سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الذهب الأبيض.. ما تأثير انتهاكات تركيا على زراعته؟!

الشدادي/ حسام دخيل ـ

أكد عدد من مزارعي القطن في ريف الشدادي أن زراعة القطن تراجعت كثيراً، ولم تعد تحظى باهتمام المزارعين كما كان قبل سنوات الأزمة.
تراجعت زراعة القطن في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا بشكل كبير على الرغم من كونه أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية في المنطقة.
المزارع صالح الحسين بيّن من خلال حديثه لصحيفتنا “روناهي” أن أهم الأسباب التي أدت إلى تدهور زراعة القطن في المنطقة هو جفاف نهر الخابور والذي بدوره يعتبر الشريان الرئيسي للزراعة ابتداءً من سد الحسكة الجنوبي الواقع شمال العريشة ووصولاً إلى بلدة الصور في الريف الشمالي لمدينة دير الزور.
وعزف غالبية المزارعين الذين يعتمدون في الري على نهر الخابور عن زراعة القطن هذا الموسم بسبب ندرة المياه حيث يحتاج محصول القطن إلى أكثر من ١٠ ريات في الموسم.
ووفق الحسن لم تتجاوز المساحات المزروعة من قِبل كل مزارع هذا الموسم الأربع دونمات ويعتمدون في ريها على مياه الصرف الصحي التي تصب في مجرى النهر.
فيما قال المزارع موسى العواد “إن لجنة الزراعة لم تفتتح الترخيص الصيفي للمزارعين الواقعين على طول سرير نهر الخابور باستثناء أصحاب الآبار الارتوازية وهذا مما زاد في الأعباء على المزارع حيث إذا ما فكر بالزراعة وأراد الاعتماد في الري على مياه الصرف الصحي فإن مشكلة المحروقات هي الأخرى تكون عائقاً حيث يضطر المزارع إلى شرائها من السوق السوداء بسعر يصل إلى ٧٠ ألف للبرميل الواحد”.
وتابع العواد حديثه منوهاً إلى أنه إضافة إلى المشاكل السابقة تضاف مشكلة غلاء أسعار قطع الغيار الخاصة بالمحركات والمضخات الزراعية وارتفاع أسعار الأسمدة، كل هذه الأسباب كانت كفيلة لتجعل المزارعين يعزفون عن زراعة القطن.
فيما لا توجد حتى اللحظة إحصائية دقيقة للمساحات التي تمت زراعتها بمحصول القطن حيث لم تنتهِ لجنة الزراعة في الشدادي من الكشوفات حتى اللحظة.
ويُذكر إن الزراعة في مناطق شمال وشرق سوريا تراجعت بشكل كبير هذا الموسم بعد تحكم دولة الاحتلال التركي بمصادر المياه حيث قامت بقطع مياه نهر الفرات إضافة إلى وضع سواتر ترابية على مجرى نهر الخابور في المناطق التي تحتلها من مدينة سري كانيه وناحية تل تمر وذلك لمنع تدفق مياه النهر ووصولها إلى الأهالي.
وتخطط الإدارة الذاتية هذا العام لترميم ثلاث محالج للقطن في شمال وشرق سوريا، بهدف شراء محصول القطن من المزارعين مباشرةً، وهو ما سينعكس إيجاباً على المزارعين عامةً.