No Result
View All Result
المشاهدات 2
علي عليو_
من المعروف لدى الجميع، بأن الزراعة تمثل شريان الحياة، الذي لا سبيل للإنسان العيش بدونه، وتعد كذلك عصب الصناعة، وقد نشأت الحضارات القديمة، وازدهرت بمقدار ما توفرت لها الظروف، والبيئة المناسبة لنشوء زراعة مستديمة، وناجحة، وقد أخذت الوسائل، والمعدات الزراعية تتطور من عصر إلى آخر، ومن حضارة إلى أخرى، إلى أن وصلت أخيراً إلى درجات عالية من التطور، إبان الثورة الصناعة، ثم أخذت بعد ذلك منحى أخر من الازدهار والاكتمال، بعدما تم ردف هذه الزراعة بمصانع، ومعامل تعمل بالمواد الأولية، التي هي حصيلة المنتوجات الزراعية، ومع زيادة أعداد السكان في العالم، وقلة المياه الصالحة للزراعة، وحاجة العالم إلى المنتوجات الزراعية، تم إيجاد واستنباط وسائل حديثة بتقنيات جديدة في الري والزراعة، زادت من كميات الإنتاج، وقللت من الاستخدام الزائد للمياه، وقد تم تطبيق هذه الوسائل في العديد من دول العالم.
أما بالنسبة إلى الزراعة في عموم سوريا، وبالأخص في منطقتنا الجزيرة السورية، حيث تتوفر التربة الخصبة، فمازالت هذه الزراعة تعاني من عقبات وأزمات غير محدودة، فهي مازالت تعتمد على الطرق القديمة، والتقليدية في الزراعة، والري حيث إنها بعيدة كل البعد عن الوسائل الحديثة كالري بالتنقيط، والرذاذ معتمدة بذلك على خبرة الفلاح، ومعرفته البسيطة، التي توارثها من الآباء والأجداد، وتطبيقاته الخاطئة في كثير من الأحيان، وبالأخص ما يتعلق بالأمراض التي تصيب المحصولات، وطرق المكافحة، والاستخدام الأنجح للأدوية، والأسمدة، وهناك جهل عام في كافة المنطقة بكيفية الزراعة الناجحة، والاقتصادية، وخاصةً زراعة الخضروات، وعدا عن ذلك عدم توفر أسواق خارجية لتصريف المنتوجات الصيفية من الخضروات؛ ما يمكن المنطقة من إنشاء زراعة ضخمة، وزراعة مساحات أكبر من المساحات الحالية، التي يعتمد في تصريفها على الأسواق الداخلية، وبالتالي يودي ذلك إلى توفير فرص عمل كبيرة في هذا الميدان، كما أن الفلاح بطبيعة الحال إنسان أمي غير متعلم، أي أنه بعيد كل البعد عن المعرفة العلمية المتخصصة في مجال الزراعة، وتطبيقاتها الحديثة، التي تزداد يوماً بعد يوم إضافةً إلى الضعف في التكامل الاقتصادي، فعدم توفر المعامل والمصانع والمزروعات الصناعية، يجعل منها زراعة ضعيفة، وغير مجدية اقتصادياً، ويقلل من الفائدة الكبرى، التي تدر على المجتمع بأكمله.
لذلك على الإدارة الذاتية إيلاء أهمية قصوة، وإنشاء خطة اقتصادية فعالة من خلال بناء المصانع والمعامل، وزراعة المحاصيل الصناعية، وبناء مراكز البحوث العلمية؛ للنهوض بالواقع الزراعي، ومواكبة التطورات الزراعية في العالم، وتفعيل دور الوحدات الإرشادية، وكذلك إنشاء دورات تعليمية للفلاحين، وطباعة كتلوكات تعريفية للنباتات، والأمراض، التي تصيبها وطرق المكافحة، واستخدامات الأدوية، والأوقات المناسبة للزراعة، والبذار.
No Result
View All Result