الزيتون يشكل حيزاً هاماً من التراث والثقافة

من الزراعات التقليدية القديمة والتي تعتبر إرثاً حضارياً توارثته الأجيال عبر الزمن؛ هي زراعة الزيتون الذي يعتبر أهم المحاصيل الاستراتيجية ويؤثر بشكل كبير في الاقتصاد الزراعي

ويذكر بأنه تم زراعة شجرة الزيتون قبل آلاف السنين وارتبطت بحياة وعادات المجتمع وأصبحت تشكل حيزاً هاماً من تراثه وثقافته وخاصة في سوريا التي تنتشر فيها زراعة الزيتون.

وتنتشر زراعة أشجار الزيتون في: حلب، إدلب، طرطوس، ومناطق إقليم الجزيرة، وفي درعا، أما إقليم الجزيرة فتعد زراعة الزيتون فيها جزأً لا يتجزأ من عاداته، فلا يقل موسم قطف الزيتون عن الاحتفال بالنسبة للسكان؛ وهذا بحسب المكتب الإعلامي للاقتصاد.

أما بالنسبة لأهميته فيؤثر في الاقتصاد الزراعي بشكل كبير كونه يوفر فرص عمل لعدد كبير من سكان الريف؛ حيث تشكل زراعته مصدر دخل لهم، ولا يقل ناتج زيت الزيتون ربحاً عن باقي الزراعات كما أنه يدخل في الصادرات وبذلك يساعد في التجارة الخارجية للمنطقة.

وللزيتون أهمية يمكن وصفها بالاستراتيجية لأنها تعتبر أهم محاصيل الأمن الغذائي في شمال وشرق سوريا كونه غذاء شعبياً واسع الانتشار ومصدراً مهماً للدهون الصحية وتشتهر منطقة عفرين الواقعة شمال حلب المحتلة من قبل دولة الاحتلال التركي بزراعة أشجار الزيتون حيث كان عدد الأشجار هناك 13 مليون شجرة وتنتج أرقى أنواع الزيتون في العالم، وقد بلغ عدد معاصر الزيتون في عفرين 250 معصرة. ويعود السبب في ازدهار زراعة الزيتون في عفرين إلى توافر الظروف المناخية من مناخ مناسب وتربة خصبة ويد عاملة كادحة، ولكن نظراً لظروف الحرب وما عانته عفرين من الاحتلال ونهب وسرقة وحرق وقطع الآلاف من أشجارها فقد قللت من إنتاجها مما أدى إلى تراجع زراعة الزيتون في المنطقة؛ بالإضافة إلى الهجرة القسرية بسبب القصف ونيران الحرب، ويضاف إلى كل ما ذكرناه وقوع الأراضي الخصبة في أيدي الاحتلال الغاشم. والجدير ذكره بأن مناطق إقليم الجزيرة تنتج كميات هائلة من هذا المحصول الاستراتيجي الذي يشكل مصدر رزق لهم بما يعود من أرباح عليهم تعيل أسرهم وتؤمن ما يحتاجونه من حاجات يومية، وتعد زراعة الزيتون حكاية مستمرة عبر الزمن انتقلت من جيل إلى آخر.

شجرة الزيتون دائمة الخضرة، معمرة، ولها قدرة على الصمود في ظروف بيئية قاسية مثل الجفاف والأراضي المتحجرة وقليلة العمق والخصوبة.