قامشلو/ رشا علي –
تشهد مدينة قامشلو كبقية مدن شمال وشرق سوريا، أزمة نقص في مادة الخبز بين الحين والآخر، فمنذ عدة أيام تراجع إنتاج الدقيق؛ بسبب ارتفاع الأسعار، وأصبح الحصول على الخبز الهم الأول بين اهتمامات المواطنين، ويزداد أهمية مع كل صباح جديد.
في تدهور سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، وباقي العملات الأجنبية، والحصار المطبق على المنطقة برمتها، خلّف تبعات كثيرة على المواطنين في سوريا، وألقى ظلاله على مناطق شمال وشرق سوريا أيضاً، ومنذ ذلك الوقت، وهي تعاني من أزمة حقيقية في تأمين الخبز، نتيجة نقص في كميته، وتدنٍ في مستوى جودته، وارتفاع سعر السياحي منه “المدعوم”، لارتفاع تكاليف الإنتاج.
ومع نقص، وتدني جودة الخبز في الأفران العامة، تحولت الأفران السياحية إلى بديلٍ يلجأ إليه الكثير من المواطنين، ليقوم الكثير من أصحابها استغلال الفرصة، والتحكم بالأسعار، ورفعها بين الحين والآخر.
وبخصوص هذا الموضوع التقت صحيفتنا “روناهي” مع العديد من المواطنين من سكان مدينة قامشلو، الذين اشتكوا من نقص مادة الخبز، وصعوبة الحصول عليه، وبسعر مرتفع.
معاناة الأهالي…
المواطنة فاطمة حجاج، وهي من مدينة قامشلو، أوضحت أن مادة الخبز المتوفرة في الأفران العامة متدنية الجودة، ولا تتوفر بشكل يومي، وبأنهم يضطرون إلى شراء الخبز السياحي الباهظ الثمن؛ لكي يؤمنوا احتياجات أسرهم اليومية: “إن الكثير من الأسر لا تكفيها ربطة خبز واحدة، وجميع الاحتياجات الأساسية، أصبحت أسعارها مرتفعة، وإن استمر الوضع على هذا النحو، فسيصبح كارثيًّا”.
وطالبت فاطمة الجهات المعنية في الإدارة الذاتية، بوضع الحلول المناسبة، التي تراعي ظروف المواطنين.
أما المواطن عبد العزيز محو، من مدينة قامشلو، فتحدث عن معاناتهم في تأمين الخبز: “يجب على الإدارة الذاتية إيجاد حلول جذرية لأزمة الخبز، التي تثقل كاهل المواطنين وأصبحت الشغل الشاغل لهم، إننا نترك جميع أعمالنا من أجل الحصول على مادة الخبز”.
وتابع محو في حديثه عن رداءة جودة الخبز في الأفران العامة، وإنهم يلجؤون إلى شراء الخبز السياحي، وهو غالي الثمن: “الأفران التموينية لا تسد حاجة جميع الأهالي من مادة الخبز، لذلك يضطرون إلى شراء الخبز من الأفران السياحية، والأفران الحجرية، التي تصنع الخبز “السميك” ويصل سعر الرغيف الواحد منه إلى سبعمائة ليرة سورية، وإذا حسبنا ذلك فنقوم بشراء الخبز بملغ أكثر من الأجر اليومي الذي نتقاضاه، ناهيك عن المستلزمات الأخرى”.
وطننا أرض القمح
وتساءل محو حول أزمة الخبز: “تعدّ مناطقنا المنبع الرئيسي لمادة القمح، فكيف يواجه أهالي المنطقة أزمة بهذا الشكل؟ نتمنى إيجاد حلول مناسبة من أجل إنهاء هذه الأزمة”.
ارتفاع سعر الطحين
وفي لقاء مع صاحب أحد الأفران السياحية في مدينة قامشلو، أوضح هوزان محمود صاحب فرن سيتي، وأشار في حديثه عن أسباب غلاء سعر مادة الخبز، ونقص كميتها: “إن ارتفاع أسعار شراء الطحين في هذه الفترة، يعود سببها إلى الحرب الروسية الأوكرانية، سابقاً كنا نحصل على طن من مادة الطحين بـ 420 دولاراً، أما اليوم فنشتريها 560 دولاراً، وهذا الارتفاع الكبير جعل معظم الأفران، يقللون من الإنتاج اليومي، أو إيقافها حتى صدور قرار بزيادة سعر الخبز السياحي”.
وحول الكمية، التي يتم إنتاجها بشكل يومي، وسعر ربطة الخبز في الوقت الحالي قال محمود: “كمية الطحين التي نستهلكها أربعة طن من الطحين بشكل يومي، وسعر ربطة الخبز السياحي كانت بمبلغ 1200 ليرة سورية، بسبب ارتفاع سعر الطحين قمنا برفع سعر الربطة إلى 1500 وذلك بعد ما أبلغنا التموين”.
وبين صاحب فرن سيتي هوزان محمود، أن المصاريف الكثيرة للأفران ستلحق الضرر بأصحاب الأفران، وسيضطرون إلى رفع سعر الخبز السياحي، نتمنى أن تنتهي جميع الأزمات الاقتصادية في المنطقة، وأن تعم الأمن والأمان.
تأثر الوضع الاقتصادي في المنطقة بالحرب بين القوى العالمية
وللمزيد من التفاصيل حول ارتفاع أسعار مادة الخبز، وفقدانها تحدث لنا “رمضان حسن” الرئيس المشترك لمديرية حماية المستهلك والتموين في مقاطعة قامشلو: “يتأثر الوضع الاقتصادي في مناطق شمال وشرق سوريا بالحرب، وبالصراع بين القوى العالمية، بسبب الحرب التي اندلعت بين دولتين من الدول المنتجة لمادة القمح، أدت إلى نقص مادة القمح المصدرة للدول المجاورة لنا، ونتيجة انخفاض الليرة السورية فيما يتعلق بالدولار، ارتفعت أسعار الطحين الخاص، وحدث رد فعلي من قبل أصحاب الأفران، بسبب خسارتهم، وقدموا شكواهم للإدارة الذاتية”.
وتابع حسن في حديثه عن الاجتماع الأخير، حيث طلبت الإدارة من الأفران برفع سعر الخبز ريثما يصدر تعميماً بها: “نحن مجبرون على رفع سعر الخبز قليلاً، من أجل عدم إغلاق الأفران الآلية، والخبز السياحي هو مادة مساعدة للخبز التمويني، فعندما يصعب الحصول على الخبز العادي يلجأ الناس إلى الخبز السياحي، وتسعى الإدارة الذاتية لإنشاء مطاحن خاصة، من أجل التحكم بالطحين، والقضاء على الاحتكار من قبل التجار”.
