سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الدبلوماسية بمفهوم الأمة الديمقراطية… أداة لإرساء السلم والأمن

تقرير/ فيروشاه أحمد –

 بقدر ما تختلف الشعوب في ثقافاتها ولغاتها، نجد اختلافاً في طرق وأساليب دبلوماسيتها تجاه الشعوب الأخرى من خلال حكوماتها أو من يُمثلها في تلك المهمة.
وللدبلوماسية ومنذ آلاف السنين وحتى الآن رجال يمتهنون ويحترفون هذا الفن ويجيدون فنونها، كون هؤلاء يعملون على عقد صفقات سياسية من خلال تفاوض أو حوار وبثقافات مختلفة باختلاف الأنظمة والقوانين، لم تأت هذه الدبلوماسية من فراغ، بل نتيجة خلافات أو مشاكل بين دول إن كانت فرادى أو مجموعة دول.
هؤلاء الأشخاص يعتمدون على بروتوكولات (إتيكيت) خاص ومتميز تؤهلهم لقيادة وتمثيل دولهم وفق اعتمادهم على صفات وامتيازات غير محددة، والبروتوكولات التي يعتمدون عليها هي قواعد غير رسمية وغير مكتوبة، بل هي ثقافة وأسلوب يعتمدون عليه في علاقاتهم مع الآخرين، كل هذه القواعد والثقافة ليست وليدة العصر الحديث، بل هي نتاجات الأنظمة منذ آلاف السنين، حتى باتت الدبلوماسية تدخل ضمن ثقافة المجاملة كي تُسهل للدبلوماسي عمله في البلد الآخر.
ماهية الدبلوماسية
الدبلوماسية: كلمة لاتينية diploma وتعني وثيقة رسمية، تنظم وسائل الاتصال بين الدول، وتهتم أيضاً بصياغة سياسات تتبعها دول تجاه دول أخرى، قد تؤدي لحروب ومشاكل في حال فشل هذه الدبلوماسية. والدبلوماسية في معجم المعاني هي صفة تخص تمثيلاً سياسياً للدولة وتسيير شؤونها الخارجية في الدول الأجنبية الأخرى. لكن؛ الرومان عرَّفوا من يعمل في الدبلوماسية بالمنافق ذي الوجهين، في حين نجد لها في مفاهيم الأمة الديمقراطية (المجلد الخامس للقائد عبد الله أوجلان) تعريفاً مُغايراً ومختلفاً عن كل ما ذُكِر، فهي في نظرها وسيلة لتكريس السلم والعلاقات المفيدة، لا لإشعال فتيل الحروب، وهي تُعبّر عن وظيفة أخلاقية وسياسية نبيلة يؤديها الناس الحكماء.
الدبلوماسية عِبر التاريخ
منذ آلاف السنين تطورت معاني وأدوات الدبلوماسية بتطور الشعوب والأنظمة، بالمفهوم الفرنسي هو المفوض، والإسبان هم الذين استخدموا لأول مرة كلمة “سفارة” وهي مأخوذة من تعبير كنسي بمعنى الخادم أو السفارة، وفيما بعد حصلت تلك المفاهيم على معاني تخصصية في العلاقات، فالبدء كانت بمثابة مهمة وأخذت فيما شكل التفاوض بعد والتي تعتمد على الدهاء والفراسة والكياسة.
ونجد لكل رجل سياسة أو فكر مختلف حتى في صياغة تعريف أو تعبير لهذه الكلمة، فمعاوية بن أبي سفيان وظفها وقارنها بـ “شَعْرَة”، حين قال: (لو بقي بيني وبين الناس شعرة واحدة لحافظت عليها)، أما أرنست ساتو الذي أكد بأنها (استعمال الذكاء والكياسة في إدارة العلاقات الرسمية بين حكومات الدول المستقلة). وأغلب المهتمين بالدبلوماسية يؤكدون على أنها عمليات سياسية تعتمد عليها الدول كي تنفذ سياساتها الخارجية مع الدول الأخرى في تسيير شؤون دولها.
الدكتور عبد الله أبو هيف يؤكد من جانبه بأنها مراحل مختلفة مرّت بها في مجال العلاقات البشرية، وعن طريق هذه المراحل التاريخية يمكن معرفة مجريات السياسة الدولية في الماضي، واتجاهاتها ودوافعها في خوضها للحرب والسلم، عن طريق التفاوض والمعاهدات الكفيلة بإعادة تنظيم المجتمعات إلى الأفضل.
 أما متى ومن أين بدأت الدبلوماسية، فهناك مجموعة آراء يقول “بلاغا” أنها ترجع إلى الكرسي البابوي حين كانت الخطوة الأولى للدبلوماسية في إيطاليا، وبخاصة مع نهاية حرب المئة عام 1451 ميلادي.
البعض يؤكد بأنها بدأت في القرن العشرين (الدبلوماسية العلنية)، وآراء أخرى تقول بأنها بدأت مع بداية تطور المجتمعات البشرية الأولى، وهذا ما يؤكد عليه (تيومان) والتاريخ يذكر القبائل والجماعات البشرية الأولى التي عرفت الحرب والسلم. وأجرت الصلح ومراسم الاحتفالات الدينية والسياسية، ويؤكد (دوليك) بأن الدبلوماسية ظهرت آثارها على الألواح الآشورية وفي التاريخ الصيني والهندي والإغريقي والروماني.
هذا التطور في العلاقات أعطى للدبلوماسية مفاهيم ومعاني جديدة، تهدف إلى التواصل والتباحث والتفاوض بين المجموعات والدول بخصوص تقاسم نفوذ الصيد والرعي والزراعة، وعقد اتفاقيات للصلح والمهادنة، وربما معاهدة قادش بين الفراعنة والحثيين عام 1279 قبل الميلاد تعد الاتفاقية الأولى التي رسمت الملامح الحقيقية للقانون الدولي والعلاقات الدبلوماسية بين الدول. وكان لكونفوشيوس 600 قبل الميلاد الفضل في اختيار دبلوماسيين يتصفون بالفضيلة والنبل، في حين كانت الهند تختار سفرائها الذين يتميزون بالصفات والأخلاق الدينية، والتحلي بالاستقامة والمعرفة والشجاعة، بينما الإغريق أضافوا نظماً جديدة في تطوير هذه الثقافة من خلال عقدهم اتفاقيات داخلية محلية فيما بينهم، ونجد لدى البيزنطيين تميزاً في انتقاء وفرز المختصين، عندما اعتمدوا على الدبلوماسي المراقب بدل الدبلوماسي الخطيب، ولم تتوقف حركة وثقافة الدبلوماسي والدبلوماسية منذ أقدم العصور وحتى الآن.
الحداثوية دبلوماسية قذرة

في بدايات العصر الرأسمالي وظهور الليبرالية في إنكلترا أواخر القرن الثامن عشر دخلت الدبلوماسية مرحلة جديدة، كون أوروبا عاشت فيما بعد ثورات صناعية وإنتاجية متميزة رافقتها ثورات في الحرية والعدل والمساواة (الثورة الفرنسية 1789).
من المنظور السياسي والاقتصادي طغت الليبرالية كنظام سياسي وقد خلّفت أزمات وحروب بين كثير من دول العالم، أفرزت بعد ذلك الاستعمار لتحتل الدول القوية دول فقيرة، كانت سببها الدبلوماسية القذرة التي خلّفت أبشع حربين عالميتين راحت ضحيتها ملايين من البشر. والدبلوماسية التي كانت تُمثل الأطماع الرأسمالية والحداثوية فيما بعد، والتي كانت تبحث دائماً عن الربح الأعظمي على حساب الشعوب الفقيرة هي من كانت ترسم ملامحها.
لم يستطع المجتمع الدولي والهيئات الدولية والمنظمات العالمية كبح جِماح دبلوماسية الأنظمة الليبرالية ووضع جداول لتقليص أطماعها، لذا ما زلت المجتمعات تعيش في حالة فوضى، والأزمات في تفاقم وخاصة في الشرق الأوسط (سوريا والعراق)؛ لأن الأنظمة الليبرالية في أغلب الدول هي نفسها تعيش أزمات مادية وسياسية متتالية ومتلاحقة، بهذا الصدد يؤكد الباحث البريطاني ادوارد لويس في كتابه (انسحاب الليبرالية الغربية)، حين يطرح ويعالج هذه الأزمة مؤكداً بأن الأزمة في الشرق الأوسط هي جزء من المنظور الفاشل لدبلوماسية الغرب، كونها لم تستوعب وتحتضن التيارات والفلسفات المتشددة والمتعصبة من الانتشار.
ويضيف بأن الليبرالية ودبلوماسيتها تعيش حالة احتضار، والنموذج التركي خير مشهد حين تراجع عن الليبرالية واستبدلها بتنظيمات شعوبية ويمينية متطرفة، جراء هذا التراجع لدبلوماسية الغرب وأمريكا توضح عجزها عن استعادة توازنها بعد أزمتها المالية 2008 م، وحتى ندرك تماماً لماذا فشلت الدبلوماسية الحداثوية يجب أن نعلم لماذا أعلنت أمريكا الحرب العالمية ضد الإرهاب، وكيف اعتمدت على دبلوماسية جماهيرية كي تُقنِع الناس في مختلف دول العالم بهذه الحقيقة، لكنها فشلت رغم توفر عنصر المهارة الكاملة في إحداث طرق وآليات علمية في إقناع الجماهير.
بالمحصلة الدبلوماسية في العالم الحداثوي باتت عملاً وثقافة واسعة الانتشار في عالم السياسة والاقتصاد، لكنها لم تُفلح حتى الآن بتحقيق انتصارات في الأفق، كونها تركت وراءها كل القيم المعرفية والأخلاقية المجتمعية. ويمكن القول ومع الانتشار الكبير للدبلوماسية ما زالت هناك شعوباً ترفض الالتزام والقبول بها كمخلص لأزماتها، لأنها جلبت فيما مضى وحتى الآن نتائج كارثية، لأنها تُمثل المصلحة الفردية في الأنظمة الرأسمالية في مواجهة الدول ذات التوجه الديمقراطي التي تعمل وفق مبدأ العدالة الاجتماعية.
كيف نتصدى للدبلوماسية الحداثوية؟!

 إذاً ما السبيل للوقوف أمام هذا الفكر (الدبلوماسية الحداثوية) الذي يجتاح الشعوب والدول الفقيرة بكل الأدوات والآليات التي تفتقر لأبسط القيم الإنسانية والأخلاقية.
حاول بعض المفكرين والفلاسفة محاولات كثيرة لتغيير هذه الذهنية التسلطية لكن محاولاتهم باءت بالفشل، حتى أواخر القرن العشرين حيث عمل المفكر والفيلسوف عبد الله أوجلان على البديل “المجتمعي” للدبلوماسية السلطوية بذهنية مجتمعية جديدة، قوامها ثقافة الثورة الزراعية في ميزوبوتاما قبل عشرة آلاف سنة، لقد عرَّف الدبلوماسية بخلاف كل المصطلحات والتعاريف التي كانت وما زالت تؤكد على (نزعة الربح الاعظمي في الحداثة الرأسمالية). وكانت قراءته مختلفة للدبلوماسية. إذ؛ يقول بأنها اداة لإرساء السلم، بينما الدبلوماسية عند الرأسمالية مزيدٌ من الربح، من هنا نجد بأن الدبلوماسية هي دعوة إلى التقارب والوحدة بين شعوب المنطقة في ظل مفاهيم الأمة الديمقراطية.
الكرد اليوم بحاجة ماسة لدبلوماسية أخلاقية أكثر من أي وقت مضى، سواء فيما بينهم، أو مع الآخرين، كون الدبلوماسية الناطقة بالذهنية المجتمعية هي وحدها كفيلة بإعطاء الشعوب دور هام وإيجابي بالحفاظ على عمقهم التاريخي؛ لأن شعوب الشرق الأوسط وعبر مراحل متعددة من عصر الحداثوية كانوا يدفعون الضريبة نتيجة أخطائهم الدبلوماسية. ولهذا؛ دفعوا القرابين خلال الحربين العالميتين لأنهم كانوا ورقة ضغط بيد الدول الإقليمية والدولية، من خلال سياسات المحاور التي كان الكل يمارسها ويطبقها بحقهم من أجل تحقيق مكاسبهم وأجنداتهم السياسية والاقتصادية.
ويطرح أوجلان حلولاً بشأن الارتقاء بالدبلوماسية الكردية، منها تشكيل محفل مشترك بين الكرد المشتتين والمنقسمين فيما بينهم على اختلاف مصالحهم، مؤكداً بأن الدبلوماسية الفردية تفرز أضراراً أكثر من محاسنها، والأهم من كل هذا وذاك لا بد من إحياء وتفعيل “المؤتمر القومي الديمقراطي” عند تحقيق هذه الدعوة لا بد أن  تعود الروح والوعي إلى العمل الدبلوماسي الكردي، ومن هذا المؤتمر تنبثق دبلوماسية مؤسساتية  تتبنى خطاباً سياسياً واحداً يُمثل كل الكرد في المحافل الدولية.

ليس بخافٍ على أحد بأن الثقافة المجتمعية لا تعنى بجانب واحد من مناحي الحياة، كونها تترجم في سلوك من يتبنى هذه الثقافة، وبقدر الإيمان بها نحقق قواعد وأسس أخلاقية في تنظيم المجتمع تنظيماً مؤسساتياً، والدبلوماسية في هذه الثقافة من أهم القضايا المُلحة التي لا يمكن تأخيرها أو تجاهلها وبخاصة في هذا الوقت والكرد يعيشون مخاض لولادة جديدة.
منذ سبع سنوات تعيش روج آفا وشمال سوريا ثورة في تغيير الذهنية السلطوية ببناء مؤسسات ثقافية وخدمية، تدخل رويداً رويداً في الحالة العملية، وكانت الدبلوماسية الكردية ورغم بعض التراجعات خرجت من إطارها المحلي وطرقت أبواب المجتمع الدولي يحمل قضيته في المحافل واللقاءات الدولية، وكانت تبنيها مشروع الفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا من المهام المجتمعية في بناء الأرض والإنسان السوري، بعد مشاركة كل المكونات في صياغة هذا المشروع الذي يدعو إلى الوحدة والتآخي وتعايش شعوب ومكونات سوريا.

المراجع.
الأمة الديمقراطية مج5 ………………………..عبدالله أوجالان.
  تاريخ الدبلوماسية ……………………………ارنست ساتو(د .حنان خميس)
القانون الدبلوماسي ………………….. ……….د. علي صادق أبو هيف.
الأزمة الليبرالية والتحديات الفكرية الجديدة …….د. السيد ولد أباه. 

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle