الجنة في القرآن الكريم

محمد القادري_

يذكر القرآن الكريم الجنة في آيات كثيرة ويعتبر الأرض الممتلئة بالأشجار والأنهار في هذه الحياة أيضاً جنة يقول “لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا واشربوا من رزق ربكم” وذكر أيضاً في سورة الكهف “واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل” الجنة دائماً تدل على المكان الكثير الثمر والماء الغزير المتوفر وتختلف عن جنة الآخرة بأنها قد تكون في هذه الحياة الدنيا لبشر طيبين صالحين أو تكون لسيئين طالحين أما لجنة الآخرة فلا تكون إلا للمتقين الصالحين يقول تعالى “تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقياً” وفي آيات كثيرة يقول: “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار”، وكذلك تختلف جنة الآخرة عن جنة الدنيا بأن أكلها دائم وظلها وأن نعيمها لا يفنى وما كان محرماً في هذه الحياة الدنيا على الإنسان يصبح هناك مباحاً حيث يقول سبحانه وتعالى “فيها أنهار من خمر لذة للشاربين ويقول يتنازعون فيها كاساً لا لغو فيها ولا تأثيم” وكما يذكر أن هناك الاستمتاع بالحور العين أي أن الجنس المحظور في الحياة الدنيا في جنة الدنيا مباح يقول “وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعملون” ويقول أيضا “وعندهم قاصرات الطرف عين لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان” وكل ذلك من النعيم المادي أما النعيم الآخر من الراحة النفسية يذكر الله سبحانه وتعالى أنه لا يوجد هناك غل ولا حسد لأنه ينزع ذلك قبل أن يدخلهم الجنة يقول “ونزعنا ما في صدورهم من غل أخوانا على سرر متقابلين “وكذلك لا يوجد فيها المجادلة والمشاحنة ولغوا حيث يقول “لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيماً إلا قيلا سلاما سلاما” أما عن القوميات واللغات والأعراق والألوان وتصنيفات الدول والحدود وغيرها فـنها تنتهي هناك حيث يكون أهل الجنة كما يقول الله سبحانه وتعالى في سوره يس: “إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الآرائك متكئون” أي ليس لديهم مجال أو وقت للكلام والمحادثات والانشغال بالأمور الجانبية ولا يستطيع أحد أن يحدد لغة أهل الجنة حيث لا يكون هناك تمايز بين كردي ولا عربي ولا فارسي ولا تركي ولا غير ذلك، ولا يمكن إسقاط الأفكار والقوانين والمنظومات الدينيوية على حياة أهل الجنة هناك عالم آخر هناك وجود آخر يختلف تماماً عما نحن فيه حيث يتوقف الزمان وتنتهي العبادات والفرائض وتنتهي الخطيئة والذنوب والمحاسبات هكذا يبين القرآن الكريم عن الجنة وحياتها ومكوناتها.