولات الشعب الكردي في مشهدين اثنين، يعيدان للأذهان صدق المقولة؛” ليس في السياسة من عدو مطلق وكذلك الحال ليس من صديق دائم أبداً.
كروب روناهي
السابق بوست