الشدادي/ حسام الدخيل ـ
كباقي المناطق السوريّة، تمتلك منطقة الجزيرة السوريّة وحوض الفرات تقاليد خاصة بالأعراس، توارثتها الأجيال عن بعضها على مرِّ العصور، وعلى الرغم من ظروف الحرب التي تمر بها البلاد منذ عقد من الزمن، إلا أن الكثير من الأهالي لايزال يحافظ على هذه العادات خوفاً عليها من الاندثار، لتكون جزءاً من التراث غير المادي الخاص بأهل الجزيرة السوريّة ومنطقة حوض الفرات بشكلٍ عام.
وتعد وليمة “الصبحة”، من أكثر ما كان يُميّز العرس الجزراوي في الأعوام المندثرة، والصبحة هي وليمة تتكفّل بها عائلة العريس، تسبق الزفاف بساعات، تتألف من المرق ولحم الضأن وخبز الصاج، لِتُشكل وجبة “الثريد”، التي تشتهر بها المنطقة، وعادةً تكون فيها الدعوة عامة يحضر إليها أبناء المنطقة والمناطق المجاورة، ويتم نصب خيم ضخمة لتتسع لجميع الحضور.
وتعد الصبحة تقليد عربي عريق، حافظ عليه العرب منذ مئات السنوات، وتدل هذه العادة العريقة على كرم أهالي الجزيرة، وتعزز الروابط الاجتماعية بين بعضهم. وسميت الصبحة بهذا الاسم لأنها تكون عادةً في صباحية يوم العرس وتُقدَم كوجبة غداء لجميع المدعوين.
وأشار الباحث محمد موسى الحومد في كتابه “أحاديث على الهامش “الصبحة” وهي وليمة يقدمها العريس قبل قدوم عروسه، مكونةً من “الثريد” ولحم الضأن، ويبالغ الريفيون بهذه الوليمة.
كما نظمت أبيات الشعر والأهازيج التي تطلقها النساء في الأعراس ويعد البيت الشعري الأشهر الذي تتداوله النسوة في أهازيجهن “يا ذباح الصبحة أذبح عجاله… عيون على العروس عيون الغزالة”.
وكما كل شيء في سوريا تأثر هذا التقليد بعد بداية الأزمة السوريّة التي امتدت منذ أكثر من عقد من الزمن، ويعود سبب انحسارها إلى الانهيار الاقتصادي الذي عاشته البلاد في سنوات الحرب، ولكن على الرغم من ذلك لم تندثر هذه العادة بشكلٍ كلي، وبقيت بعض العوائل تحافظ عليها كنوع من التراث غير المادي الذي يُشكل هوية المنطقة.
