قامشلو/ رؤى النايف ـ
النسوة الإيزيديات لديهن قوة وإرادة وعزيمة لا تقهر فعلى الرغم من كل ما تعرضنَ له من جرائم شكلن وبمدة وجيزة وحدات حماية خاصة بهن لحماية أنفسهن وشعبهن كما أسسن شبكة للناجيات لإيصال صوتهن لكل العالم.
الثالث من آب عام 2014 كان وصمة عار أخرى على جبين الإنسانية، حيث هاجم في ذلك اليوم مرتزقة داعش أهالي شنكال وقاموا بإعدامات جماعية بحق الأهالي وإجبارهم على تغيير دينهم بالإضافة إلى ذبح الآلاف منهم، كما عمدَ المرتزقة إلى استرقاق أكثر من 6800 من النساء والأطفال، وتهجير أكثر من 300 ألف منهم في مخيمات للنزوح بمناطق متفرقة، ورغم ذلك لم يستسلموا بل بدؤوا بتنظيم أنفسهم.
تحررت وأثبتت وجودها
وفي سياق الحديث عن أوضاع الناجيات والمحررات من مرتزقة داعش، نوهت لصحيفتنا “روناهي” الناجية الإيزيدية “حلا سفير” من تل قصب، حيث تعيش الآن في مخيم بتربه سبيه، قائلةً: “تحررت في شهر آب عام 2017، مع أخي وأخواتي، وتعالجت لمدة أشهر من الصدمة النفسية، أدركت بعدها أني يجب أن أكون أقوى وأفضل وأتحمل مسؤوليتي تجاه إخوتي، لذا بدأت أعمل في مستوصف صحي بأعمال التنظيف، وبعد عدة أشهر التقيت بوالدتي التي كانت تعالج أختي وقد أصيبت بطلقة قناص في يدها أثناء عملية تحريرها، واستمريت في عملي في المستوصف الصحي”.
وتابعت: “حياتي لم تعد تقف عند ما حدث معي بالماضي، أنا اليوم أصبحت صاحبة قضية نسائية إنسانية تمثلني وتمثل كل امرأة إيزيدية”.
مؤكدةً بأنها شاركت في الكثير من ورشات العمل والمؤتمرات الدولية في هولندا وألمانيا ودبي وهولير، وأردفت: “لا زلت حتى الآن أطالب بحقوقي وحقوق كل امرأة وطفلة وطفل إيزيدي تعرض للعنف والاغتصاب من قبل مرتزقة داعش، وأطالب بمحاكمتهم في شنكال وفي كل الدول، وفي الوقت الحالي نحن مجموعة من الناجيات أسسنا شبكة لنا نحن الناجيات لإيصال صوتنا لكل العالم من خلال توثيق الجرائم التي ارتكبت بحقنا، فلدى كل امرأة منا قصة تدفعها لتكون أقوى وأشد قدرة على إثبات حقوقها”.
كيف استقبلهن مجتمعهن
هناك حالات مختلفة من النساء اللواتي تحررن من قبضة داعش، بعضهن تعرضن للبيع عدة مرات، وعملن كخادمات عند عوائل المرتزقة، ومنهن وضعن كدروع بشرية أثناء عمليات التحرير التي قامت بها قوات سوريا الديمقراطية ضد أولئك المرتزقة، إلا أن المجتمع الإيزيدي لم يتخلَّ عنهن، وعمل على استعادتهن وتحريرهن، وسعى لتأهيلهن اجتماعياً ونفسياً بالرغم من الإمكانات القليلة، ومنهن تزوجن وأنجبن أطفالاً وعُدن للاندماج في مجتمعهن بشكل طبيعي، فالمرأة الإيزيدية ومجتمعها تقاسما ألم الغزو العرقي والقتل والدمار، وعادوا للنهوض من جديد بشكل أفضل من خلال التنظيم.