الروضة السريانية….. طابع نسوي وحماية للإرث والثقافة السريانية

وكالة هاوار- عانى الشعب السرياني كغيره من الشعوب من سياسة التهميش والإقصاء، وكان لابد من إعادة ثقافتهم وتراثهم السرياني العريق كغيرهم من شعوب المنطقة، وتحقق ذلك عبر تنظيم النشاطات وإحداث التغييرات في بعض الأمور بما يهدف إلى إحياء ذلك التراث.

في مدينة الحسكة تحولت الروضة السريانية إلى مكان لحماية الإرث السرياني والثقافة السريانية، حيث أن تعليم الأطفال في سن مبكرة يؤدي إلى تنمية قدراتهم مستقبلاً، فيما يعتبر الأطفال الأساس في بناء أي مجتمع يسعى للحفاظ على ثقافته وهويته.

ومن هذا المنطلق تسعى الروضة السريانية التي افتتحت من قبل الاتحاد النسائي السرياني إلى تعليم الأطفال المبادئ الأساسية في القراءة والكتابة باللغة الأم.

افتتحت الروضة عام 2015م، ويتواجد فيها أربع معلمات، اثنتان منهما مهمتهما إنشاء جدول للنشاطات الترفيهية، ومساعدة الأطفال أثناء اللعب، فيما تعمل المعلمة الثالثة على تلقين الأطفال بعضاً من الأساسيات التي يحتاجها الأطفال في حياتهم اليومية، وتعلم الأحرف السريانية وبعض الكلمات الأجنبية، بينما المعلمة الأخيرة مهمتها تعليم اللغة السريانية بشكلٍ عام.

وتقبل الروضة من الأطفال الحديثي الولادة وحتى عمر الخمس أعوام، ومن كافة المكونات والطوائف، ولا يوجد أي تمييز بين الأطفال، ويبلغ عدد الأطفال حالياً في الروضة 45 طفلاً وطفلة.

أكدت المعلمة في الروضة السريانية ريما سرياني إن هذه الروضات تساعد في حماية ثقافة المكون السرياني من الاندثار.

وأشارت ريما إلى أن المواد التي يتم تدريسها في الروضة والتي أغلبها تكون ترفيهية، مثل الأغاني والرياضة والرسم، بالإضافة إلى تعليم الأرقام والأحرف والمفردات باللغة الإنكليزية، كما تتواجد ثلاث حصص في الأسبوع مخصصة لتعليم اللغة السريانية.

ونوهت ريما بالقول: “إن الهدف من هذه الروضة هو تعليم بعض الأمور الأساسية للأطفال في سن مبكرة، وتعليمهم ثقافتهم وتراثهم، عوضاً أن يقضوا كامل وقتهم في اللعب بالمنزل”.